سياسة

الاتحاد الاشتراكي يرسم “صورة قاتمة” عن تسيير جماعة تطوان ويعتبرها “تجربة فاشلة”

رسم الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بتطوان، “صورة قاتمة” عن طريقة تسيير المجلس الجماعي للمدينة، واصفا الأداء العام لتدبير الشأن المحلي من قبل الفريق المسير للجماعة برئاسة حزب العدالة والتنمية، بأنه يمثل “تجربة فاشلة” وفق تعبيره، مقررا مقاطعة دورة أكتوبر المرتقبة غدا الخميس.

وقالت الكتابة الإقليمية لحزب “الوردة” بتطوان، في بلاغ لها توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن انعقاد دورة أكتوبر العادية لجماعة تطوان غدا الخميس، لوضع ميزانية السنة المقبلة كآخر ميزانية في الولاية الانتخابية (2015-2021)، “هي فرصة لتقييم الأداء العام لتدبير الشأن المحلي من قبل الفريق المسير للجماعة”.

واعتبر الحزب أن رئيس الجماعة، ونظرا لمركزيته في التدبير، “سعى إلى إستغلال ذلك لتشتيت كل الفرق المشكلة للمجلس بطرق غير أخلاقية، وكذا تبرمه من كل صوت معارض وإن كان من داخل حزبه، مما يعكس رؤيته السياسية الأحادية، همه في ذلك الحفاظ على كرسي الرئاسة بأي ثمن”، وفق تعبيره.

وأوضح أن تعامل الرئاسة مع تدبير الموارد البشرية يتم “بشكل انتقائي وفوضوي ولامسؤول، تمثّٙل ذلك في تهميش الأطر الجماعية الكفؤة، وتغيير مسؤولي الأقسام والمصالح وفقا لأهوائه، وعدم إلتزامه مع الفرقاء الإجتماعيين”.

وأشار إلى وجود ما أسماها بـ”المحاباة في وضع لوائح الترقي وعدم صرف المستحقات المالية للمترقيين، مما تولد عنه حالة من اليأس والقل تسود وسط الموارد البشرية كركيزة أساسية للمرفق العمومي لخدمة الساكنة والمدينة”.

واتهم الاتحاد الاشتراكي الجماعة عبر رئيسها بـ”توظيف المقربين والمتحزبين” في التعامل مع شركات التدبير المفوض في قطاعات النقل الحضري والماء الكهرباء والتطهير السائل وجمع النفايات الصلبة”، حسب تعبير البلاغ ذاته.

ويرى الحزب أن ذلك يأتي “في وقت يعرف النقل الحضري تدهورا في خدماته وكذا شركات الماء والكهرباء والتطهير كمجال للتشكي المستمر للمواطنات والمواطنين، وكذا شركات جمع النفايات التي لا تؤدي خدماتها بشكل جيد”.

وأشار إلى أنه “لولا تدخلات السلطات المحلية من أجل منع رفع ثمن تذكرة الحافلات، وكذا في فاتورات الجائحة بالنسبة للماء والكهرباء ودعما لقطاع النظافة بعمال الإنعاش الوطني لكان الوضع كارثيا”.

وأضاف المصدر ذاته، أن رئاسة الجماعة “هالت كثيرا لمشروعها بخلق قطب إقتصادي لم يٙرٙ النور منذ 5 سنوات ولم يراع إشراك الفاعلين في وضع تصور مستقبلي له، مما خلق تدمرا واسعا بوسطهم، إضافة إلى عدم القدرة على تنشيط المراكز التجارية الكبرى (المنظري–الأزهر) والتي أصبحت بنايات أطلال”.

وسجل الحزب ذاته، ما اعتبرها “فوضى تعم أسواق القرب، في ظل وضع إقتصادي حالك تعرفه المدينة”، مشيرا إلى أنه “رغم اللقاء البئيس للفاعلين الإقتصاديين المحليين مع رئيس الحكومة والذي لم يسفر عن أي نتائج وقرارات لإنقاذ المدينة من وضعيتها الراهنة، فإن الأوضاع بقيت إلى غاية يومه على حالها”.

وتابع البلاغ أن برنامج التهيئة الحضرية للمدينة الذي أشرفالملك على إعطاء إنطلاقته وغيّٙر من وجهها وملامحها، كان يقتضي تتبعه برصد ميزانية جماعية لصيانة التجهيزات والمرافق العامة وإستغلال ذلك في الترويج للمدينة وجعلها قطبا سياحيا داخليا بإمتياز وفق رؤية تشاركية مع كل الفاعلين المتدخلين في المجال، “لكن شيئا من ذلك لم يحدث”.

واعتبر أن العمل الجمعوي والمدني شريك أساسي في التنمية المحلية عبر طريق الإيمان الحقيقي بالديمقراطية التشاركية، مردفا: “لكن الرئيس حوله إلى مجال لإغداق أموال الجماعة على الجمعيات المقربة من الرئاسة ومنع الدعم عن الأخرى، ولولا تدخل السلطات في هذا المجال لأصبح المال العام سائبا يتم صرفه لأغراض سياسوية وإنتخابوية ضيقة”.

كما أشار الحزب إلى أن ما أسماها بـ”الرؤية الأحادية للفعل الثقافي الغارقة في الرجعية والمحافظة دفعت الرئيس إلى وقف الدعم عند مهرجانات كبرى تاريخية كمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط وغيرها، والمحاولات لدعم مهرجانات تخدم أجندات سياسية محضة”.

وشدد على أن العلاقات الخارجية مجال حيوي وإستراتيجي للمدينة، متهما رئيس الجماعة بـ”تحويله إلى مجال لمحاباة هذا وذاك، مما حول سفريات الخارج مناسبة للمتعة، بما يخالف غاياتها، ويفتقر إلى رؤية عليمة واضحة تخدم المدينة، وليس وفق رؤية واضحة لخدمة المدينة”.

كما سجل “التدخل المحدود جدا والمحتشم للجماعة في ظرفية جائحة كورونا، مما كشف عن ضعف بين في تدبيرها المحدود ودورها الهامشي”، لافتا إلى “المحاولات البائسة للرئاسة في ميزانية 2020 الرامية إلى الرفع الكبير من حجم المداخيل والتي ليس في مستطاع الجماعة تحقيقها، بما فرض على السلطات رفضها، وأكد ذلك حالة الإفلاس العام للجماعة”.

ويرى الحزب أن المدينة “تئن وتستغيث وتعيش وضعا إقتصاديا وإجتماعيا متأزما لم يسبق له مثيل في وقت تعيش الرئاسة في واد آخر وتنشغل بقضايا إنتخابوية فجة”، معتبرا أن تطوان “تستحق ما هو أفضل بحكم تاريخها ونخبها وحضارتها وقيمها وتحضر أهاليها”، حسب البلاغ ذاته.

فلكل هذ الإعتبارات، يضيف الحزب، “تدعو الكتابة الإقليمية للاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية فريقها بالمجلس الجماعي، لمقاطعة دورة أكتوبر، نظرا للعبث والإستهتار الذي يطبع العمل الرئاسي للجماعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *