حوارات، مغاربة العالم

بعد مقتل فلويد بأمريكا.. “العمق” تحاور المغربي الذي رفع لافتة ضد العنصرية بإسبانيا

بعد الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل جورج فلويد، المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، على يد شرطي أمريكي، اجتاحت موجة غضب عارمة معظم دول العالم، تعبيرا عن رفض مواطنيها لسياسة التمييز العنصري القائمة على اللون، وكذا على الانتماء الهوياتي.

احتجاجات إسبانيا انخرط فيها مغاربة، ومن بين هؤلاء مواطن صنع الحدث برفع لافتة وسط شوارع كطالانيا، يعبر من خلالها عن رفضه للعنصرية، ولمختلف أشكال الاستغلال الأخرى.

موقع ” العمق” أجرى حوارا مع المواطن المغربي المقيم في اسبانيا، ونقل لقرائه سر اللافتة، وتفاصيل أخرى حول وضعية المغاربة في المهجر.

أحمد.. بطاقة عبور

أحمد أطفاي من مواليد قرية جبلية بتاونات، هاجر إلى إسبانيا مطلع الألفية الثالثة، وتمكن من إعادة صياغة شروط الاندماج في المجتمع الإسباني، بعد انخراطه في المنظمات غير الحكومية، وانصهاره في فلسفة العيش المشترك.

يقول أطفاي لـ”العمق” إنه يتحدر من دوار جبلي بتاونات، وتحديدا بجماعة بني وليد – فناسة، وهو ما حقق له توليفة خاصة مع مكونات هويته في المهجر، على اعتبار أنه استطاع الاندماج في المجتمع الاسباني، وخصوصا الكطالوني، وفي وقت زمني وجيز.

سر اللافتة..

بخصوص اللافتة التي رفعها، إلى جانب اثنين من زملائه، جاءت في سياق الاحتجاجات التي جابت العالم خلال حادث مقتل مواطن أمريكي من أصول افريقية، وتضمنت رسالة واضحة مفادها أن العنصرية أمر مرفوض، والاعتداء على الآخرين لأنهم يختلفون عنا ومعنا في اللون أو العرق أو الدين، أمر مرفوض كذلك، لأن الوجود المشترك يفرض احترام حق الغير وخصوصيته.

ونبه أطفاي، الذي يشتغل كثيرا في الأعمال الاجتماعية والمدنية بمنطقة كطالانيا، إلى أن مصالح البلدية وافقت على المقترح، بل نشرت الشكل الاحتجاجي في صفحتها، بما يفيد توافق على مستوى فلسفة الرفض المرتبطة بنبذ الفكر العنصري.

كوفيد 19..

أنشطة المواطن المغربي في شوارع ودروب إسبانيا لا حصر لها، وآخرها اشتغاله في مشروع له علاقة بجائحة كورونا وتداعياتها على سوق الشغل، وأيضا الظروف التي يشتغل فيها الناس في زمن الفيروس، وتوج هذا الانخراط بنشر مقالة في مجلة إسبانية، بعدما لقي العمل تجاوبا كبيرا في الشارع الإسباني والكطالاني، يضيف ابن إقليم تاونات.

الاندماج مربط الفرس

في حديثه لـ”العمق” أكد أطفاي أن جزءا كبيرا من اهتمامه الاجتماعي ينصب على مناقشة قضايا الهجرة والاندماج، خصوصا في ظل زحف أمواج من المهاجرين، وتوفير شروط وآليات اندماج هؤلاء يقع على عاتق الجهات الرسمية وغير الرسمية. وفي هذا الصدد، يؤكد المتحدث نفسه، أنه شارك في ندوة عمومية حول الاندماج في المهجر، وتناول خلالها توضيح بعض الصعوبات التي يواجهها المهاجرون، ثم إبراز طرق وآليات تحقق الاندماج، وهذا جد مهم بالنظر إلى أن مسايرة إيقاع المجتمعات الغربية، ينبه أطفاي، يفرض استدماج بعض مفاهيم هذه المجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *