منتدى العمق

معاناة الأسر مع الجائحة .. وعطاء وزارة الثقافة للفنانين

وزير الثقافة والشباب بالبرلمان

في الوقت الذي ماتزال العديد من الأسر و القطاعات تعاني جراء جائحة كورونا، وزارة الثقافة والشباب والرياضة تجزل العطاء لعدد من الفنانين المغاربة .

من منا ينكر الانعكاسات السلبية التي خلفتها كورونا وما تزال على جميع المغاربة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية وحتى النفسية، وجميعنا يتذكر معاناة ملايين المواطنين من الفئات المعوزة جراء توقفها عن العمل وكيف صارت تمد يدها مستجدية ذلك القدر الهزيل من الدعم الذي خصصته الحكومة لها والذي لم يتجاوز في أحسن أحواله 1200 درهما لرب الأسرة الذي يعول ثلاثة أفراد فما فوق؛ أي ما يعادل 300 درهم للفرد الواحد في الشهر إذا لم يتجاوز عدد أفراد الأسرة الأربعة، تخرج وزارة الثقافة والشباب والرياضة في عز هذه الظرفية من تفشي الجائحة وتسجيل أرقام مرتفعة من الإصابات طيلة الأيام الكثيرة الماضية كان آخرها 2470 حالة إصابة مؤكدة يوم أمس الأربعاء، ما يعني معه حاجة الدولة، بكل أجهزتها وقطاعاتها، إلى نهج سياسة الحكامة في صرف وتدبير المال العام وإعطاء الأولوية للقطاعات الحيوية والوقوف إلى جانب الفئات الفقيرة المعوزة، لتغدق الوزارة العطاء وبشكل أكثر سخاء لعدد من الفنانين والمغنيين المغاربة تراوحت قيمة الدعم الواحد بين 80.000 درهم و 180.000 درهم للفرد، بما مجموعه، حسب ما صرحت به الوزارة نفسها ، مليارا و أربعمائة مليون سنتيم، الشيء الذي جر معه سخطا عارما ووابلا من الانتقادات في صفوف المغاربة جميعهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وحتى من طرف بعض الفنانين المغاربة أنفسهم الذين لم يستسيغوا هذا القرار واعتبروه ضربا من العبث والاستهتار خاصة في هذه الظرفية، كما خرجت مصرحة بذلك في فيديو لها على اليوتيوب الفنانة الرائدة “لطيفة رأفت” معتبرة أن هذا الدعم كانت أولى به مجموعة من الأسر الفقيرة التي تضررت بشكل كبير من جراء الجائحة حتى و إن وزعت لهم (10,000 ريال) حسب تعبيرها بالعامية المغربية، بدل إعطائه لمن لا يستحقونه منهم وليسوا في حاجة له أصلا، وهي أدرى وأعرف بهم منا .

وكما خرج بذلك أيضا الفنان القدير الذي استحق بموقفه الذي ينم عن الشهامة والمواطنة الحقة المسؤولة رافضا تلقي الدعم الذي خصصته له الوزارة المعنية والذي بلغت قيمته 160000 درهم داعيا الوزارة إلى ضخه في صندوق تدبير الجائحة، الفنان المغربي القدير “نعمان لحلو”. ما يؤكد لنا من خلال موقفه ذلك، وبشكل ضمني، أن قرار وزارة الثقافة والرياضة والشباب صرف هذه المبالغ الضخمة لدعم عدد من الفنانين لم يكن قرارا حكيما بالمرة، وأن قرارا كهذا من شأنه أن يجر سخط المواطنين المغاربة، وأن قبوله هو لذلك الدعم من شأنه أن يعتبر انتهازية وخيانة وطعنا لهم جميعا، في الوقت الذي ماتزال عديد من الأسر إلى الآن تعاني صعوبة توفير لقمة العيش في ظل الجائحة .

فإذا كانت وزارة الثقافة والشباب والرياضة قد نظرت بعين العطف والرحمة إلى أولئك الفنانين والمغنيين، فلم لا تنظر بنفس العين إلى فئات وقطاعات أخرى تعتبر تحت إشرافها ومسؤوليتها كقطاع الرياضة مثلا الذي يعد في كثير من جوانبه مورد رزق للمئات، إن لم نقل الآلاف من المغاربة، وبخاصة أصحاب الصالات الرياضية التي ما تزال مغلقة منذ فترة الحجر الصحي إلى الآن، دون أن تنظر في ما يعانيه هؤلاء وقد بدأ العديد جدا منهم يمد يد السؤال حتى يؤمن لقمة العيش لأبنائه وأسرته .

فهل ستستطيع الوزارة المعنية بعد كل ذلك السخاء الذي أبانت عنه أن تنصف كل الفئات المتضررة من الجائحة، وبخاصة أولئك الذين يكسبون قوت يومهم من تلك الأعمال التي يزاولونها والتي تدخل تحت إشرافها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *