خارج الحدود

ماكرون: الإسلام يعيش أزمة في العالم.. وداغي يرد: أنتم تعيشون أزمة انتكاس أخلاقي وإنساني

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وإن على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية.

وأعلن ماكرون في خطاب له غرب باريس، عن سياساته ضد ما سمّاه “التشدد الإسلامي الذي يتخذ العنف منهجا له”.

وطرح الرئيس الفرنسي مشروع قانون ضد “الانفصال الشعوري”، بهدف “مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”، وهو ما يعتبر استهدافا للجالية المسلمة على وجه الخصوص.

وقال ماكرون إن في ما وصفها بالنزعة الإسلامية الراديكالية عزما على إحلال هيكلية منهجية للالتفاف على قوانين الجمهورية الفرنسية، وإقامة نظام مواز يقوم على قيم مغايرة، وتطوير ترتيب مختلف للمجتمع، على حد تعبيره.

وقال إن فرنسا لا تستهدف الإسلام أو المسلمين، وإنما التشدد والتزمت اللذين خلفا العنف والضياع على حد تعبيره. وأضاف أن هناك تأثيرات خارجية في فرنسا لجماعات مثل الوهابية والسلفية والإخوان المسلمين، وأن السلطات الفرنسية تركتهم يتطورون وينتشرون على الأرض الفرنسية ويقيمون مشاريع سياسية بتمويلات خارجية، على حد قوله.

وقدم ماكرون تفصيلا لتصريحاته التي ألقاها في فبراير حول وضع حد لجلب أئمة من الخارج، وفرض رقابة مالية أكثر صرامة على المساجد الخاضعة لـ”تدخل خارجي”.

وأعلن الرئيس الفرنسي تعديل قانون عام 1905 بشأن فصل الكنيسة عن الدولة الذي يمثل عماد العلمانية الفرنسية، وفرض رقابة أكثر صرامة على الجمعيات الإسلامية، ولا سيما تلك التي تتضمن “مدارس” لتعليم الأطفال.

ومن المزمع تقديم مشروع القانون لمجلس الوزراء بداية ددنبر المقبل، ثم مناقشته في البرلمان في النصف الأول من عام 2021، أي قبل الانتخابات الرئاسية عام 2022.

داغي يرد

بالمقابل، قال أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القرة داغي، اليوم الجمعة، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الإسلام “لا يتحمل وزر قيادات كرتونية مزيفة من صناعتكم”، مؤكدًا أن “الدين الإسلامي لا يمر بأي أزمات”.

جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه على “فيسبوك”، الجمعة، ردًا على تصريحات لماكرون زعم فيها أن “الدين الإسلامي يمر اليوم بأزمة في كل أنحاء العالم”.

ووجه القرة داغي حديثه لماكرون قائلا: “السيد الرئيس لا تقلق على ديننا فهو لم يعتمد في يوم من الأيام على دعم سلطة ولا رفع سيفا في وجه من عارضه ليفرض رايته”.

وأضاف أن “الإسلام حقائق وجودية خالدة تملك حلا للمشاكل المستعصية على السلطات (..) هو دين الله وليس نظام حكم يعتمد على مزاج الناخبين ولا تزييف الوعي (..) الإسلام هو الحضور المستمر للعقل والبرهان وحماية الإنسان”.

وتابع: “الإسلام حيث تكون الحرية تجده في خير، وحيث يكون الاضطهاد ينبت رغم أنف المستبدين”.

وأكمل: “لا يمر ديننا بأزمة ولن يمر فليس الإسلام صناعة بشرية كي نخاف الضمور والكساد، هو إسلام وكفى يتنفس رغم مكائد الآخرين، ورغم الإسلاموفوبيا (..) لسنا في خوف على ديننا ولا نحتاج يا سيادة الرئيس لمن يبصرنا بوجود أزمة”.

وأردف: “بل إننا نقول لك: المستقبل لدين الإسلام، ونحن في خوف على مستقبل المجتمعات التي تجعل من أديان الآخرين ومقدساتهم أهدافا مشروعة، نحن في خوف على مجتمعات من سلطات تدمن صناعة أعداء لها”.

وقال: “نحن نشفق على حاكم ما زال يعيش أزمة وشبح حروب دينية، يعيش في قرونها الوسطى ونحن في القرن الحادي والعشرين”.

وأوضح: “إذا (كان) هناك أزمة حقيقية فهي تعود لازدواجية معايير بعض الساسة الغرب، ونفيدكم علما أن من يقود زمام الحكم في العالم العربي والإسلامي في غالب الدول هم ممن أنتم صنعتموه أو كان انقلابيا باركتم بوصوله الحكم على جماجم الأبرياء”.

وواصل حديثه قائلا: “السيد الرئيس ماكرون: أنتم في أزمة، أزمة انتكاس أخلاقي وإنساني وسياسي ولا يتحمل الإسلام وزر قيادات كرتونية مزيفة صنعت الأزمات برعاية منكم”.

* الجزيرة / الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *