وجهة نظر

المغرب وليبيا.. من حروب معمر إلى سلام ورثته

إذا استيقظ معمر القذافي وخرج الى الوجود ليرى تلك الحشود الكبرى التي تقف أمام أفرنة طرابلس .ومحلات التجارة في كل أنحاء جماهيريته .ولو طلب منه افتراضا العودة للحكم لعبر عن رفضه القاطع .فأحوال الشعب تغيرت وليبي القذافي ليس ليبي مابعد الحراك الفاشل .

ليبيا اليوم على مشارف الرباط العاصمة الادارية لبلاد يوسف بن تاشفين وعلى أرضية الصخيرات يجلس فرقاء الازمة كل ينظر لحال ليبيا وكل واحد يحمل هم احلال السلام في ارض المختار .

وعلى مشارف الرباط ومقرات الصخيرات تجند الدبلوماسية المغربية كل قوتها وطاقاتها لمساندة الشعب الليبي ليتخطى هذه الحالة التي لا تسر صديقا ولا تغضب عدوا .

السلام الدائم في ليبيا سيمر اذن من بلاد المغرب .فلنعد الى زمن معمر رحمه الله وكيف كان ينظر لبلادنا ؟

اعجب القذافي مرات عدة بالمرحوم الحسن الثاني ، والمرات القليلة كان يعبر عن ذلك بوضوح ، ولكن في كثير من الأمور ظلت جماهيرية القذافي تحشد الثوار مرة والمرتزقة مرة ثانية ومرات تراهن على المعارضة والهدف دائما تغيير الحكم في البلاد .

انتهت جماهيرية معمر بتلك التراجيديا المأساوية كما بدأت صفحة جديدة لبناء ليبيا بعد معارك وحروب الاشقاء داخل بيتهم الوحيد .

الفرق كبير بين اسلحة القذافي وسلام ليبيا اليوم .طبعا لا ننكر أمن ليبيا القذافي لكن الامن صنع الصراع والقتال بعد نهاية نظام أمني يقوم على الاستبداد والاقصاء والعنف .

مكر التاريخ يتجلى اليوم وبشكل واضج وجلي في هذه المفارقة الغريبة ،ففي الامس تصدر ليبيا السلاح لضرب امن وسلامة بلدان الجوار وهي نفس الأقطار التي تستقبل ارث معمر لجمع شتاته وشمله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *