مجتمع

“الحسيمة منارة المتوسط”.. مشاريع متوقفة وأخرى لم تنطلق ومطالب بلجنة تحقيق (صور)

علمت جريدة “العمق” من مصادر محلية موثوقة، أن عددا من مشاريع برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، لا زالت متوقفة منذ شهور، فيما لم يتم الشروع بعد في إنجاز أخرى، بينما عرّت التساقطات المطرية الأولى لهذا الموسم جودة بعضٍ من تلك المشاريع، خاصة في العالم القروي.

وتعالت أصوات حقوقية وجمعوية محلية، تطالب بإيفاد لجنة محايدة للتحقيق والتدقيق ومراقبة مدى تقدم إنجاز المشاريع وجودتها، والتي خصصت لها مبالغ هامة من المالية العمومية، إذ يعاني سكان بعض المناطق من صعوبة الولوج بسبب هدم القناطر القديمة وتوقف أشغال استبدالها.

كما يسجل الفاعلون المحليون مشاكل تعويض أصحاب الأراضي بعد نزع ملكية أملاكهم، والاختلال في الوفاء بالديون المستحقة لفائدة بعض الشركات والمقاولات المكلفة بإنجاز الأشغال.

مشاريع متوقفة

ففي مركز أربعاء تاوريرت، أظهرت صور حصلت عليها جريدة “العمق” انهيارات وتشققات في جزء من مشروع لحماية المنطقة من الفيضانات، بعد تساقط الأمطار خلال الأسابيع الماضية، وهو ما وصفه فاعلون محليون بـ”الفضيحة”، خاصة وأن المشروع حديث الإنجاز.

وبمنطقة تماسينت بجماعة امرابطن، يشتكي السكان من استمرار تعثر مشاريع “منارة المتوسط” منذ ما يزيد عن سنة، خاصة القناطر التي شرع في إنجازها منذ سنتين تقريبا لكن أشغالها توقفت منذ شهور، دون أي توضيح من طرف السلطات المختصة.

ويتعلق بأشغال خمس قناطر حيوية على طول الطريق الرابطة بين امزورن وتماسينت، والتي لا تزال متوقفة منذ مدة، وهي مشاريع تم توقيعها ضمن برنامج “منارة المتوسط” أمام الملك بتطوان، وعينت لجنة وزارية لتتبعها، كما سبق أن تم إعفاء عدد من الوزراء بسبب التعثر والاختلالات التي عرفتها.

ووفق مصادر محلية، فإن الأمر يهم مشروع قنطرة “الواد المالح”، إذ توقفت الأشغال بعدما انسحبت الشركة المكلفة بالكامل من موقع العمل، ومشروع قنطرة “أيت موحند وأحمد” التي بدورها عرفت انسحاب المقاولة المكلفة بأشغالها على إثر سوء تفاهم مع ذوي الحقوق المتضررين من نزع ملكية أراضيهم.

وأوضحت ذات المصادر، أن مشروع قنطرة “مخرج تماسينت” في اتجاه جماعة بني عبد الله، توقفت بشكل مفاجئ منذ حوالي سنة، بعدما كانت الأشغال على وشك الانتهاء، فيما لم تبدأ أشغال مشروع قنطرة “واد غيس” الرابطة بين جماعتي امرابطن وبني عبد الله بالقرب من مشروع السد.

وبخصوص مشروع القنطرة الرئيسية بمركز تماسينت، يشتكي الشكان من “اختلالات” في عملية تزفيت القنطرة، إذ سبق أن نظموا وقفة احتجاجية بعدما رفضت المقاولة المكلفة طلب الساكنة بتهيئة مجاري المياه قبل التزفيت، مكتفية بطمر المجاري بالرمال، فيما تدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين.

مطالب بلجنة مراقبة

وفي هذا الصدد، اعتبر المستشار البرلماني نبيل الأندلوسي، أن مشاريع “الحسيمة منارة المتوسط” تحتاج لتدقيق ومراقبة من لجنة يشكلها الملك للوقوف على الاختلالات، ورصد الطريقة التي دبر بها هذا المشروع، سواء على مستوى جودة ما أنجز من مشاريع أو أسباب عدم إنجاز البعض الآخر بعدما كان مقررا إنجازها.

وقال الأندلوسي في تصريح لجريدة “العمق”، إنه سبق أن نبه مرارا وتكرارا، إلى أن جودة أشغال مشاريع منارة المتوسط دون الانتظارات والتطلعات، “إلا أن المسؤولين عن هذا المشروع التنموي والورش الملكي الهام والمشاريع التنموية المنجزة بالحسيمة في السنوات الأخيرة، لم يتعاملوا مع الأمر بما تقتضيه المسؤولية والثقة الملكية”.

وأوضح عضو مجلس المستشارين والكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بالحسيمة، أن مشروع حماية أربعاء تاوريرت من الفيضانات على سبيل المثال، “انكشفت حقيقته عند أول سقوط للأمطار، فما بالنا بمآله عندما تسقط أمطار الشتاء”.

وأضاف المتحدث أن مركز أربعاء تاوريرت أصبح مهددا بالفيضانات إذا لم يتم التدخل إستعجاليا لتدارك ما يمكن تداركه، ومحاسبة كل من ثبت تورطه في الإستهانة بأرواح وممتلكات المواطنين وبمشاريع الدولة، على حد قوله.

وتابع قوله: “ما أتأسف له أن جلالة الملك لا يدخر جهدا في خدمة هذه المنطقة التي تربطه بها علاقة خاصة، لكن بعض المسؤولين يشتغلون بمنطق آخر وبعيدا كل البعد عن توجهات الملك، وهنا أؤكد أن مشاريعا قدمت أمام الملك في تطوان في إطار مشاريع المنارة لم تنفذ أصلا، فمن هو المسؤول ياترى؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *