مجتمع

ثرية.. أم تطوانية ترفض الاستسلام بعد إغلاق “الديوانة” وتشتغل أول سائقة طاكسي بتطوان (فيديو)

ثرية التاغي

تصوير ومونتاج: ياسين السالمي

ثرية التاغي، أمّ تطوانية لخمسة أبناء، 4 بنات وولد، تحدت كل الظروف التي واجهتها واستطاعت بعزيمتها وإصرارها اقتحام مهنة رجالية بامتياز من أجل توفير لقمة العيش لأبنائها، بعد وفاة زوجها إثر صراع مرير مع المرض، لتكون أول سائقة سيارة أجرة بمدينة تطوان.

بدأت ثرية في امتهان “الطاكسي” منذ زهاء عام، بعد أشهر قليلة على توقفها عن العمل إثر إغلاق معبر باب سبتة الحدودي المعروف محليا باسم “الديوانة”، وهو القرار الذي أدى إلى توقف آلاف الأسر بمدن الشمال عن العمل في التهريب المعيشي.

تقول ثرية لجريدة “العمق” التي رافقتها في جولة بالمدينة، إنها رفضت الاستسلام ومد اليد في الشوارع من أجل إطعام أبنائها بعد وفاة زوجها الذي صرفت كل ما تملك من أجل علاجه، خاصة وأن المجتمع لا يرحم، لتشرع في رحلة البحث عن عمل يوفر لها لقمة العيش، إلى أن وجدت مهنة سائقة سيارة أجرة من الصنف الكبير.

وترى الأم التطوانية أن “الطاكسي” مهنة شريفة، موضحة بالقول: “لا تهمني نظرة المجتمع، ما يهمني هو حينما أدخل للبيت يسألني أطفالي ماذا أحضرتي لنا، وليس ما يقول الناس عني”، مضيفة أنها مرتاحة في هذه المهنة، علما أنها تعلمت السياقة كموهبة منذ الصغر.

وتشير المتحدثة إلى أنها لم تجد أي صعوبات في هذه المهنة، لافتة إلى أن تطوان تتميز بالأمن والثقة، مردفة بالقول: “وجدت في البداية نوعا من التضايق من طرف بعض المهنيين الزملاء، لكن الآن لم يعد هناك أي مشكل، والناس والسلطات والأمن تقبلوا مهنتي ويحترمونني كثيرا”.

ثرية وجهت في ختام لقائها مع “العمق”، رسالة إلى المرأة المغربية، داعية إياها إلى العمل من أجل أبنائها، مشددة على أن “الطاكسي” مهنة شريفة للمرأة، وأفضل بكثير من مهن أخرى، مضيفة: “أتمنى أن أرى نساء أخريات يشتغلن في الطاكسي بتطوان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *