مجتمع

“تهميش الكفاءات وفوضى التدبير”.. نقابة تهدد بنشر غسيل المركز الجامعي بمراكش (فيديو)

هدد الدكتور ونائب الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة بمراكش، عماد سوسو، بنشر نقابته غسيل  “فوضى وسوء تدبير”  إدارة المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، في حالة عدم فتح باب الحوار الداخلي في إطار المقاربة التشاركية بين جميع المتدخلين.   

تصريح الطبيب والنقابي عماد سوسو في تصريح مصور مع جريدة “العمق” عقب الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابته، اليوم الثلاثاء، أمام إدارة المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة مراكش.

وأوضح سوسو أن هذه الوقفة إنذارية أولية موجهة ضد “التضييق على الحريات النقابية وعلى الممارسات التي تقوم بها إدارة المستشفى الجامعي بمراكش، إذ أصبحت تستهدف بشكل مباشر نقابة الاتحاد المغربي للشغل، ولا تريد استقبال أعضاء مكتبها النقابي بالمستشفى منذ تأسيسه”.

ونبه إلى أن “عدم التفاعل مع المطالب النقابية يؤدي مباشرة إلى ضياع حقوق الشغيلة الصحية، وإغراق المركز في سوء التسيير والتدبير”، خاصة وأن نقابة   الجامعة الوطنية للصحة هي “الأكثر تمثيلية بمراكش وتشارك في الحوار الاجتماعي المركزي مع رئيس الحكومة”، وفق تعبيره.

واسترسل المتحدث في ذات التصريح، “بما أن المدير يرفض لحوار، فليتحمل عواقب ذلك”، محملا إياه المسؤولية كاملة في ما ستؤول إليه الأوضاع.

وقال الدكتور عماد إن المستشفى الجامعي “يعيش عدة إشكاليات تم ضبطها من طرف نقابتها، ولعل آخرها ما وقع بمستشفى الأنكولوجيا وأمراض الدم”، مشيرا إلى خصوصية المرضى الذين يتوافدون عليه، بالقول: “إن مرضى السرطان يتابعهم الرأي العام الوطني ويهتم لحالهم، كما أن جميع مؤسسات الدولة تسعى دائما لخدمتهم”.

وأضاف المتحدث في ذات السياق أنهم “يستحيون كنقابة أن يبثوا هذه الإختلالات للرأي العام المغربي، ونبحث دائما عن حوار جاد ومسؤول مع مدير المستشفى إلا أنه دائما ما يرفض اللقاء، وبالتالي سنكون مضطرين لنقل هذه المشاكل إلى مناطق أخرى بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية والصحافة الوطنية، حتى يعرف الرأي العام ماذا يقع”.

كما أشار المتحدث في تصريحه إلى مسألة “تهميش الكفاءات”، قائلا:  “لا تصل الأطر الكفؤة  مناصب المسؤولية في جميع مستشفيات المركز الجامعي بمراكش، فلا يعقل أننا نملك أطر صحية تملك سنوات من الخبرة الميدانية والمهنية وشهادات عليا وبينت مصالح على أكتافهم ولا يصلون إلى مناصب المسؤولية”.

يذكر أن  المكتب النقابي المحلي الموحد للمركز الاستشفائي مراكش، طالب وزارة الصحة بـ “فتح تحقيق في صفقات مستشفى الأنكولوجيا وتدبير الأدوية وكميات الدم التي يحصل عليها من المركز الجهوي لتحاقن الدم والمستلزمات الطبية بين الصيدلية المركزية والمستشفى، وكذا في الطريقة التي تتم بها التعيينات في المناصب والمسؤوليات”.

ودق المكتب النقابي الموحد ناقوس الخطر بخصوص الأوضاع التي يعيشها مستشفى الأنكولوجيا وأمراض الدم التابع للمركز الجامعي محمد السادس بمراكش، في بلاغ معنون بـ”مرضى السرطان: بين سندان المرض الخبيث ومطرقة الفوضى التدبيرية، غياب الأدوية، عدد الأسرة المحدود والمواعيد التي لا تأتي”.

ونبه المكتب النقابي المحلي الموحد للمركز الاستشفائي مراكش، على أن “محاربة مرض السرطان بالمغرب أصبحت من أولويات الصحة العمومية، ومن الاهتمامات الأساسية لكل مؤسسات الدولة والرأي العام الوطني، وأن هذا الاهتمام تعزز بتأسيس مؤسسة للاسلمى للوقاية والعلاج من السرطان وبلورة إستراتيجية وطنية في هذا الصدد”.

“لكن للأسف الشديد”، يتابع البيان ذاته، أن “ما يحدث اليوم بمستشفى الأنكولوجيا وأمراض الدم تحت أنظار مديره بعيد كل البعد عن هذه الدينامية، وينسف كل الجهود المبذولة وتضحيات الشرفاء من الأطر الصحية في مستشفى الأنكولوجيا في مختلف المصالح و مواقع العمل”.

وقالت النقابة المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل “إن التعطيل المتعمد والممنهج لعمل الجهاز الإداري بالمستشفى المذكور، أدى إلى فوضى عارمة تتجلى في غياب المنظومة الرقابية الخاصة بجودة الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السرطان وتدبير وضبط الأدوية، والتخطيط ومتابعة البرامج المختلفة”.

ودعا مكتب الجامعة الوطنية للصحة وزارة الصحة ومختلف الهيئات الرقابية  لـ”فتح تحقيق في مختلف صفقات المستشفى وفي تدبير أدوية السرطان والمستلزمات الطبية بين الصيدلية المركزية ومستشفى الأنكولوجيا وأمراض الدم”.

كما تساءل عن “كيفية تدبير كميات الدم ومشتقاته وآليات ضبطهما بين المستشفى والمركز الجهوي لتحاقن الدم، خصوصا وأن الأجهزة الرقابية معطلة وغير مفعلة”.

مستنكرا “عدم توفر العديد من الأدوية التي تدخل في علاج السرطان مما قد يتسبب في إيقاف البروتوكول العلاجي للمرضى”.

وطالب وفق ذات المصدر، مدير المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش بـ”القطع مع الأساليب الغابرة والتعيينات الفوقية أو المؤقتة، وفتح باب الترشيحات في جميع المناصب بمستشفى الأنكولوجيا وأمراض الدم بما فيها مكاتب مصلحة العلاجات التمريضية لتكون الكفاءة المهنية والمعايير الأخلاقية هي الفيصل بين المتبارين وليس الترضيات والتزكيات”.

كما ندد بـ“إقصاء مجموعة من المتبارين حول منصب حارس عام بمستشفى الأنكولوجيا، إذ لم تصدر أسمائهم بلائحة المترشحين مما يطرح العديد من التساؤلات و يرفض المكتب أي تعيين مؤقت خارج المساطر الإدارية في هذا المنصب”، وفق لغة البيان.

وذكر البلاغ أن المكتب “تحفظ على سرد اختلالات أخرى وسلوكيات غير مهنية، حرصا منه على أن لا تهتز صورة هذه المؤسسة الحيوية في عيون المغاربة ومرضى السرطان”، محملا كامل المسؤولية لـ “مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش”.

وأشار إلى أنه بصدد إعداد تقرير مفصل عن العرض الصحي والاختلالات بمستشفى الانكولوجيا وأمراض الدم، وسيتم رفعه للجهات المختصة ولمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، ومشاركته مع الجمعيات الحقوقية والمجتمع المدني”.

هذا وحاولت جريدة “العمق” الإتصال بمدير المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش لأخد رأيه في الموضوع، إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *