مجتمع

ذكرى المولد النبوي .. زغاريد وأعلام بيضاء تزين بيوت المغاربة

موكب الشموع بسلا

بوجمعة الكرمون

دأب المغاربة، منذ عقود طويلة، على إحياء ذكرى المولد النبوي، التي تصادف اليوم الخميس، بطقوس تمزج بين الديني والشعبي، تأصيلها ضارب في جذور المجتمع المغربي.

محمد من قرية نواحي تاونات، يتحدث لجريدة ” العمق” عن تفاصيل الاحتفال صبيحة يوم العيد، منبها إلى أن الطقوس المصاحبة لعيد المولد تبدأ بنصب أعلام بيضاء فوق السطوح صبيحة العيد، وما يرافقها من زغاريد تختص النساء بإطلاقها إيذانا بحلول اليوم الموعود.

ويضيف محمد، بنبرة ملؤها الحنين للماضي، أن الاحتفالات بالمولد النبوي كانت توحّد المغاربة، وكانت تضمن انخراط الجميع في إحياء الطقوس الدينية والدنيوية، سواء من خلال الصلاة والسلام على الرسول الكريم، وما يصاحب ذلك من ذكر وعبادة، أو ما يتعلق بوجبات الطعام التي كان الأهل والأحباب يجتمعون حولها، في إطار تبادل الزيارات والتبريكات.

من جهتها، وصفت خديجة، أم في عقدها السادس، تنحدر من دوار نواحي جماعة بني وليد، ليلة عيد المولد بـ” الفرحة الكبرى”، لأنها تقترن باحتفال المسلمين بخير البشر، وهو الاحتفال الذي بات عادة منذ أن كانت طفلة صغيرة في بيت والديها.

تقول خديجة “نستيقظ باكرا صبيحة العيد، نعلّق العْلام فوق السطح، ونشرع في إطلاق الزغاريد، ونهيئ وجبة الفطور”، معطيات دقيقة توحي بتعلق المغاربة بإحياء ذكرى المولد النبوي، وبعشقهم لتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، سواء بالحواضر أو القرى.

الاحتفال بعيد المولد ما زال يحتفظ براهنيته، حيث الإقبال على الدجاج ” البلدي”، والفواكه اليابسة كاللوز، وقد تختلف أشكال الاحتفال من منطقة لأخرى، لكن يبقى الثابت متصلا بروحانية المناسبة، وبأبعادها المجتمعية الضاربة في تاريخ المجتمع المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *