وجهة نظر

أحياء خارج سياسة المدينة بالرباط

ان تكون أحياء حي أبي رقراق و حي الفرح و المعاضيد … من مدينة الرباط تعيش على الهامش وتعيش خارج ورش الرباط عاصمة الأنوار ،أن تكون أحياء تعبر عن عجز صناع القرار في إيجاد الحل لها لتكون ضمن ورش سياسة المدينة ، أن تكون أحياء يتم وصم محيطها بالاجرام و الفقر و التهميش وتم إدراجها ضمن قائمة الأحياء التي تعاني الهشاشة الاجتماعية ،أن تكون هذه الأحياء قريبة من وزارة الإسكان و إعداد التراب و سياسة المدينة التي تصنع القرارات و المخططات الاستراتجية للتعمير ورؤية المدن ، أن يتعاقب العديد من الوزراء من مختلف الانتماءات السياسية للأحزاب السياسية دون أن يكون لهم ذرة مسؤولية تجاه هذه الأحياء التي تضم أكبر كثافة سكانية و التي تضم في طياتها الكثير من المشاكل و المعاناة و الضحايا ، نتيجة الاهمال و التقصير و الاستغلال السياسي ، حتى صارت هذه المناطق مجرد منطقة عبور إلى منطقة الأمان السياسية بالبرلمان او الإستوزار ، وتصير كل الوعود و البرامج التي كانت سوف تستهدف تلك الأحياء سمفونية تتجدد عند كل المحطات الانتخابية دون أن يحدث اي تغيير ودون أن تنعكس تلك الترقيعات التنموية على حياة هذه الأحياء .

لايمكن أن تكون سياسية المدينة ناجحة و أحياء من نفس المدينة العاصمة الإدارية و السياسية خارج سياسة المدينة .

هل الإبقاء على هذه الأحياء ببشاعة عشوائية بناءها وفي غياب أي تصور تنموي منصف لساكنتها هل هو مشرف لصورة مدينة الرباط التي تتجسد أساسا في تنامي الجريمة و انتشار المخدرات و الوضع الاجتماعي الهش للعديد من الأسر ، و تنامي ظروف الهدر المدرسي وغيرها .

هل هذه الأحياء ستبقى بصورة تستحق الشفقة و المساعدات الاجتماعية الدقيق و الزيت و المواد الأساسية في مناسبات معينة ومتعددة ، تعلمون من يستحق الشفقة فعلا هي تلك المؤسسات التي عجزت عن إيجاد الحل المناسب لتنمية حقيقية لهذه الأحياء التي تتجسد في فشل العديد من الحكومات المتعاقبة و بتعاقب كل وزراء السكنى و التعمير واعداد التراب و سياسة المدينة ، لأنها لم تستطع ايجاد حل لهذه الأحياء بالرغم من تواجدها من مركزية القرار .

هل تدركون جيدا أن كل تأخير في إيجاد حل لهذه الأحياء هو تعقيد لكل الحلول الممكنة وكلما ارتفع عدد ضحايا الجريمة و خريجي السجون و انتشار القرقوبي و انسداد الافق لشباب هذه الأحياء و تفكيرهم في الهجرة السرية كأمل يظل السطر الاخير و الخلاص لهم من واقعهم هي مسؤولية يتحملها بالاساس صناع القرار .

أزيد من 60 سنة دون اي حل في الافق لهذه الأحياء لتكون ضمن سياسة المدينة فهي عاشت خارج سياسة المدينة وعاشت على الهامش .

كل الحلول الممكنة و المتوفرة تصبح مثل ضياع ضربة الجزاء من صناع القرار في تسجيل هدف تنموي منصف وعادل لساكنة هذه الأحياء و لازالت الأخطاء تسجل بضياع أهداف أخرى في وقتها المناسب .

عذرا أيها المسؤولون هذه الأحياء ليست خارج سياسة المدينة بمحظ إرادة ساكنتها بل أنتم من خارج سياق سياسة المدينة بقرارتكم المتأخرة .

أحياء على هامش الرباط لأنها أحياء على ما يبدو خارج سياسة مدينة الرباط ، في اعتقادكم انها أحياء لا تنتمي إلى العاصمة الإدارية و السياسية و مدينة الأنوار الرباط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *