ملف

“مملكة التناقضات .. المغرب في مائة سؤال”: هل النساء المغربيات حرائر أم خاضعات للرجال؟ (ح 31)

تنشر جريدة “العمق”، على حلقات، ترجمة حصرية لكتاب “مملكة التناقضات .. المغرب في مئة سؤال”* الذي قام بتأليفه المؤرخ الفرنسي الشهير بيير فيرمورين.

ويتكون الكتاب من مقدمة، بالإضافة إلى ثمانية أقسام؛ الأول تحت عنوان: “التاريخ .. مملكة ذات شرعية” ويشمل 14 فصلا، والثاني تحت عنوان: “الجغرافيا .. صلة الوصل بين فضائين كبيرين” ويشمل 8 فصول.

أما القسم الثالث فهو تحت عنوان: “المجتمع .. رصيد من التراكمات”، ويشمل 15 فصلا، في حين تمت عنونة القسم الرابع بـ “الديانة .. قوة إسلامية واعية بدورها”، ويشمل 10 فصول، أما القسم الخامس فقد جاء تحت عنوان: “السياسة .. تحت قيادة أمير المؤمنين”، ويشمل 15 فصلا.

القسم السادس، والمكون من 12 فصلا فقد جاء تحت عنوان: “الاقتصاد .. من الحمار إلى القطار فائق السرعة”، في حين اهتم القسم السابع المكون من 12 فصلا أيضا بالثقافة، بينما تم تخصيص القسم الثامن والأخير لمسألة العلاقة الدولية للمغرب، حيث “كل شيء من أجل الصحراء”.

وتكمن أهمية الكتابة في أنه يقدم نظرة حول المغرب بعيون مؤرخ فرنسي، حاول قدر الإمكان، أن يكون محايدا في قراءته لتاريخ المغرب، كما أن الكتاب سيكون وثيقة مهمة للباحثين المغاربة وغيرهم من أجل معرفة الشيء الكثير عن المغرب، الذي قال المؤلف إنه “مملكة التناقضات”.

الحلقة 31: هل النساء المغربيات حرائر أم خاضعات للرجال؟

مثل نظرتهم لمثيلاتها في المغرب الكبير أو العالم العربي، ينظر الأوروبيون إلى المرأة المغربية بنوع من الشفقة، وعلى العكس، بالنسبة للجزائريين والعرب بشكل عام، ومثلما هو الحال بالنسبة إلى النساء اللبنانيات، فسمعة النساء المغربيات هي ميلهن نحو التحرر وكل رجل يتخيل ما يريده عبر هذه السمعة المفترضة وهذا ليس جديدا ولا مرتبطا بالتغيرات الحديثة في مجال العمل والهجرة والقوانين الحالية وعودة موجة التدين الإسلامي وتغريب الأقلية وما إلى ذلك، وبحسب المنطقة والفئات الاجتماعية، فإن وضع النساء في المغرب متنوع جداً.

وهكذا، في البيئة الصحراوية وعند الشلوح وفي المدن، تكتفي النساء عموما بالفضاء المنزلي وتلبسن الحجاب في حين أن حالتهن أكثر تحررا في الأطلس المتوسط أو حتى في الريف، وفي هذه المناطق الفلاحية والأكثر خصوبة، تعمل النساء في الحقول وفي جو أقل صرامة.

في القرن العشرين، غيّر التهريب والهجرة القروية والعمل بالمرتب الشهري الذي أصبح الآن في متناول النساء، العلاقات في المجتمع. شجعت الدولة التحديث، حيث كشف محمد الخامس أولاً عن وجه بناته في الأماكن العامة، ودفع ابنه الحسن الثاني النساء المغربيات إلى جميع المهن (بما في ذلك الشرطة)، ولكن التحرر الكبير الذي حدث في سنوات الستينات ترك المجال بعد جيل أو جيلين،إلى انتشار الحجاب لدى غالبية النساء.

ومع ذلك فقد تحكمت المرأة في خصوبتها واختار ثلث النساء تقريباً العزوف عن الزواج كما فضلت نسبة كبيرة العمل خارج المنزل (المعدل يبلغ الآن 22.5٪). ولكن مع الحداثة، هناك مؤشرات تشوش على المشهد فقد أصبحت مدن أكادير ومراكش بؤراً للبغاء لا تقل أهمية عن مدن الشمال.

هناك القليل من القواسم المشتركة بين البرجوازية الحضرية التي تسافر في أوروبا، والتي لا يراها عامة الناس إلا عن بعد، ونساء أحياء الطبقة الوسطى، معاقل الإسلاميين. بين الطلاب من الطبقة المتوسطة في المناطق الحضرية، خاصة بعد أن تغلغلت فيها عادات وممارسات إعادة الأسلمة.

إن وضع المرأة المغربية يعرف الكثير من الإكراهات وقد تحسّن من الناحية القانونية ولكن القيود الاجتماعية والاقتصادية تثقل كاهلها فأصبحت تتزوج في سن متأخرة نسبيا بسبب قلة ذات اليد مما يحكم عليها بالبقاء على الهامش. إن الفقر أو الرغبة في إبقاء الأجور تحت السيطرة يمكن أن يحكم عليها بالعزوبة الدائمة ولكن بما أن المجتمع لا يسمح لها بالعيش بمفردها، فعليهم إما البقاء مع والديها أو مغادرة البلاد.

البعض منهن تهرب من دون عودة محتملة أو تغوص في عالم في الدعارة وهي تحلم بالارتباط مع أمير ثري من بلدان الخليج أو برجل ألماني عجوز… وفي الأوساط الغنية نسبيا يختلف الوضع تماما. ولكن إذا كان مصير الزوجات لا يزال يعتمد على تحرر الزوج، فإن الدعم الأسري والحق المكتسب الآن في الطلاق يقدمان نوعا من البديل.

ترجمة: العمق المغربي

يتبع …

تنويه: ما يرد في هذه السلسلة هو وجهة نظر الكاتب وليس تعبيرا عن رأي جريدة “العمق المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *