مجتمع

معاصر زيت الزيتون العصرية تغزو مناطق الشمال وميزاتها تغري الفلاحين

معصرة زيتون تقليدية

غزت معاصر زيت الزيتون مناطق الشمال، وزحفت على المعاصر التقليدية التي كان يستخدمها الفلاحون منذ عشرات السنين.

بجهة فاس مكناس، وتحديدا بإقليمي تازة وتاونات، انتشرت معاصر ” الكونتيني” المتطورة، التي تستوعب طاقتها عشرات الأطنان يوميا، وتُدار بوتيرة سريعة لم يألفها الفلاحون خلال السنوات الغابرة، حيث كانوا يستعينون بطاحونة حجرية تحركها دابة، ويقضي الفلاحون أسابيع طويلة في الانتظار عملا بمبدأ التناوب.

الفلاحون بالمناطق التي تشهد وفرة في إنتاج الزيتون، يحصون ميزات معصرة ” الكونتيني” العصرية، ويعتبرون إدخالها المغرب تنفيسا عن المنتجين لزيت الزيتون، واستجابة لضغط الزمن من جهة، ووفرة الإنتاج من جهة ثانية، بالنظر إلى كون استخدام المعاصر التقليدية، في وقت سابق، كان يعزى لقلة المنتوج، وعدم تمدد المكنة في القرى والحواضر، حيث أنه وإلى حدود أواخر التسعينات من القرن الماضي، يؤكد فلاح من منطقة تاونات، ما زال الفلاحون يعتمدون الطاحونة الحجرية في عملية عصر الزيتون.

من جهته، يذهب عزيز.ب فلاح وخبير في عملية عصر الزيتون بدوار نواحي جماعة فناسة باب الحيط بتاونات، إلى أن زيت المتحصلة من الطاحونة الحجرية أكثر جودة من نظيرتها في معصرة “الكونتيني”، وذلك راجع إلى كون الطريقة التقليدية كانت تعتمد خطوات تبدأ بغسل الزيتون، وتسخين المياه، وانتظار اليوم المشمس، فضلا عن وضع الملح في كمية الزيتون قبل اليوم الموعود، فيما لم تعد تقنية اليوم، يضيف المتحدث لـ”العمق”، تهيئ هذه الشروط، حيث غلة الزيتون توجه مباشرة صوب المعصرة العصرية دون عملية تمليح كما جرت العادة.

جدل المعاصر التقليدية والعصرية، يعيد إلى الواجهة انعكاسات التقنية العصرية على البيئة، وخصوصا على مستوى تصريف مادة “المرجان” في مياه الوديان، وبالحقول المجاورة للمعاصر، التي انتشرت بشكل كبير بمنطقة الشمال.

في هذا السياق، بادرت سلطات تاونات، خلال الموسم الفلاحي الماضي، إلى توجيه قرارات صارمة بشأن توفير شروط تصريف مادة المرج، تحت طائلة إنزال العقوبات المقررة في هذا الباب، حيث سجلت لجنة مختلطة مكلفة بموامبة وتتبع عملية عصر الزيتون، حينها، خروقات بعدد من المعاصر، انتهت بتوقيع جزاءات صارمة في حق أربابها، بلغت حد إغلاقها بسبب مخالفتها الإجراءات المنصوص عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *