منتدى العمق

إضاءات وطموحات من خلال تجربتي المهنية بتخوم الصحراء المغربية

لما خطت أناملي كتابي الصادر سنة 2018، الموسوم ب ” أوراق من الجنوب..!” سعدت أيما سعادة، كسعادة طفل أسهم في إطفاء جزء من نار اشتعلت بمنزلهم، على امتداد عقدين ونيف. وأنا على وعي ومسؤولية أدبية وأكاديمية بعد هذه التجربة الأولية في التأليف، وأعرف حجم الأدب، وثقله في بناء المعرفة العالمة، والخالدة، فحفاظا على الذاكرة والمخيال الجمعي لكل جماعة أو أمة.

يحتوي الكتاب على معطيات متنوعة عن تجربة مهنية لأستاذ شاب، مفعم بالحيوية والحب، وشغوفا بالاستشكشاف والمغامرة، وكان له ما أراد، في ظرف خمس سنوات؛ عجاف، وسمان.

كثيرا ما أتحاشى الكلام عن أصل بني حسان، ومن أين أتوا، وكيف استقروا على ضفاف ساحل البحر الأطلتني، فضلا عن كثير من سيئاتهم التاريخية، وغالبا أركز على جوانب إيجابية محضة، وأنا أكاديمي أعي ما أقوله، وإني أسعى إلى توسيع دائرة الإيجابيات وأقلص من دائرة السلبيات!

وإلى حد الآن، لم أخض في هذا الاتجاه، ولي أحباب هناك، لن أنكر فضلهم علي ما حييت.

أؤكد أني توقفت على حقائق تاريخية على لسان أهل شنقيط وناس البيظان الموضوعيين، لحظة تجميعي لمعطيات حول هذا الرافد المغربي، ضمن محاور كتابي ” أوراق من الجنوب “، لأن الأدب – في نظري – أيضا له دور ديبلوماسي مواز.

أصلا، هذه خدعة سياسية، لتقويض ما تم بناءَه بالمغرب الكبير، والرؤية الوحدوية المثلى، وقد فتحت هذا الطموح مع تلامذتي لما كنت بأقصى الجنوب، بمديرية أوسرد تحديدا، وهم سيشهدون لي أمام الله، بهذه النية الحسنة في الجمع بدل التفكيك.

ولا أزال أحلم بمغرب كبير؛ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولعمري لو حصل، لرأيت أُمما من كل حدب وصوب تحج إلينا، كما تحج إلى دول التعاون الخليجي؟

* أستاذ سابق بثانوية تيرس التأهيلية، مديرية أوسرد، أكاديمية الداخلة وادي الذهب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *