وجهة نظر

حينما يصبح الجمال شيئا سياسيا!

خرجت علينا جريدة الاخبار بمادة استطيقية تتلذذ في وضع تنظيم معين بعينه، بعدما أنهت جميع القضايا والمشاكل ،وبقي حزب المصباح هو مشكلة هاته الجريدة التي تتغذى على اخبار وفتات ما يجري في الحزب من نقاشات داخلية او حتى ردة سياسية طبيعية ،كلما قرب زمن الانتخابات ،فهاته الكائنات السياسية رغم قبح فعلها وجمال صورتها ،الا أنها لا تعكس الصورة الحقيقية التي يراد لهذه المنابر الإعلامية ان تعمل بها ومن أجلها .

وكما قلت فانه ليس في عالم السياسة شيطان أو ملاك ، بقدر ما أن الذي يحكم هو صدق المبدأ والثبات عليه ،وليس الدوران الانحداري الى عنق الزجاجة والبقاء معلق تنتظر رحمة الطرد التنظيمي ،رغم ان الحزب اقوى من ان يدخل في تفاهات الانحدار السياسي .

ولذلك فعلم الجمال هو الذي يكشف جمال الوجه والروح والفكر ، وليس الجمال الظاهري ،ورغم ان عقلنا الطفولي يلهث نحو الجاهز والشهرة والنجومية ،الا ان صناعة المناضل السياسي العصامي ليست وراثة او تشيئا له ،ولذلك انسحاب جميلة الحزب لا يعني ان المصباح انطفئ بنور جمالها ،بل هي مرآة تعكس ان الحزب يعيش حالة من التحول السياسي الصحي ،رغم ما خلفته كورونا من قطيعة بين الأعضاء وظهور نمط جديد من التواصل السياسي المرتبط بقيام مؤتمرات عن بعد ولقاءات هاجسها الاصطفاف التنظيمي وتقوية المؤسسات الداخلية .

في القيم السياسية فان صناعة الماكياج السياسي يدل على عقم النخبة في توريث العمل السياسي بقيم الإصلاح والنضال ،حينها نسمع عن صناعة سياسية تنميطية او خلف لمناضل ما أو توريث منصب انتخابي لشخص ما ،وكما انه وهي حالات تعد ناذرة في زمن السياسة ان تصادف ترشح شخصية ما بمواصفات معينة ،أصبحت في آخر الامر ،شيئا سياسيا ،أي ان النضال هنا أصبح مرتبط بالصورة التي تغدي المتابع للشأن السياسي ،مثلها مثل صورة معينة توضع اما قرب سيارة أومحل تجاري لتغذية واشباع من نوع خاص، لمن يتابع بنهم تلك المادة ،لذلك فأزمة السياسة بالمغرب ،أنها تبنى على قيم بعيدة على النضال ،بل تبنى بإيحاءات جمالية او تشيئية أو ضوابط اثنية وقبلية أو عائلية .

وليس العيب في ان نحتكم الى سلطة المؤسسات وتكون مساطرنا قانونية ومعقولة ، ويصبح معيار اختيار من نقدمه للعموم هو القوة في الاخلاق وامانة في القول والفعل ،-ان الله لا ينظر الى صوركم بل ينظر الى خالص أعمالكم –ولكن أرى ان الصورة انتهت وآن الأوان أن نقطع مع ريع سياسي مثل هذا ،فالأجدر أن نتنافس على مشاريع قريبة من آمال المواطنين ،لأن بكل صراحة فالسياسة العامة ماهي الا حل مشكل ما باجابة او عدم إجابة .

وكما ان نظام الكوطا بالمغرب يجعل من المقاعد الانتخابية مجرد كائنات تتغدى على صدمات تكنوقراطية المشاريع والبرامج ،وان قوة المشهد السياسي بالمغرب لا تكون بتعددية الأحزاب بقدر ما تتقوى بقدرتها على ان تحول آمال المواطن الى مشاريع حقيقية وبمحاسبتها بنفس مؤسساتي وبمسؤولية واضحة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *