سياسة

إسبانيا تتبرأ من دعم وزير في حكومتها للبوليساريو.. وتؤكد أن موقفها من الصحراء لم يتغير

تبرأت الحكومة الإسبانية من تصريح لوزير الدولة للشؤون الاجتماعية الإسباني الذي أعلن دعمه لما يُسمى “الجمهورية الصحراوية” المزعومة، مجددة التأكيد على أن موقفها من قضية الصحراء لم يتغير، وأنه موقف “الواضح جدا” تحدده حصريا وزارة الشؤون الخارجية ورئاسة الحكومة.

يأتي ذلك بعدما استقبل وزير الدولة للشؤون الاجتماعية وعضو حزب “بوديموس”، ناتشو ألفاريز، صباح اليوم الجمعة بالعاصمة مدريد، قيادية انفصالية بالبوليساريو تدعى سويلمة بيروك، معبرا لها عن “تضامنه مع الشعب الصحراوي”، وقدمها بصفتها “الوزيرة الصحراوية للشؤون الاجتماعية وتمكين المرأة”.

ورغم أن حساب وزارة الدولة للشؤون الاجتماعية الإسبانية على “تويتر”، قام بحذف التغريدة، إلا أن خطوة الوزير الإسباني المذكور أثارت جدلا سياسيا وأخرجت الخلاف بين الحزب الاشتراكي الحاكم وحليفه في الحكومة حزب بوديموس إلى العلن، ما دفع حكومة مدريد إلى الخروج بتوضيح في الموضوع.

وأوضحت أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، أمس الخميس، أن “موقف الحكومة الإسبانية بشأن قضية الصحراء واضح جدا، ولم يتغير في الساعات أو الأيام أو الأسابيع الأخيرة”.

واعتبرت أن هذا الموقف يتحدد في “الدعم الكامل والمطلق للأمين العام للأمم المتحدة حتى يتمكن من ضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار في الصحراء والدفع بالمفاوضات السياسية التي تسمح بالتوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه عادل ودائم طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.

وأشارت غونزاليس لايا، في تصريحات للصحافة في ختام أشغال اجتماع وزار خارجية الاتحاد الأوروبي، إلى أن الأمر يتعلق بموقف “حددته حصريا وبوضوح وزارة الشؤون الخارجية مع رئيس الحكومة المسؤولان المباشران عن العلاقات الخارجية لبلدنا”.

وقالت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية: “بالنسبة لإسبانيا فإن المهم هو قرارات الأمم المتحدة كلها وآخرها القرار الذي صدر أكتوبر من هذا العام الذي عبر بوضوح عن معالم هذه المفاوضات”.

وكانت الوزيرة ذاتها، قد أكدت شهر فبراير المنصرم، أن إسبانيا لا تعترف بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، مضيفة: “ندعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وفي السياق ذاته، لفتت إلى أنها نقلت هذا الموقف بنفسها خلال “الاتصالات العديدة التي أجرتها في الأيام الأخيرة مع المغرب وموريتانيا والجزائر ومع الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل دعم وتعزيز مسار هذا الحوار”.

من جانبها، قالت مارغريتا روبلس، وزيرة الدفاع الإسبانية، إن الموقف الرسمي لإسبانيا من قضية الصحراء تقرره وزارة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون ورئاسة الحكومة، مشيرة إلى أن أي تصريح أو موقف آخر حول هذا الموضوع ما هو إلا مجرد “رأي شخصي لصاحبه”.

وأوضحت في تصريحات للصحافة، أول أمس الخميس، أن “السياسة الخارجية للحكومة يحددها حصريا رئيس الحكومة ووزيرة خارجيتها، وهذا الأمر يجب أن يكون واضحا وأي عضو آخر في الحكومة يشغل منصبا آخر يمكن أن يكون له رأي بصفته الخاصة”.

وأكدت على أن الموقف الرسمي لإسبانيا من قضية الصحراء “يصدر عن رئيس الحكومة ووزيرة الشؤون الخارجية”، مشددة على أن “أي عضو في الحكومة يمكن أن تكون له آراؤه الخاصة، لكن الحكومة هي هيئة جماعية ويجب أن تكون في طليعة القرارات التي يتم اتخاذها”.

وانتقدت الوزير زميلها في الحكومة وزير الدولة للشؤون الاجتماعية، قائلة: “أن تكون جزء من الحكومة يفرض أيضا التحلي بالمسؤولية”، مضيفة أنه يجب تسوية الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، لكن بمجرد اتخاذ القرارات يجب أن يكون جميع أعضاء السلطة التنفيذية متضامنين وعلى استعداد للدفاع عن هذه القرارات”.

يُشار إلى أن وزير الدولة للشؤون الاجتماعية الإسباني، ناتشو ألفاريز، ينتمي لحزب بوديموس المشارك في الائتلاف الحاكم مع الاشتراكيين برئاسة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.

ويدعم حزب بوديموس ما يسميه “حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، وإقامة علاقات دبلوماسية عالية المستوى بين إسبانيا والجمهورية العربية الصحراوية” المزعومة.

ورغم تواجدهما مع في الحكومة، إلا أن هناك خلافات كثيرة بين بوديموس والاشتراكيين، فيما حاول زعيم حزب بوديموس ونائب رئيس الحكومة بابلو ايغليسياس، احتواء الجدل، حيث أكد يوم الإثنين الماضي في تصريح للتلفزيون الرسمي الإسباني، أن موقف إسبانيا من الصحراء تحدده وزارة الخارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *