مجتمع

بعدما أثار انتقادات واسعة.. برنامج “إيكو” للأطفال يجر 3 وزراء للمساءلة البرلمانية

إيكو

وصل ملف برنامج الأطفال “L’école des fans” الذي عرضت القناة الثانية أولى حلقاته، يوم السبت ما قبل الماضي، إلى قبة البرلمان المغربي، بعدما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب محتواه الذي وصفته فعاليات حقوقية وجمعوية بأنه “انتهاك لحرمة الطفولة وتهديد لأخلاق الناشئة بالتخريب”.

فقد وجه 3 برلمانيين عن حزب العدالة والتنمية، 3 أسئلة في الموضوع، إلى كل من وزير الشباب والرياضة والثقافة، ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقة مع البرلمان، ووزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة.

وقال البرلمانيون مريمة بوجمعة ومحمد الطويل ونجيب البقالي، في سؤالين إلى الوزير عثمان الفردوس والوزيرة جميلة المصلي، إن الأمر يتعلق ببث برنامج تلفزي بالقناة الثانية يحمل مضامين وإيحاءات لا تتناسب والمستوى المعرفي والنفسي والاجتماعي للأطفال.

وأشاروا إلى أن البرنامج “يزعم معدوه ومقدموه أنه يستهدف الطفولة المغربية، وقد خلف موجة استياء عارمة على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يحمل مضامين لا تتناسب مع مستوى إدراك الطفل ونضجه المعرفي والنفسي و الاجتماعي”.

ووفق السؤالين الذين تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منهما، فإن هذا البرنامج يأتي “في خضم ما تعانيه طفولتنا من اعتداءات على برائتهم، وفي الوقت التي وجب أن تحمل البرامج التي تستهدف طفولتنا مضمونا تعليميا وتثقيفيا وتوعويا يساهم في تعزيز حمايتهم”.

وأضافوا أنه بالنظر إلى أن “زج طفولتنا في مواضيع تؤثر بشكل واضح على إدراكهم النفسي والعاطفي والاجتماعي يشكل تهديدا على نموهم المتوازن”، وساءلوا الوزيرين عن “التدابير المتخذة لحماية طفولتنا من العروض الترفيهية التي لا تتناسب وإدراكها المعرفي والنفسي والاجتماعي، ولا تتناسب وتطلعاتنا في عروض تثقيفية وتربوية تسهم بشكل فعال في حماية طفولتنا”.

وفي سؤالهم للوزير الرميد حول موضوع “تعزيز حماية حقوق الأطفال في وسائل الإعلام والنهوض بالتربية عليها”، قال البرلمانيون إن الخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان تضمنت في المحور الفرعي الثاني الخاص بحقوق الطفل تدبيرا يهم “حماية حقوق الأطفال في وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل الاتصال الحديثة والنهوض بالتربية عليها”.

وأشاروا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى توفير بيئة إعلامية داعمة لحقوق الطفل، حيث يتضمن التدبير المذكور مجموعة من الأنشطة منها إعداد دلائل مرجعية لفائدة الفاعلين والعاملين في مجال الإعلام حول حقوق الطفل والإعلام وتنظيم دورات تكوينية لفائدة الفاعلين والعاملين بالإعلام.

وساءل البرلمانيون الثلاثة الوزير الرميد عن “مدى التقدم الحاصل في تنزيل هذا التدبير للحيلولة دون الاستمرار في بث برامج تستهدف طفولتنا وتفتقد إلى الحس الحقوقي وتهدد التوازن النفسي والاجتماعي والسلوكي لطفل”.

يشار إلى أن الحلقة الأولى من النسخة المغربية لبرنامج الأطفال الفرنسي “L’école des fans” الذي عرضت القناة الثانية أولى حلقاته، مساء السبت الماضي، أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر نشطاء عن استيائهم الكبير من محتوى البرنامج الجديد الموجه للأطفال، معتبرين أنه يهدد “أخلاق الناشئة ويسعى لتخريبها”.

كما حذر المرصد العربي للإعلام المغربي، التابع للمنظمة العربية للتعريب والتواصل، من البرنامج ذاته، معتبرا أنه “ينتهك حقوق وحرمة الطفل ويضرب القيم الأخلاقية ويمس بهوية المجتمع التي نص دستور المملكة على صونها وحمايتها”.

وطالب المرصد كل من وزارتي الشباب والرياضة والثقافة والتضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، والهيئة العليا للسمعي البصري، والهيئات الوطنية المعنية بحماية الطفولة المغربية، والتدخل على وجه السرعة من أجل الوقف الفوري للبرنامج.

من جانبه، أعلن مواطن مغربي يدعى سامي صولدا أبو ريان، تقديمه شكاية ضد برنامج الأطفال “L’école des fans” لدى الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري.

ونشر سامي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، صورة لرد الهاكا على شكايته حيث جاء فيه “توصلت الهيأة العليا بشكايتكم ويشرفنا إخباركم أنه سيتم دراستها والبث فيها في أقرب الآجال نشكركم على تفاعلكم”.

وقال أبو ريان في تدوينته: “تم تقديم شكاية لدى “الهاكا” في حق البرنامج الساخر “L’école des fans”، والذي يستهدف الأطفال المغاربة من خلال طرح أسئلة تافهة تفوق مستواهم الإدراكي، وتضرب أخلاقهم ونسيج الأسرة المغربية عموما”.

وأضاف ذات المتحدث، وهو أستاذ بمكناس، قائلا: “للتوضيح البرنامج تابعت بعض مشاهده عبر اليوتوب لأنني أصلا حذفت القناة الثانية من جهاز الاستقبال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *