مجتمع

طفلة العرائش .. قصص مأساوية لأطفال تعرضوا للحرق والكي والخنق

ما زال الرأي العام الوطني تحت صدمة الشريط الذي تداولته وسائط التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، ويظهر طفلة تستنجد ” أهل السماء والأرض” لتخليصها من قبضة والدتها، التي عمدت إلى حرقها في مشهد صادم.

مقطع الفيديو، الذي ينتظر أن يفتح تحقيق بشأنه، والتأكد من حقيقته في الزمان والمكان، كشف اندفاعا همجيا لامرأة أحكمت قبضتها على طفلة في عمر الزهور، وشرعت في جرها نحو الفرن لحرقها، والسبب، حسب ما يروج تافه جدا (الطفلة أكلت مخاط أنفها).

واقعة العرائش هزت المغاربة، ودفعتهم للمطالبة بالتحقيق في الجريمة، وتوقيف الأم ومن وثق وعاين فاجعة الاعتداء البشع على الطفلة.

حرق الأطفال وتعنيفهم بمختلف طرق التعذيب، أعاد إلى الأذهان وقائع تعنيف مأساوية راح ضحيتها أطفال أبرياء، ذنبهم الوحيد تواجدهم مع الشخص الخطأ الذي لم يكن أهلا لتربيتهم، وفي هذا الصدد يتذكر المغاربة طفل تارودانت الذي عذبته زوجة الأب، ومارست عليه أبشع أشكال السادية، بما فيها تثبيت عقب السجارة في جسده النحيف، وهي الجريمة التي استنفرت المجتمع المدني بتارودانت، وانتهت بتدخل وكيل الملك بابتدائية المدينة.

واقعة تعذيب مماثلة وقعت، في وقت سابق، بإقليم سطات، بعدما تعرض طفل للتعذيب من قبل عمته، عن طريق العض، والكي بواسطة السجائر، قبل أن تتدخل السلطات الأمنية، وتباشر تحقيقاتها في الجريمة بتعليمات النيابة العامة المختصة.

تعنيف الأطفال تجاوز البيت إلى دور الحضانة، وهذه المرة جدل الاعتداء على طفل في حضانة بأحد أحياء مدينة مكناس، في وقت سابق، انتهى بتدخل الوكيل العام للملك باستئنافية المدينة، الذي أمر بفتح تحقيق في الاتهام الموجه للمربية، واتخاذ المتعين.

جرائم تعنيف الأمهات والأقارب والآباء لأطفالهم، توالت بشكل فضيع في الآونة الأخيرة، وكان أبشعها ما وقع بالحي الحسني في الدار البيضاء، مطلع العام الجاري، بعدما أقدمت أم على رمي أطفالها الثلاثة من الطابق الرابع، وقد حكمت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أخيرا، بعشر سنوات سجنا نافذا على الأم، فيما قررت هيئة الدفاع عن المتهمة استئناف الحكم، بدعوى أن الأم تعاني من اضطرابات نفسية.

جرائم بشعة ضحاياها أطفال أبرياء، وعنوانها ” قليل من كثير”، تستوجب تدخلا آنيا للأخصائيين في علم النفس، والتربية، كما تستوجب الوقوف العميق على حيثيات السلوكات الانتقامية، والعدوانية التي تحكم علاقة الأمهات والآباء بأبنائهم، والتي تجعلهم ” يتفننون” في طرق تعنيفهم وتعذيبهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *