مجتمع

أسباب عديدة وراء نفوق آلاف الأسماك بالصويرية.. وجمعوي: جريمة جنائية (فيديو)

قبل أسبوعين من اليوم، شهد مصب واد تانسيفت بجماعة المعاشات المعروفة بالصويرية القديمة، كارثة نفوق آلاف من الأسماك، وجهت أصابع الإتهام حينها وما تزال إلى أرباب معاصر الزيتون في المنطقة التي تتخلص من نفاياتها (المرجان) في الوادي المذكور.

وخلفت هذه الكارثة بمصب وادي تنسيفت الذي يقدر طوله حوالي 250 كلم، بداية من جبال الأطلس الكبير بالحوز، ومرورا بمراكش إلى أن ينتهي بالصويرية، روائح نتنة وعفونة في المكان، ناهيك عن خسارة كبيرة في الثروة السمكية.

مصطفى الركيزي، فاعل جمعوي بالمنطقة، وهو بحار أيضا، قال إنه على الكل أن يتحمل مسؤوليته، لأن مثل هذه الأخطاء لا يمكن أن نقبلها كفاعلين جمعويين وساكنة الصويرية، لما له من خطر حقيقي على بيئتنا واقتصادنا وسمعة المنطقة”.

وأضاف مصطفى خلال حديث مصور مع جريدة “العمق”، إن المعاصر التي تسببت في هذه الكارثة “ليست المحلية منها فقط، بل هناك معاصر توجد في جماعات مجاورة كما رصدها بعض المهنيين، ويمكن كذلك أن تكون في أقاليم أخرى يمر منها واد تانسيفت، لأنه بمجرد التخلص من مادة المرجان في الوادي، ستحمل الأمطار هذه المادة معها”.

ودع المتحدث أرباب معاصر الزيتون إلى تطبيق دفاتر التحملات المعمول بها في القطاع، موردا أن استمرار مثل هذه الأفعال “يستدعي متابعة جنائية حقيقية، لكون هذا جريمة في حق البيئة والأسماك وثروة مهمة من شأنها أن تساهم في الأمن الغذائي وإضافة نوعية لمحمية موكادور”.

وأضاف الركيزي، في ذات التصريح، أن ما وقع كان بسبب “عامل بشري وليس طبيعي”، موضحا أن “طرح مخلفات معاصر القطران في الوادي، إضافة إلى بعض التصاميم التي لم تؤخذ بطريقة تشاركية مع الساكنة والبحارة والمهنيين بالمنطقة، كالميناء والكورنيش اللذان وضعا بطريقة عشوائية وبدون حواجز، أدت إلى تراكم الحصى والرمال في المصب، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في انقطاع التبادل بين البحر والوادي”.

وقال منبها أن في حالة استمر هذا الوضع “سيحصل الأسوأ، ففي الأول لم نكن نعي حجم الضرر الممكن أن تخلف وضعية عدم التبادل بين البحر والوادي حتى أبانت عنه التساقطات المطرية القليلة، والتي حملت معها مادة المرجان”.

وعن تدخل الجهات المهنية، قال المتحدث أنه بعد ترافع الساكنة والجمعيات المدنية بالمنطقة، “تدخلت مديرية التجهيز والنقل في آخر وقت، وفتحت المصب على البحر بشكل نسبي لأن الحصى والرمال ما تزال متراكمة”.

كما شدد مصطفى الركيزي، على أن حل المشكل “لن يتم بتدخل واحد”، بل يحتاج إلى المواكبة المستمرة حتى يتم إزالة الحصى والرمال من مصب النهر لإعادته إلى سابق عهده قبل أن تتدخل فيه العوامل البشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *