“الكتاب الأخضر” .. أخطر سلاح في محجوزات الخلية الإرهابية بتطوان (صور)

رغم ظهوره ضمن المحجوزات التي عثرت عليها عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية لدى الخلية الإرهابية المكففة بتطوان، صباح اليوم الجمعة، إلا أن كثيرين لم ينتبهوا إلى خطورته، فهو يمثل دليلا جهاديا ميدانيا للجماعات المتطرفة لتنفيذ عملياتها الإرهابية، إنه كتاب “العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله”.
ووفق الباحث في الجماعات المتطرفة عبد الخالق بدري، فإن هذا الكتاب الذي يحمل غلافه اللون الأخضر، من بين أخطر الأمور التي تم حجزها لدى خلية تطوان، مشيرا إلى أنه كتاب تكتيكي حربي ميداني يمثل دليلا جهاديا عمليا لتنظيم “داعش”، بعدما كان يشكل المرجع العملي لتنظيم القاعدة.
وأوضح بدري في اتصال لجريدة “العمق”، أن هذا الكتاب يشكل في نظره، أخطر سلاح في محجوزات خلية تطوان، مشيرا إلى أنه كتاب لا يقل خطرا على كتاب “إدارة التوحش” لأبوبكر ناجي، والممنوع في عدة دول عربية، باعتباره يمثل أحد الأعمدة الفكرية للجماعات الإرهابية.
وأضاف بدري أن كتاب “العمدة في إعداد العدة” لصاحبه “سيد إمام الشريف” المعروف باسمه الجهادي “عبد القادر بن عبد العزيز”، من الكتب الخطيرة التي تستوجب نوعا من التفكيك والرد العلمي، باعتباره يحاول إقناع القراء بالتأصيل الشرعي للتحول إلى ذئاب بشرية وكيفية التخفي لتنفيذ عمليات إرهابية.
“عماد التطرف”
ويعتبر كتاب “العمدة” المرجع الأساسي للفكر المتطرف، حيث أورد فيه كاتبه نظريات جهادية نسبها إلى علماء مسلمين تؤصل شرعيا للغلو والتطرف وقتل المسلمين بدعوى “محاربة المرتدين وأتباع الطغاة”، حيث يورد الكتاب آيات قرآنية وأحاديث نبوية يزعم أنها تؤصل لأفكاره.
الكتاب المذكور، وهو ممنوع من التداول في أغلب الدول، يقوم على تكفير الحكام وإباحة قتل عناصر الشرطة والجيش والانخراط في أعمال التفجير والتدمير والاغتيال، كما يستحل الكتاب تخريب الممتلكات العامة وأموال الناس باعتبارها معاملات يشرف عليها الحاكم “الكافر” حسب زعم مؤلفه المصري.
وفي سياق متصل، يرى الباحث المغربي عبد الخالف بدري، أن أغلب خلايا الإرهابية المفككة بمدن الشمال، تعلن ولاءها لتنظيم “داعش” وليس تنظيم القاعدة، معتبرا أن خطورة الأمر تتجلى في كون “داعش” قد اخترقت بشكل شبه كلي “القاعدة” على مستوى غرب إفريقيا، ما يجعلها تشكل تهديدا حقيقا لدول وشعوب المنطقة.
تفاصيل تفكيك الخلية
وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية “البسيج”، قد كشف تفاصيل الخلية الإرهابية الموالية لتنظيم “داعش”، والتي تم تفكيكها صباح اليوم الجمعة بمدينة تطوان، على ضوء معلومات استخباراتية وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
الأبحاث والتحريات المنجزة كشفت أن المشتبه فيهم قاموا بعدة زيارات استطلاعية لرصد وتحديد الأهداف المقرر مهاجمتها بواسطة عبوات ناسفة، أو باستعمال أساليب الإرهاب الفردي في عمليات تحاكي الأسلوب الإرهابي الذي يستخدمه مقاتلو تنظيم “داعش”.
وأوضح بلاغ لـ”البسيج”، أن المعلومات الأولية للبحث، كشفت أن أعضاء هذه الخلية الإرهابية وصلوا مرحلة متقدمة من التحضير والإعداد، إيذانا بالشروع في التنفيذ المادي لمشاريعهم الإرهابية.
وقد وثق أعضاء الخلية في شريط فيديو، بيعتهم للأمير المزعوم لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وفق الأسلوب والشروط التي يقتضيها هذا التنظيم الإرهابي، والتي حددوا فيها الأهداف العامة لمخططاتهم الإرهابية.
التدخل الأمني الذي باشرته عناصر القوة الخاصة التابعة لفرقة التدخل السريع، أسفر عن توقيف ثلاثة متطرفين يشتبه في ارتباطهم بهذه الخلية الإرهابية، تتراوح أعمارهم ما بين 21 و38 سنة، وتربط أحدهم علاقة عائلية بمقاتل بصفوف “داعش” بالمنطقة السورية العراقية.
“وثيقة المبايعة”
ومكنت الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء الإفادات الأولية لأعضاء هذه الخلية، من تحديد مسكن في المدينة القديمة بتطوان كانوا يستغلونه كمكان آمن لعقد اجتماعاتهم والتخطيط لمشاريعهم الإرهابية.
وبإرشاد من المشتبه فيهم، تم الانتقال إلى المسكن المذكور وإجراء مسح كامل لمشتملاته ومرافقه من طرف تقنيي الكشف عن المتفجرات بعدما تم اتخاذ كافة التدابير الأمنية والوقائية لضمان سلامة السكان والعائلات المجاورة.
وأسفرت عمليات التفتيش التي أجراها ضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية وخبراء مسرح الجريمة بهذا المسكن الأخير، وبمنازل المشتبه فيهم، عن حجز راية من الثوب تجسد شعار تنظيم “داعش”.
كما تم حجز مخطوط ورقي يتضمن نص البيعة للخليفة المزعوم لهذا التنظيم، ومجموعة من الأسلحة البيضاء المتعددة الأنواع والمختلفة الأحجام، ومعدات معلوماتية وأجهزة إلكترونية.
فوسفور وبراميل الوقود
إجراءات التفتيش مكنت كذلك من حجز مجموعة من المعدات والمستحضرات الكيميائية التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، من بينها أكياس تحتوي على مادة الكبريت والفوسفور، وبراميل تضم وقود البنزين، وقنينات مملوءة بالكحول الحارق، وأكياس معبأة بكميات كبيرة من براغي لولبية وكريات معدنية ومسامير.
بالإضافة إلى ذلك، تم حجز أسلاك كهربائية وبطاريات إلكترونية، وقنينات زجاجية فارغة يشتبه في تسخيرها لتحضير قنينات المولوتوف، ومواد سائلة مشبوهة سوف يتم عرضها على الخبرة التقنية لدى مختبر الشرطة العلمية والتقنية.
ويأتي تفكيك هذه الخلية، حسب بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لتحييد مخاطر التهديدات الإرهابية ودرءا المشاريع المتطرفة التي تحدق بأمن واستقرار المملكة.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه تم إيداع المشتبه فيهم الموقوفين في إطار هذه القضية تحت تدبير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب.
ويرتقب أن يكشف البحث عن جميع المشاريع الإرهابية والامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الخلية، التي تؤشر مرة أخرى عن تنامي المخاطر الإرهابية التي تحدق بالمملكة في ظل إصرار المتشبعين بالفكر المتطرف على تلبية الدعوات التحريضية التي يصدرها تنظيم “داعش”.
اترك تعليقاً