خارج الحدود

تسريب محادثات لضباط متقاعدين يدعون للانقلاب تثير جدلا واسعا بإسبانيا

فيليب السادس ملك إسبانيا

تداولت وسائل إعلام إسبانية، محادثات تم تسريبها عبر تطبيق التراسل الفوري “واتساب”، لمجموعة من ضباط الجيش المتقاعدين، يدعون فيها إلى الانقلاب وحمل السلاح وإسقاط الحكومة، وإطلاق النار على الانفصاليين في إقليم كتالونيا، وإشادة بالدكتاتور الراحل فرانسيسكو فرانكو.

المحادثات أثارت جدلا واسعا بإسبانيا، حيث انتقد عسكريون وسياسيون تلك المحادثات التي تضمنت دعوات إلى حمل السلاح والانقلاب على السلطة، فيما بدأ التحرك القضائي لمحاكمة هذه المجموعة، وسط دعوات للقصر الملكي باتخاذ إجراءات حازمة.

ومن بين الرسائل المسربة، قال أحد الضباط المتقاعدين تعليقا على المطالب باستقلال كتالونيا “لا يوجد خيار آخر سوى البدء في إطلاق النار على 26 مليونا”، وقال آخر “سيتعين على شخص ما أن يبدأ في فعل شيء ضدهم”، وتضمنت تلك الرسائل أوصافا بذيئة.

وكان بعض هؤلاء الضباط من بين عشرات الضباط المتقاعدين الذين كتبوا للملك فيليب السادس الشهر الماضي، بيانا ينتقد الحكومة الائتلافية اليسارية بقيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، ولم يعلق الملك على تلك الدعوات.

وينتمي بعض الضباط إلى اليمين المتطرف، وكان بعضهم قد بدأ تدريبه في أكاديمية القوات الجوية العامة عام 1963، أي أثناء حكم فرانكو للبلاد.

ردود الفعل الرسمية

قائد القوات المسلحة الإسبانية الجنرال ميغيل فيلارويا فيلالتا، قال في بيان له، أول أمس الجمعة، إن هذه الدردشات المسربة “تلحق الضرر بصورة القوات المسلحة الإسبانية وتشوش الرأي العام فقط”، معتبرا أن “القوات المسلحة الإسبانية لم تنظر إلى الماضي، وكانت دائما في خدمة الشعب الإسباني والدستور”.

من جانبها، تقدمت وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز بلاغات إلى الادعاء العام، وقالت إن أنشطة ما يقرب من 70 ضابطا سابقا في القوات الجوية يمكن أن تكون سببا لتوجيه اتهامات جنائية، مشيرة إلى أن تلك الرسائل “تدعو إلى القلق، خاصة في ظل وضع سياسي معقد وحالات طوارئ وجائحة وأزمة اقتصادية”.

بدوره، قال رئيس حزب العمال الاشتراكي الحاكم إنيكو أنديوزا، في تصريحات موجهة للملك، “أن تحيط نفسك بالصمت ليس نموذجا جيدا، ولا بأفضل طريقة لحل وضع خطير للغاية”.

وفي جانب المعارضة، امتنع الحزب الشعبي عن إدانة التعليقات، بينما قال حليفه حزب فوكس اليميني المتطرف إنه يتعاطف مع ضباط الجيش المتقاعدين.

يُشار إلى أن القوات المسلحة كانت العمود الفقري لنظام فرانكو حتى وفاته عام 1975، كما كان لها دور رئيس في الحرب الأهلية التي أودت بحياة الآلاف.

ولم يؤد انتقال إسبانيا إلى الديمقراطية إلى تطهير واسع النطاق في الرتب العسكرية، حيث شهد عام 1981 محاولة انقلاب قام بها عدد قليل من أفراد قوة الشرطة شبه العسكرية.

* الجزيرة بتصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *