سياسة

بوريطة: اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء موقف قوي وصريح.. والمغرب له وضع خاص في الصراع العربي الإسرائيلي

وزير الخارجية

في أول تعليق له على اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن الموقف الأميركي كان “موقفا قويا وصريحا، ويؤيد موقف المغرب الذي أعلن من قبل استعداده لإيجاد حل للقضية في إطار مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.

وأوضح بوريطة في تصريح لنشرة أخبار قناة الجزيرة، أن الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء لأول مرة، يشكل تحولا أساسيا في هذا الملف”، لافتا إلى أن هذا القرار توج سنتين من الاتصالات مع الإدارة الأميركية، سواء عبر وفود أو عبر تدخلات مباشرة لملك المغرب.

وأشار إلى أن موقف إدارة ترامب يُعد مكسبا كبيرا حققته المملكة اليوم، باعتباره موقفا مهما على 4 مستويات، الأول أن الأمر يتعلق بقوة عظمى وعضو دائم بمجلس الأمن وفاعل أساسي على الصعيد الإقلميي والدولي.

ولفت إلى أن المستوى الثاني يتجلى في كون القرار عبارة عن مرسوم رئاسي له قوة قانونية إضافة إلى قوته السياسية، فيما في المستوى الثالث، يرى بوريطة أن محتوى القرار الأمريكي يؤكد اعتراف أمريكا بسيادة المغرب الكاملة على كل تراب الصحراء المغربية ويعلن فتح قنصلية لها بالداخلة.

واعتبر في المستوى الرابع، أن الاعتراف بمغربية الصحراء، لأول مرة، يشكل تحولا أساسيا في هذا النحو، ويأتي في إطار الدينامية التي بدأت في السنوات الأخيرة بقيادة الملك لتعزيز مغربية الصحراء، بفتح قنصليات بالصحراء وتأكيد مجموعة من الدول على دعمها لسيادة المغرب على كل ترابه.

وكشف بوريطة أن أمريكا، أخبرت، خلالها بعثتها الدائمة في الأمم المتحدة، كل من الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن وكل أعضاء الأمم المتحدة، بهذا الموقف القوي والصريح، وفق تعبيره.

وتابع قوله إن “موقف أمريكا ودول أخرى تؤكد دعمها لمغربية الصحراء، يؤيد موقف المغرب بأنه مستعد للحل في إطار مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة المغربية”.

وشدد وزير الخارجية المغربية، على أن من يعتقد أن هناك اتجاها آخر فهو مخطئ، والقوى الكبرى تقول إنه لا حل خارج السيادة المغربية، على حد تعبيره.

العلاقات مع إسرائيل

وبخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أوضح بوريطة أن المغرب له وضع خاص إزاء القضية الفلسيطينة وإزاء الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن المملكة “كان لها دائما دور إيجابي وبناء في تقريب وجهات النظر والدفع في اتجاه السلام منذ سنوات”.

وأشار إلى أن الأمر يأتي من منطلق إمارة المؤمنين، قائلا: “فالملك له ارتباطات مع الجالية اليهودية المغربية في كل أنحاء العالم، بما في ذلك الجالية المغربية في إسرائيل والتي تقدر بأكثر من 700 ألف”.

وشدد بوريطة على أن ما يقوم به المغرب اليوم هو إعادة للتدابير التي كانت موجودة سابقا، لافتا إلى أن السنة الماضية عرفت زيارة 70 ألف من الجالية اليهودية المغربية المقيمة بإسرائيل لإحياء مجموعة من الطقوس الدينية وغيرها، والآن ستأتي ضمن خطوط مباشرة بين البلدين.

وأوضح أن مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، كان موجودا منذ 1994 إلى حدود سنة 2002، مشيرا إلى أنه سيتم إعادة فتح المكتب ضمن نفس المنطلق الذي كان مفتوحا فيه سابقا، وفق تعبيره.

وتابع قوله: “المغرب كان دائما يضع علاقته مع إسرائيل والجالية المغربية اليهودية في خدمة السلام والقضية الفلسطينية، وخدمة حل عادل ودائم في الشرق الأوسط”.

وأضاف أن الملك محمد السادس أكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن مواقف المغرب مع حل الدولتين ومع التفاوض كأساس للحل، وكذلك مع الحفاظ على الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف وانفتاحها على باقي الديانات.

وأشار إلى أن المغرب أكد أيضا لعباس، على أن تطور العلاقات مع إسرائيل لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، وسيكون لمصلحة السلام في المنطقة، حسب تصريحه للجزيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *