سياسة

بنعبد الله يوجه رسالة لإسرائيل: قرار المغرب يلزم عليكم وقف جبروتكم بفلسطين

قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، إن الخطوات التي قام بها المغرب تلزم على إسرائيل، أكثر من ذي قبل، بالتراجع عن غيها وتعنتها وسياسة الجبروت التي تمارسها بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف بالقول: “إذا أردت إسرائيل أن تستفيد حقيقة من هذه الخطوات، وأن يعم السلم والأمن بالمنطقة، فعليها أن تفتح الباب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ووقف سياسة القمع والاضطهاد”.

وأوضح بنعبد الله في تصريح له تعليقا على خطوات المغرب إزاء إسرائيل والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، أن المغرب سيظل، ملكا وحكومة وشعبا، متشبثا بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأمس الخميس، أعلن بلاغ للديوان الملكي، أن المغرب قرر استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، وتسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب.

قرار يخدم القضية الفلسطينية

نبيل بنعبد الله اعتبر في تصريحه أن المغرب لا يقوم بهذه الخطوات إزاء إسرائيل إلا لخدمة القضية الفلسطينية، وليقع تحول أساسي على مستوى هذه القضية التي تراوح مكانها منذ أزيد من 50 سنة.

وتابع قوله: “أتفهم أن الكثيرين متحفظين على هذه الخطوات، ولا أعتقد أن المغرب سيفرط في القضية الفلسطينية، وخير دليل هو تزامن اتصال الملك مع الرئيس الأمريكي باتصاله مع الرئيس الفلسطيني”.

وأردف قائلا: “بقدر ما عندنا عاطفة قوية إزاء الصحراء المغربية، بقدر ما عندنا عاطفة قوية إزاء القضية الفلسطينية، وسنظل متشبثين بقضية فلسطين ونضعها في نفس المرتبة مع قضية الوحدة الترابية، كما أكد على ذلك الملك”، مضيفا: “يجب أن نقوي جبهات النضال على مستوى القضيتين”.

اقرأ أيضا: بلاغ للديوان الملكي: المغرب يقرر إعادة فتح مكتب التواصل مع إسرائيل 

الوزير السابق شدد على أن الخطوات التي تمت إزاء إسرائيل هي في نهاية المطاف من أجل اليهود المغاربة الذين كانوا يأتون إلى المغرب بطريقة غير مباشرة عبر دول أوروبية للقيام بطقوسهم الدينية، فيما يمكنهم عمليا الآن الدخول بشكل مباشرة للمغرب.

ويرى بنعبد الله أن الاتصالات والتنسيق بين المصالح الأمنية المغربية والإسرائيلية، كان يعلم الجميع أنها موجودة من قبل، خاصة في مواجهة التحديات الإرهابية، مشيرا إلى أن التعامل بين البلدين على المستوى التكنولوجي والعلمي قد يستفيد منه المغرب.

واسترسل: “حقا يمكن أن نتساءل عن مكتب الاتصال والعلاقات الدبلوماسية التي يمكن أن تكون في الأفق، لكن المغرب أكد خلال اتصال الملك بمحمود عباس، على أننا لن نفرط في القضية الفلسطينية”.

اقرأ أيضا: الملك: ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبدا على حساب نضال الشعب الفلسطيني

وأشار إلى أن المغرب سيظل متشبثا بكون حل هذا الصراع لن يتأتى إلا عبر إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، بنظام خاص للمدينة المقدسة.

وفي نفس السياق، أوضح بنعبد الله أنه بالموازاة مع اتصال الملك بترامب حول الإعلان الأمريكي والخطوات التي تمت إزاء إسرائيل، كان الملك حريصا على الاتصال بالرئيس الفلسطيني لتفسير أن الموقف المغربي لن يتزحزح من قضية فلسطين.

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن أن المغرب وإسرائيل اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، وذلك عقب اتصال هاتفي أجراه الملك محمد السادس، أمس الخميس، مع ترامب، تباحثا من خلاله الوضع الراهن بمنطقة الشرق الأوسط وملف الصحراء المغربية.

اقرأ أيضا: بوريطة: اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء موقف قوي وصريح.. والمغرب له وضع خاص في الصراع العربي الإسرائيلي 

وأوضح الديوان الملكي، أن الملك محمد السادس أخبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزم المغرب العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002، وتطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي.

وأضاف المصدر ذاته، أن هذا القرار يأتي “اعتبارا للدور التاريخي الذي ما فتئ يقوم به المغرب في التقريب بين شعوب المنطقة، ودعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، ونظرا للروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي، بمن فيهم الموجودين في إسرائيل، بشخص الملك”.

ووفق المصدر ذاته، فقد أكد الملك بأن “هذه التدابير لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *