سياسة

“آش كتقول هادي”.. عبارة لبرلماني تثير زوبعة بمجلس النواب وتتسبب في رفع الجلسة

مريمة بوجمعة محمد السيمو

أثارت عبارة “آش كتقول هاذي” التي وجهها البرلماني عن حزب الحركة الشعبية محمد السيمو، إلى رئيسة جلسة مجلس النواب، مريمة بوجمعة، أثناء مطالبتها له بالالتزام بموضوع المداخلة وعدم تناول موضوع آخر، زوبعة وجدلا واسعين بين النواب خلال الجلسة الأسبوعية، اليوم الإثنين، قبل أن تقرر بوجمعة رفع الجلسة لـ10 دقائق.

ففي تعقيب له على الوزير العلمي حول موضوع الاستثمار، تطرق البرلماني السيمو إلى القرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء واعتماد الولايات المتحدة خريطة جديدة للمغرب، لتقاطعه رئيسة الجلسة مريمة بوجمعة داعية إياه إلى الالتزام بموضوع التعقيب، قبل أن يعلق عليها السيمو بعبارة “آش كتقول هاذي”.

العبارة المذكورة أثارت حالة من الفوضى والصراخ داخل قاعة مجلس النواب، حيث اعتبر فريقا العدالة والتنمية والاستقلال أن العبارة فيها إساءة للمرأة ولرئاسة الجلسة، معلنان رفضهما استئناف الجلسة قبل سحب البرلماني السيمو لتلك العبارة وتقديم اعتذار رسمي لرئيسة الجلسة.

بالمقابل اعتبر الفريق الحركي والمجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، أن حرية التعبير مكفولة للبرلماني المذكور ومن حقه الإشادة بالقرار الأمريكي بخصوص ملف الصحراء، معتبرين أن الوحدة الترابية هي محل إجماع وطني، مشيرين إلى أنه ربط حديثه عن القرار الأمريكي بموضوع الاستثمار في الأقاليم الجنوبية.

شد وجذب

رئيسة الجلسة مريمة بوجمعة المنتمية لحزب العدالة والتنمية، اعتبرت أن العبارة التي قالها السيمو فيها “تقليل الاحترام للرئاسة”، مشددة على أن “الإساءة للرئاسة قد تستوجب الانسحاب من الجلسة”، متوعدة البرلماني المذكور بتوقيفه وإخراجه من الجلسة في حالة إصراره على تلك العبارة.

وقالت بوجمعة مخاطبة السيمو، “لهذه الجلسة ضوابط يجب أن تحترمها وإلا سأضطر لتطبيق مقتضيات النظام الداخلي بحذافره، فقد تجاوزت وقتك والآن تخترق الضوابط الداخلية للمجلس، ارجع إلى مقتضيات النظام الداخلي الذي ينص على أن تعقيب النواب يجب أن يكون في موضوع مداخلة الوزير”.

وتابعت قولها: “على الجميع الالتزام بالأخلاقيات والسلوكيات اللازمة وأن نخاطب بعضنا بعبارة السيد النائب”، مشيرة إلى أن “الصحراء المغربية قضية وطنية لا يمكن فيها لأحد أن يزايد على الآخر”، وفق تعبيرها.

غير أن البرلماني الحركي محمد السيمو ورئيس جماعة القصر الكبير، اتهم رئيس الجلسة بالتشويش عليه، فبعدما غادر المنصة وعاد إليها، خاطب بوجمعة بالقول: “أنا اليوم فرحان، دعني أتكلم عن قرار بلدي وملكي”، على حد تعبيره.

مطالب بتقديم اعتذار

رئيس فريق العدالة والتنمية مصطفى الإبرهيمي قال: “لا يمكننا استئناف أشغال الجلسة لأن السيمو أساء لمنصب البرلماني بعبارته، وهذه إساءة للمنصب لأنه لا يعرف ماذا يعني كرسي المؤسسة من الناحية الاعتبارية”.

وأضاف في نقطة نظام: “كان لدينا لقاء مع وزير الخارجية وكان بودنا أن كل فريق يدلي بمداخلته فيما يتعلق بالقضية الوطنية التي فيها إجماع، لكن الآن ما علاقة ما يقوله البرلماني بالموضوع التي يتحدث عنه الوزير وهو الاستثمار؟”.

من جانبه، اعتبر البرلماني عن حزب العدالة والتمية إدريس الأزمي، أن عبارة البرلماني السيمو تشكل “إهانة للمرأة ورئاسة الجلسة”، مطالبا إياه بسحبها، ومشددا على أنه لا يمكن استئناف الجلسة إلا بتقديم اعتذار رسمي إلى رئاسة الجلسة.

وقال الأزمي في نقطة نظام له، إن “قضية الصحراء المغربية عليها إجماع وطني، ولا يمكن خدمة القضية بالصراخ والعويل، بل بالمواقف الثابتة، ولا يوجد تشكيك في هذا الصدد، ونحن نعيش في دولة الحريات والحقوق ولا يمكن تكميم الأفواه”، وفق تعبيره.

بدوره، طالب رئيس الفريق الاستقلالي نور الدين مضيان، من البرلماني السيمو سحب عبارة “آش كتقول هاذي”، مخاطبا في نقطة نظام له، رئيسة الجلسة بالقول: “دفاعا عن هذه المؤسسة، من حقك تنظيم والحفاظ على سير الجلسة، ولا نسمح لأي أحد أن يحول هذه الجلسة إلى غير المواضيع المحددة”.

وفي نفس السياق، طالب فريق التجمع الدستوري من البرلماني السيمو سحب تلك العبارة، مستدركا بالقول: “لكن بالمقابل لا يمكن أن نوقف برلمانيا عن التعبير عن رأيه لأنه ربط ملف أمريكا بالاستثمار في منطقة الصحراء”.

حرية التعبير

بالمقابل، اعتبر رئيس الفريق الحركي، في نقطة نظام له، أنه “لم يسبق في جلسة للبرلمان المغربي أن قام رئيس جلسة بتوقيف برلماني أو التشويش عليه بسبب التعبير عن رأيه بكل حرية وفق ما يضمنه الدستور والإدلاء بالمواقف”، مخاطبا رئيسة الجلسة: “هذا غير مقبول وعليك أن تتراجعي عن موقفك”.

وأوضح محمد مبديع بالقول: “البرلماني عرج في مداخلته على موضوع يهمنا جميعا، لا أعرف أين الضرر في التعبير عن الموقف الأمريكي الشجاع، وقد تطرق إلى إمكانية الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، وهو ما يرتبط بموضوع الوزير، وهذه قضية تهم المغاربة جميعا وعليها إجماع وطني”.

بدوره، قال جمال بنشقرون كريمي عن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، إن النائب السيمو له “حرية التعبير المكفولة، ولرئيسة الجلسة الحق في التعقيب على النائب بعد انتهاء مداخلته وتنبيهه إلى أنه خرج عن الموضوع، لكن لا حق لك بالتدخل أثناء كلمته”، حسب قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *