وجهة نظر

أنا انكشاري لصالح الوطن

و لأننا على خطى الأب المؤسس الذي منه وُلدنا و هو الذي كان له قصب السبق في تفنيد ادعاءات المغرضين مدافعا بشراسة عن العقل ضد كهنوت البريق الشكلاني الخادع منتصرا للحجة العقلية في تقديم دفوعه لصالح العقل ضد أباطيل المرجفين.

ها نحن نعيد الروح إلى المعلم إبن رشد سليل بلاد ” أمور أكوش” و هو الحكيم الذي نجح في ضحد افتراءات الفقهاء الذين أربكوا مسيرة العقل تحت تداعيات احتكار تأويل النقل بمنطق ارتكاسي ثابت ، فجاء ” تهافث التهافث ” ردا شافيا على من اتهم الفلاسفة بالهرطقة تحت لازمة ” من تمنطق تزندق.

و أعتبر أن ما يربطنا بالعقلانية عبر الجد أبو الوليد أكبر بكثير مما يربط به دعاة البريق المنحرف عن ماهية الفهم لصالح التحريفية كمنهج سوفسطائي متخصص في تخريب جدوة العقلانية باكليشيهات الترف الفكري الزائف زيف مشروعيته الماهوية.

الأستاذ الشرقاوي إن التحليل العلمي للمواقف يسترعي لزوما التسلح بترسانة من المحددات الكمية و الكيفية منهجا و رؤية قبل إصدار ردود الفعل المتأزمة وفق نمطية ظرفية جامحة تحاول فقط تسديد الأهداف في مرمى الخصوم رغم أن اللعبة قائمة أصلا خارج الملعب، بما يجعل الحكم على المحاولة فاشلة منذ البداية، من باب كونها رد فعل متشنج حيال أسئلة قانونية واضحة وضوح ردك، الذي زاغ عن جوهر الملاحظات المسجلة في الشكل و الموضوع.

و بناء عليه يبدو لي أن التهاوي في رد إلى استعارة زخم من المصطلحات التي تمتح من “تِرمينولوجيا” التبخيس المتاح في سجلات التاريخ المحتفظة على كل آساليب الحروب الدونخيشوطية منذ معركة داحس و الغبراء، التي ما تزال أسلحتها تعتمد من لدن ذوي التحليل البيزنطي، في معرض الهروب إلى الأمام.

لقد كان الأمر هينا ويسيرا، وجعلته عسيرا وصعبا على نفسك، وبدل تركيز سيلان الحبر جوابا على الأسئلة الدقيقة، لا تتطلب في حقيق وضوحها شعبوية فجة في انتقاء واختيار اللألفاظ. تلبي فقط حاجة الكبت الحاصل في العقل الباطن لنمط جديد من مثقفي البريق المغشوش و ” لفيترينة ” و المؤثتة بخردة القيل و القال بمنطق سوريالي جامع لكل المتناقضات. وتاه المفيد و المعنى بل غاب أصلا .

و حري بي أن لا أسقط في مستنقع المناوشة رغم انزياح الشرقاوي أسلوبا و فكرا إلى ذلك ، لكني كنت في موقف المضطر غير المختار ؛ مكره أخاك لا بطل . و لكل هذا أود أن أسجل الملاحظات التالية:

الأستاذ الشرقاوي؛ كنت أرجو أن تتطبع مع المجال الذي تتواجد فيه مستفيدا مما يتيحه لك من قيم العقل العملي و مضامين الحداثة ، و بذلك كان على العالم الجديد عليك أن يؤهلك لصون ردك عن العبث، لأن أقوال الحكماء منزهة عنه. ثم الاعتراف بما سقط فيه حبر الرد من ذنب التمويه خلف اللغة الضاربة عُرض المتناقضات بدلا من الاستمرار فيها ، لكن يبدو أن الإستفادة ضعيفة رغم ما تراكم بمحيطك الجديد- الذي أبتلي بك -من قيم التحضر و المدنية .

و حرصا مني على عدم خدش قواعد التقدير ازاء أمريكا؛ دولة و مجتمع راكما كثيرا على درب الرقي و الحداثة ، فها أنا أداعب فقط ما ورد في سِفر التعقيب هجوما سافرا لا ردا شافيا.

كنت أتمنى أن تكون في وضع الأجوبة موجزا و مقنعا بمقاربة قانونية دقيقة، تقيّم ملاحظتنا بالقسطاس المستقيم ، لكنك من آسف آثرت تكرار الأسطوانة المشروخة عبر جعل الهجوم خير وسيلة للدفاع، من خلال امتطاء صهو اللغة و شطحاتها التي لا تجيد نفعا سوى ملء تمفصلات التعقيب بالمغالطات، التي تمتح شرعيتها من قنوات ” باك صاحبي ” ، عبر ترديد بعض الجمل المألوفة كدرس أول في مصوغة البوليميك السياسي ، و الغلو في الاطناب بمضمون فكري بئيس .

أستاذ ” انهاء الصراعات ” ، و أشك في أمر هذا تحت عدة مبررات ، فأنت الذي لم يستطع حسم مناقشة قانونية بسيطة – حيث تحاشيت عمدا و بهوس فكري مثخن بالعنصرية و الاحتقار بتضخم الذات بنرجسية مزجاة بكثير من الغرور المعرفي الأجوف الخروج عن محل المحاججة، و عن موضوع و محل الدعوى ، لغياب البرهان لديك ، و تجنب فضيلة الاعتراف بالخطأ و احترام آداب النقاش بالاعتدال في الأسلوب الذي يليق باحترام المخاطب و القارئ على السواء. لأن المرتجى لديك هو انتهاز الفرصة للاستعراف و استعراض عضلات اللغو المبين ، و بذلك زاغ القلم و هلك ما يسطرون .

الأستاذ الشرقاوي إن اللغة على خطى الحكي و السرد لا تتم بالتنطع دون هوادة ، و لست أشك أنك ظنون الغرور حالت دون سبر أغوار المناقشة القانونية بمقارعة الحجة بالحجة، و البرهان بالبرهان، و الدفع بالدفع ، و بالرجوع عِلما وحصرا الى مثن الدستور الأمريكي . و أجزم أنك لم تطلع يوما عليه تدقيقا ، نحن هنا و بثقة كبيرة ، و بالطبع لا تضاهي و لا تصل غروركم السفسطائي، نؤكد أننا أمعنا النظر في كل مقتضياته و مواده ، و بلغة شكسبير التي نتقنها أداء و فهما ، مع ما يضاف اليها اربع لغات أخرى ليكون في علمك أننا متمكنين نحوا و فهما .

الشرقاوي! أنا لا اجادل في شهادة جنسيتك المغربية! لأني لست من هواة التبخيس على غرارك أبدا ، و إن كانت الجنسية على ما يبدو وحسب اعتقادك مجرد ورقة و رابطة قانونية متعالية عن ماهية تمغربيت الحقيقية، كنسق هوياتي ضامن للانتماء ، بعيدا عن اساليب المتاجرة في سوق الوهم المعرفي عبر احتكار صكوك الغفران بتعجرف معرفي مبثوث عن كل شرعية ثابتة بما يزكي سلامة التأويل .

صحيح ، و لا أنكر مثلما لا أدعي يوما أن لي مؤلفات، في زمن تنامي مثقفي التسنطيحة والنقيل ، ولم أكن أزعم ذلك لِتُقْحِمَهُ اعتباطا في الرد ، لكنك تفاديت وأنت تستصغرني بذلك أن تذكر للقارئ وهو الحكم والفيصل بيننا من أي جامعة حصلت منها على شهاداتك ؟ و ما الجامعة التي تدرس فيها ؟ و كم من كتاب ألفت ! و كم من نظرية أنتجت ؟ و كم من طالب مغربي أطرت في اطفاء النزاعات؟ ، و أجزم أن لك فقط سوابق في إذكاء النزاعات و النعرات باسم ” السنطيحة ” المغشوشة.

و الدليل أنك خلقت ” من حبة قبة ” بحثا عن صنع البوز . و للأسف أهدر وقتي الثمين مع من لا شغل لديه سوى لسان سليط يكيل التهم و توزيع الشتائم ، و قد وجدت في صبري الحو ملاذك و ظالتك و كان بك كفيلا .

و للعموم أقول أنني لا أدعي المعرفة المطلقة كما يحلو أن يزعم بطل المعرفة الشكلانية من مدارس البيع و الشراء ، و نحن الأدرى و الأعلم أن من بين النخبة ، مع احترامي المسبق للشرفاء، وهم في صمت وتواضع يشتغلون، شرذمة من لصوص الكلمة ، و مرتزقة الحرف المحجوز في رفوف السرقة الفكرية، بترجمة إبداعات الغير لبناء مثون تنسب إلى كتاب الاختلاس الأدبي عبر توثيق عقد زيجة بعرف اللصوصية لإثبات النسب تفاديا لفضح عورة المرجفين من صناع الفرجة .

الشرقاوي ، لأول مرة أسمع أن الصحافة لها اختصاصا آخر وجديد، فهي وعلى لسانك الطويل تمنح الألقاب و الصفات و التصنيفات العلمية في مل مجالات الخبرة ، و لم يكن في علمي أن مصدر شواهدك الأكاديمية ، إن كانت لديك من أصلها طبعا ؟ هي من هدايا هذا الاعلام الجديد!؟ .

و للاشارة فقد بحث عنك في السجلات القديمة والحالية لخبراء الأمم المتحدة ، إسوة ببحثك عني ، و مادمت تدعي بغير حق أنك خبيرا سابقا لها ، و لم أعثر على تقرير او مشاركة موقعة باسمك ، و الأدهى أن اسمك ولو من باب الطباق غير التام غير موجود، فمن أين لك لقب مستشار الأمم المتحدة؟ !.

الأستاذ المُعَرَّفُ الشرقاوي ، أنا لست هنا نكرة على حد قولك المحرف عن قواعد الجدل المعرفي لصالح شرعنة العنف اللفظي الذي يستمد مشروعيته من ماخور الزيف القيمي لديك ، فالمنابر التي نزلت من برجها لتستضيفك اليوم، خبرناها قبلك بسنوات، في وقت كان فيه للكلمة معني وللجرأة ثمن .

و اليوم ! فهي متاحة لكل من هب ودب ، و لكل مستعد لبيع الكلمة على مقاس خط التحرير . و لك بالضبط أيها الأستاذ الخبير احدد عتبة قصيرة ، و أضرب للجمهور موعدا و أجلا قريبين، يتابعونك لمعاينة تغييرك و بلا استحياء موقف السب و الشتم، الى تزكية و مدح ومناصرة لقطر الجزيرة ، فهي ستلتحق مبتهجة و مسرورة بركب و قاطرة التطبيع ، إذ ذاك ستظهر للعيان حقيقة حربائية مواقفك ، كشف غطاؤها المستتر الحو صبري بمحض الصدفة ، فانفجرت غيضا و سبا و شتما .

الشرقاوي تشرفني كل الأوصاف القدحية التي نسبتها إلي ، و أشفع لك فالغرور مرض نفسي مزمن و ساكت لا يتفطن اليه المصاب به ، و أقبل راضيا أن أكون جندي إنكشاريا لوطني و بلدي على حد تعبيرك من أكون ماغولي همجي يحرق كل شيء في بلده، و يتخصص في صب الزيت في نار الفتنة ، بما فيه فرحة أمل الاستمرار في الوجود ، على غرار طرازك الذي يبخس جودة العلامة و الانتصار المغربيين ، وهو جوهر اختلافي معك .

ولعلمك فان دفاعي الدائم و المستميت عن التطبيق السليم للقانون هو الشباك الذي اصطادك فريسة لتعليقي، وأنت متلبس بتحميل مواد الدستور الأمريكي قراءات مغلوطة. وأنا بريء من تهم التحريض التي تطلقها زيادة في عجرفتك لتعطي انطباعا زائفا أنك على قدر عظيم من الأهمية. واسيقظ ايها الشرقاوي البعيد من أحلام سباتك، فلا أحد يبالي و يهتم بطرهاتك وخزعبلاتك، و استمر مغردا خارج السرب كما تشاء.

وعندما يتعلق الأمر بالقضية الوطنية نحن كل المغاربة ختم واحد بتعبيرك ، وقل أصناما أو قل حتى قطيعا، لا يهم، فالمغاربة كثلة واحدة وجمع واجماع واحد لا فرق في هرم الدولة آنذاك من القمة الى القاعدة .

نعم توجد استثناءات في كل البلدان، ولهذا سنوا جريمة الخيانة. ووحده القضاء المؤهل للحسم في الجريمة والعقاب، وتبقى في نظري مشكوكا في أمرك، ليست لي سلطة الاتهام التي ملكتني إياها، وأرفضها لأنني لا أنتحل الصفات، لأسطر لك المتابعة، وليست لي سلطة الحكم التي منحتها إياي لأحدد ادانة تردعك، . وكل ما أملكه هو حريتي واستقلاليتي للتعبير عن موقفي، وبدون حرج أصحح لك الأخطاء التي سقطت فيها، وأكشف التضليل الذي تمارسه، وهو في نظري فعل يرقى إلى جريمة لارتباطه بسوء قصد سوء النية في تعمدها.

الشرقاوي جريمتك، ولنقل شبهتك أنك تغتال فرحة ملايين المغاربة أمام العالم بدون رحمة، و تمعن في آلامهم لأنك تجهز عليهم بسكين غير حاد، و بتوهمك اخلاصهم للوطن تأجيرا وكراءا . فقط لأنها حرفتك ومهنتك التي تقتات منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *