أخبار الساعة

الوفي: عودة المغرب إفريقيا ستوجهه لربح رهان مملكة صاعدة

من الدلالات العميقة لحدث انضمام المغرب رسميا للاتحاد الإفريقي هو أن مسار الانضمام تحول بحنكة الديبلوماسية المغربية وبجهل خصوم المغرب من حدث عادي مسطري تقني إلى قضية استراتيجية حسمت في أعلى هيئة وهي قمة الرؤساء لهذه المنظمة التي لا تبث إلا في القضايا الاسترايجية …

فالمناورات الشرسة للخصوم خدمت المغرب وجعلته يدخل من الباب الواسع وحولت حدث قبوله من مجرد مسألة مسطرية تقنية قد لا يلتفت لها أحد حيث يتم قبول عضوية البلد المرشح تلقائيا كحق من حقوقه السيادية كبلد أفريقي، حيث لا تلعب المفوضية ورئاستها إلا دورا تقنيا في هذه المسطرة تتلخص في تلقي طلب الانضمام وتوزيعه على الدول الأعضاء وتلقي قراراتهم وإخبار الدولة المرشحة بقرار عضويته بناء على توفر الأغلبية النسبية لأصوات الدول الأعضاء ..تحول إلى حدث وانتصار ديبلوماسي جديد في حين اكتفى الخصوم بانسحابهم مولين الادبار.

فحرص رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي على امضاء قرار انضمام المغرب بقمة الرؤساء والذي أراد منه خصوم المغرب الذين يجهلون قوة المغرب إفريقيا إحداث تقييم سياسي يحرج المغرب انقلب بفعل مصداقية المغرب إلى انتصار سياسي، ففشلهم الذريع أعطى دلالة رمزية وقوة وإشعاع لطلب المغرب، لأن هذا الطلب أدرج في هيئة الرؤساء التي تبث في القضايا ذات البعد الاستراتيجي فقط، وهي بتصويتها القريب من الإجماع تمنح لهذا الحدث دلالة استراتيجية في ظرفية دقيقة وانتقالية تعيشها المنظمة سواء على المستوى الهيكلي، حيث إنها مقبلة على إصلاح هيكلي على مستوى هياكلها وعلى مستوى الأولويات التي سيشتغل عليها في المخطط الذي أجازته الدورة السابقة استراتيجية ثلاثية الرؤوس إلى 2063 المحددة في التنمية والأمن /محاربة الإرهاب وفك النزاعات المسلحة وسيكون المغرب من المرشحين للاشتغال من موقع الخبرة والتراكم والمصداقية في تدبير بعض هذه الملفات …

الحمولة الاستراتيجية لانضمام المغرب ستجعلنا في منافسة أيضا مع بلدان صاعدة ديمقراطيا في إفريقيا الشرقية وغيرها لها ثقل ووزن في الاتحاد، وهذه التنافسية تملي علينا تعزيز الإصلاح الديمقراطي والسير قدما في تعزيز النموذج المغربي في بيئة إقليمية ودولية لازالت مفتوحة على الحروب والأزمات السياسية.. انضمامنا سيوجهنا للتقدم لربح رهان مملكة صاعدة بإذن الله…