وجهة نظر

هل تتخلى البوليساريو عن وهمها وتطالب بالعودة في إطار “إن الوطن غفور رحيم”؟

نشأت جبهة ما يسمى بالبوليساريو في ظروف لم يبق لها تأثير على مستجدات الأحداث والوقائع، ولن تنفع تلك الحيل والمغامرات والأوهام في حاضر الزمان، والذكي هو الذي يغتنم الفرص والمناسبات من الواقع والواقعية وتحكيم العقل من أجل استنباط الصحيح من الباطل، وليعلم المغرر بهم أو المختطفون والمرتزقة في مخيمات تندوف، أنه لم يبق لهم أمل في المخيلات التي كانت تدور في فلك عقولهم الفارغة وهي بعيدة التحقيق و واهية الواقع ومظللة الاتجاه.

لقد انتهت المسرحية الافتراضية وعادت الأمور إلى نصابها ومجراها الطبيعي الذي آمن جميع قادة الدول العاقلون اللذين يزنون الأمور بميزان الذهب ولا يتسرعون في اتخاذ القرار حتى لا يقعوا في المحظور الذي لا طائلة ترجى منه.

واعتقد جازما أن البوليساريو كانوا يعرفون بل متيقنون بأن هذا اليوم وارد و آت لا محالة، والدليل أن البعض منهم قال أن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء ليس مفاجأة بل كان منتظرا، والقول لهم أن هناك دولا عظمى أخرى ستنحو منحى الرئيس ترامب، خصوصا أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي سيجتمعان في قريب الزمان و يـعممون الاعتراف بمغربية الصحراء.

أما وإن حاول من يدعمون البوليساريو ارتكاب حماقة عسكري ويشعلون نيران الحرب مع المغرب من أجل تحريف مسار هذا الاعتراف، أقول والله و إن وقع هذا سوف لن تكون هناك غدا دولة اسمها الجزائر وجبهة البوليساريو ودولتهم الوهمية، بل سيكونون حطبا لنار حارقة يشعلها أعداء الوحدة الترابية للمغرب، وأن المغاربة متحدون وراء جلالة الملك من طنجة إلى الكويرة ليلقنوا درسا لا ينسى للذين غرتهم العربدة والعصبية وهم غير قادرين على مواجهتها إلا وهمهم الحالك الظلام من خلال امتلاكهم لبعض صورايخ كوريا الشمالية التي تنوي تجربة هذه الصواريخ في شمال إفريقيا لأنها عاجزة عن تجربتها في أمريكا وكوريا الجنوبية، وأنها تعرف أن هذه الصواريخ لا فائدة منها أمام الطائرات الحربية F35 كما غاب عنها أن المغرب مسلح بأحسن سلاح متقدم، وان له تكنولوجيا محلية عالية القدرة للرصد والتتبع والضبط، وأنها تراقب المجال البري والجوي للعدو أينما وطأت أقدامه، لذا لا قدر الله ووقعت هذه الحرب فإن الجنود المغاربة لن يقفوا إلا ما بعد العاصمة التي أمرت بإشعال شرارات هذه الحرب، وان المغاربة قاطبة لا يسعون إلى هذه الحرب لأنهم مسالمون، مع من يتحاربون مع أشقاء لهم وأبناء مغرر بهم.

إذن العدو وهمي لذلك فإن كنتم أيها المغرر بهم أذكياء ولكم عقول تفكرون بها، استبقوا الأحداث واطلبوا العفو في إطار أن الوطن غفور رحيم وأطفئوا الشرار قبل إشعالها، أما وغن نشبت النار فإنها لن تجلب لكم إلا الشر والعار واليأس وضنك العيش إن بقيت لكم حياة.

فبلدكم الأم وإن كان غاضب عليكم فإنه لا يتخلى عنكم فأنتم الأبناء وهو الأم الحنون التي تحرم نفسها ولا تقهر أبناءها، أناشدكم الله عودوا إلى رشدكم وحكموا عقولكم ولن تندموا لأن الندامة لا تنفع، إنما الوعي والفكر الحر هو الذي ينفع ويقوي وبالتالي لا يكون صاحبه إلا رابحا، فاربحوا الوقت واربحوا أجر صلة الرحم، والله لايهدي إلا من أحبه.

أقول قولي هذا والله ولي التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *