وجهة نظر

مقال هل توقف العقل النظري للمصباح ؟

كاتب رأي

هل توقف العقل النظري الإسلامي، كما ذهب إلى ذلك المحلل الجريء بلال التليدي، ام انه خروج عن سياق جدية التحليل بسطحية المتأمل . بما يجعل احكامنا استباقية وغير مؤسسة فالاسلاميون في المغرب مازالوا في مرحلة النضج الفكري والسياسي بما يضمن لهم قدرة على إنتاج خطاب فكري يستقيم والمرحلة الراهنة التي تحتاج إلى وضوح في الرؤية وقدرة على إخراج العقل النظري من أزمته المصطنعة. حزب العدالة والتنمية اسس مرجعيته على ثوابت واضحة وقدرة على الاعتدال ، مستفيدا من تجارب جيرانه في العديد من المواقف التي أعطيت وكانت مجانبة مثل تجربة الجبهة والإخوان. نحن بحاجة إلى فهم واضح ان التجربة السياسية التي هي اجتهاد بشري بحاجة إلى أن تخرج من غطاء الأزمة إلى استثمار التجربة بما يضمن قدرة على الفهم والاستيعاب .

أزمة العقل النظري رغم أنني لا اميل إلى هذا التقسيم الغريب ، لأن عقلنا اصلا مازال طفولي التجربة والتنظير، ولذلك فنحن مازلنا لم تؤسس رؤية واضحة لمشروعنا السياسي ، ومازلنا بحاجة إلى الذي يفكر لنا برؤية القائد المنقذ ونحن بهذا مشكل عبئا على كل حال. لأننا بإخراج لغة وخطاب الزعيم ، فنحن نحكم على أنفسنا بأننا لا نفكر بل يفكر لنا وهذا ظلم قريب وهو أكثر وقعا ، ولذلك حاجتنا اليوم في أن نعيد النظر في العديد من الأمور التي تعد من المرجعية والهوية والتي لا تؤثر على انتمائنا بل هي جزء من مكوننا الفكري.كما أن طبيعة العمل السياسي المغربي له خصوصية وهي جزء من ضعف اداء نخبه السياسية .وحينما فكر العقل الإسلامي من الاقتراب والمخالطة مع هذا النسق كان يعلم أنه يحتاج إلى شجاعة المغامر التي تقدر على تقديم إجابات وقناعات العالمين في هذا العمل الذي كان اجتهادا ومغامرة.

الآن بعد هذا الوقت الذي دام أكثر من ربع قرن سيأتي جيل بعد جيل ليزيد في تجديد هذا المشروع بما يضمن استمراريته وقدرته على العطاء ومحافظته على مقومات وتميز هذا المشروع .

والعديد من القضايا الهامة التي تؤثر على تماسك المشروع تحتاج الى التدقيق والتأكيد لأنها قيم أساسية في بناء وتماسك الحزب .وأهمها مسألة الانتماء ومسألة الهوية وسؤال المرجعية وقضية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلاقات الدولية والإصلاح الدستوري.

وكما انه تبقى تجربتنا بالمقارنة مع تجربة تونس ومصر والجزائر تجربة موفقة في تقديم مشروع سياسي جديد ولكن بين تنزيل برنامج الإصلاح الشامل بما يضمن استمراريتها دون اصطدام مع رمزية النسق السياسي بالمغرب.

ولذلك بقيت مسافات موازية بين من يجعل هذا الفاعل الأخلاقي في العمل السياسي وباقي مكونات المجتمع المغربي، ولذلك تحول من فلسفة الاصطدام إلى قدرة على الاستيعاب للخصم السياسي وفهم خطابه دون الخوض في مواجهة الاستننزاف التي تجعل منه نسقا خارج السياق .

ولكن حكمة نخبته جعلته يسلم من مجموعة من الضربات والأزمات وآخرها أزمة البلوكاج السياسي والتي ظهر فيها الحزب من مؤسسة تقليدية تسير بيد شخص إلى مؤسسة المؤسسات ، وليام القطيعة مع سؤال الرمزية في المشروع السياسي لحزب العدالة والتنمية.

كما أن ابقاء على نضالية الحزب وترابط قواعده بما خلفه من عدم الرضى على موقف أظهر ظاهريا ضعف الحزب وبراغماتية قياداته السياسية في تدبير تلك الأزمة، جعل من الضروري الحفاظ على تماسك الحزب بإطلاق حوارات داخلية لتعيد تماسك قواعده بما يضمن استمراريتها دون اصطدام مع رمزية النسق السياسي بالمغرب.

كل هاته الدروس تجعل الحزب قوي بما يضمن استمراريته وتوفره على مورثات قيمية للاستمرار بقوة في ظل مؤسسة ديمقراطية حقيقية تستحضر الوثيقة الدستورية والإجماع الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *