وجهة نظر

2020.. كورونا والصحراء ورهانات التنمية!

عام ليس كالأعوام، هكذا يصف المغاربة سنة 2020، ويعتبرونها نذير شؤم، وعام حزن بامتياز؛ زحف فيه الوباء اللعين، وخطف معه آلاف المواطنين، آخرهم الوزير الأسبق محمد الوفا.

عام كورونا فرض كل شيء بمنطق الاستثناء، من تدابير استثنائية لمواجهة الفيروس، إلى إجراءات استثنائية في قطاعات التعليم، الصحة، الشغل، البرلمان.. وفي كل مرة يضع المغاربة أيديهم على قلوبهم، ولسان حالهم يردد متى ينتهي هذا الكابوس، ومتى يرجع العالم لوضعه الطبيعي.

رحل الفنّانون، والرياضيون، والسياسيون، كما رحل أطباء وعلماء وفقهاء، إنه عام الحزن الذي لا أحد يتمنى تكرار ما وقع فيه، لأنه ترك ندوبا، وخلّف جرحا عميقا، وما زالت تداعيات الجائحة تنذر بالأسوء.

وحدها معركة الصحراء المغربية خّففت الألم، وضمّدت الجراح، بعد تحرير معبر الكركرات، وتأمين حركة المرور به، وانتهاء باعتراف أمريكا بمغربية المناطق الجنوبية، وتأكيدها شرعية ارتباط الصحراء المغربية بسيادة المغرب.

انتصار في زمن الوباء، وتتويج لمسار محكوم بتموجات كثيرة؛ داخليا وخارجيا.

رهانات بحجم الجبل تنتظر الانكباب عليها في مرحلة ما بعد الوباء، منها ما هو اقتصادي، بالنظر إلى الأزمة الذي خنقت الاقتصاد الوطني، وتداعياتها على الطبقة العاملة، ما يعني ضرورة تفعيل شروط الحكامة الحقيقية للنهوض بالمقاولات، وتأمين عدالة الدعم المالي لإعادة البناء، بالإضافة إلى تجديد عنصر الثقة في القرارات، والمؤسسات، وأجراة التدابير الاجتماعية التي تستهدف الفئات المجتمعية الهشة.

مغرب ما بعد كورونا لا ينبغي أن يظل نسخة لمغرب كورونا، بل لا ينبغي أن يظل هو مغرب ما قبل كورونا، لاعتبارات كثيرة أهمها ضرورة استفادة الدولة من أخطاء الحقبة الكورونية، إن على مستوى مراجعة الأولويات، وما يخدم القطاعات الحيوية في الوطن، أو على مستوى حكامة ممارسة السلطة، بما يخدم دولة الحق والقانون خارج التعسف والشطط في استخدامها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *