سياسة

صحيفة إسبانية: المغرب قد يطالب باسترجاع سبتة ومليلية والكناري بعد حل ملف الصحراء

المغرب إسبانيا

اعتبرت جريدة “صوت غاليسيا” الإسبانية، أن المغرب قد يتجه إلى المطالبة باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى جانب جزر الكناري، بعد أن ينهي ملف الصحراء المغربية التي أحرزت فيها المملكة تقدمات كبيرة على المستوى السياسي والدبلوماسي والميداني، خلال الآونة الأخيرة.

وقالت الصحيفة الإسبانية في مقال نشرته بعنوان “الصحراء، سبتة ومليلية وماذا بعد؟”، إن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، المعروف بكونه جريئًا ولا يمكن التنبؤ بخطواته، صرح قبل أيام قليلة أن مدينتي سبتة ومليلية مغربية مثل الصحراء، لكن بلاده ليست في عجلة من أمرها لاستعادة هيمنتها، على الأقل في الوقت الحالي.

وأوضحت أن هذا تصريح العثماني كان سيكون مستبعدًا إلى حد كبير إذا لم تحفزه عدة عوامل، منها في المقام الأول الضعف الدبلوماسي الكبير لإسبانيا، إلى جانب النقص الكامل والمطلق للوزن الدولي الذي كان للجارة الشمالية للمغرب طيلة سنوات، قبل أن يزداد سوءًا نتيجة عدم الاستقرار السياسي الداخلي، وفق تعبيرها.

ولفتت إلى أن العامل الثاني الذي دفع العثماني للإدلاء بهذا التصريح، هو اعتراف الولايات المتحدة بأن الصحراء جزء من المغرب، والذي أعطى أجنحة للبلد المغاربي الوحيد الذي تمكن من الحفاظ على نظامه الملكي بدون تنازلات اجتماعية كبيرة إبان بالربيع العربي، حسب تعبير المصدر ذاته.

وترى الصحيفة ذاتها أن العامل الثالث الذي أثبت فعاليته، هو ما أسمته “غزو المهاجرين المغاربة لجزر الكناري وسبتة ومليلية”، معتبرة أن إسبانيا غير قادرة على عكس توجه ومسار المغرب في هذا الصدد.

وشددت “صوت غاليسيا” على أنه إذا لم يتم اتخاذ تدابير قوية من طرف الحكومة الإسبانية، وليس فقط طلب شروحات دبلوماسية من المغرب حول تصريحات العثماني، فإن الخطوة الموالية التي ستدعو إليها الرباط هي استرجاع  جزر الكناري، على حد تعبير الصحيفة.

وكشفت الصحيفة أن العثماني صرح في عام 2019 لوسائل الإعلام الفرنسية، أن سياسة حكومته قائمة على مبادئ واضحة مثل الدين الإسلامي، والمصلحة الوطنية والوحدة الترابية والملكية الديمقراطية والاجتماعية.

وأشارت إلى أن رئيس الحكومة المغربية حاصل على درجة الدكتوراه في الطب والطب النفسي وعلى درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تكون عائلته تنحدر من الإمبراطورية العثمانية أو على صلة بها.

وأضافت أن العثماني رجل توافق قادر على التوصل إلى اتفاقات بين ألد الخصوم السياسيين، لافتة إلى أنه مؤهل تأهيلا عاليا حيث يترأس حزب العدالة والتنمية الإسلامي منذ عام 2008، ورئيس السلطة التنفيذية بالمغرب منذ مارس 2017.

يُشار إلى أن تصريح العثماني أثار غضب الجارة الشمالية للمغرب، حيث استدعت وزارة الخارجية الإسبانية، سفيرة المملكة بمدريد، كريمة بنيعيش، على وجه السرعة لتقديم إيضاحات حول تصريحات رئيس الحكومة.

وأوضح بلاغ سابق للخارجية الإسبانية، أن وزيرة الخارجية كريستينا غالاش، أبلغت السفيرة بنيعيش أن “إسبانيا تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة ووحدة أراضي بلدنا، وطلبت منها توضيحات بشأن تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بشأن مدينتي سبتة ومليلية”.

وكان العثماني قد صرح لقناة “الشرق”، أن الجمود هو سيد الموقف حاليا وأن الموضوع ظل معلقا منذ 5 إلى 6 قرون مضت، وذلك ردا على سؤال بخصوص قضية سبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا.

وأشار العثماني إلى إمكانية أن يفتح الملف يوما ما، خصوصا بعد إنهاء ملف الصحراء الذي يعتبره أولوية، ثم بعد ذلك سيأني الدور على سبتة ومليلية، مضيفا أنها أراضي مغربية تتمسك بها المملكة كتمسكها بالصحراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *