سياسة

خبير مغربي: اقتحام الكونغرس يرقى لمحاولة انقلاب وترامب أصبح “سرطانا سياسيا”

اقتحام مبنى الكونغرس

اعتبر محمد الشرقاوي، الخبير المغربي وأستاذ تسوية النزاعات في جامعة جورج ميسون في واشنطن، أن اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمبنى الكونغرس، أمس الأربعاء، وما أسفر عن ذلك من سقوط قتلى واعتقال العشرات، هي “تراجيديا سريالية في واشنطن ترقى إلى محاولة انقلاب نفذها مناصرو ترمب”.

وقال الشرقاوي إن ترامب “أصبح ترمب سرطانا سياسيا يصعب استئصاله من جسد الديمقراطية الأمريكية”، مشيرا إلى أن اللحظة “عادت إلى حقبة المليشيات والفوضويين الخارجين عن القانون، ضمن أحلك حقب التاريخ الأمريكي”، وفق تعبيره.

وأشار الشرقاوي في مقال له بعنوان “عندما يطلق الرئيس ترمب الرصاص على قدمه” نشره على حسابه بموقع فيسبوك، إلى أن أنصار ترامب تمكنوا من نسف الجلسة المشتركة لمجلس النواب والشيوخ لإقرار نتائج المجمع الانتخابي في الولايات الخمسين لصالح بايدن.

وأوضح أن ترامب خطب في تجمع لمؤيديه أمام البيت الأبيض في الحادية عشرة صباحا، لاستنهاض الهمم لإيقاف ما يلوح بأنه “سرقة” نتائج الانتخابات، ويأجج مشاعرهم للتوجه إلى مبنى الكابتول حيث مقر الكونغرس، وبعد ساعتين حدث الهجوم على مكاتب الكونغرس، معتبرا أن ترامب “بمثابة نيرون يحرق روما بكل عبثية”.

ويرى الشرقاوي، وهو باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات وعضو سابق في لجنة الخبراء في الأمم المتحدة، أنه “لحسن الحظ، تم الاحتفاظ بصناديق المجامع الانتخابية في الولايات الخمسين، ولو تعرض بعضها للتلف تحت زحمة الوقت وتشنج الأعصاب، لكان ترمب سيحولها إلى “نكبة” سياسية تعزز ادعائه بشأن سرقة الانتخابات”.

وأضاف أن أمس الأربعاء كان “يوما غير أمريكي على الإطلاق، وكاد الموقف الدرامي أن يكتمل لو ركب “قذافي أمريكا” سيارته المكشوفة وهتف في مؤيديه “زنگة، زنگة، مكتب، مكتب”، لافتا إلى أن أعضاء الكونغرس ومساعدوهم اضطروا للاختباء أو الفرار من الموقع تحت حماية الشرطة أثناء الاقتحام.

وتابع قوله: “مع ذلك، لم تسلم أمريكا من بهلوانيات ترمب ومشاكساته. فقررت شركة توتير منعه من نشر أي تغريدات لمدة اثنتي عشرة ساعة، تحسبا لما قد يزيده في أجواء الاحتقان والتحريض وافتعال أزمات إضافية”.

وقال: “هو الأربعاء الأسود في تدني ديمقراطية أمريكا لم تصل دركا أسفلا من قبل بفضل لعنة نفوذ ترامب وخطاب الاستقطاب للجماعات اليمينية والمتطرفة ومن يعتدون بأنهم “القوة البيضاء”.

اقتحام مبنى الكونغرس

ولفت إلى أن القنوات الإعلامية تناولت الحادث بشتى أوصاف العنف السياسي، ولم تجرأ أي منصة إعلامية على وصفه بأنه “إرهاب داخلي” بالنظر إلى أنه ينطوي على الترهيب ونشر الذعر بين المواطنين ومنهم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

واعتبر أن ذلك عبارة عن “لباقة سياسية مفتعلة لأن جميع تعريفات الإرهاب المتداولة، ولدينا 109 تعريف تشير إلى عنصر الذعر والترهيب. ولو قام شخص عربي أو مسلم واحد بنسبة 1٪؜ مما حدث اليوم، لانتشر خطاب “الإرهاب” بشكل تلقائي”.

وذكر المتحدث ما نشره في تدوينة له يوم 30 غشت الماضي بعنوان ” كيف تدخل أمريكا لحظتها الأكثر احتراقًا؟”، حين قال إن خسارة الرئيس ترمب التي استشرفها في انتخابات الرئاسة “ستنذر بانزلاقات قد تكون متهاونة في السياسة الخارجية الأمريكية خلال الفترة المتبقية من رئاسته حتى العشرين من يناير المقبل”.

وأردف بالقول: “لم يخفت قط مستوى التوجس لديّ مما قد تصل إليه الترمبية في مراوغاتها ومجازفاتها من أجل تفادي الهزيمة أمام المرشح الديمقراطي بادين. ومن المؤكّد أنّ تضخّم الأنا لدى ترمب لن يقبل أن يكون رئيس فترة واحدة فقط، وهي بمثابة مسبّة في القاموس الرئاسي الأمريكي منذ حقبتيْ جيمي كارتر وجورج بوش الأب”.

اقتحام مبنى الكونغرس

انتهى تمرد أنصار ترمب وهجومهم على مبنى الكونغرس، يضيف الشرقاوي، “وبعد أقل من ستّ ساعات، عاد أعضاء الكونغرس لاستئناف مداولاتهم بشأن إقرار نتائج الانتخابات. ويبدو أن قيادات الحزب الجمهوري قد أعادت النظر في ما تسعى إليه مجموعة الـ12 في مجلس الشيوخ بزعامة السناتور تيد كروز في تدبير ما قد يرقى إلى انقلاب ناعم بتوقيع مذكرة جماعية للطعن في نتائح ولاية أريزونا”.

وخلص الخبير المغربي إلى أن ترمب كان يعوّل على حليفه السابق ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، بل ومارس ضغوطا على نائبه مايك بنس أيضا، لكن بدا السناتور ماكونيل ونائب الرئيس بنس ملتزمين ببنود الدستور، وصمما في خطبهما هذا المساء على أن يجسدا أنهما حماة الدستور وحماة الديمقراطية الأمريكية بما لا يدع أي نواة أمل صغير لدى ترمب أنه قد يظل في البيت الأبيض بعد منتصف العشرين من الشهر الجاري.

وهكذا تصحح أمريكا مسارها السياسي بذاتها بقوة الدستور ومتانة المؤسسات وحكمة العقلاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يقول أستاذ تسوية النزاعات في جامعة جورج ميسون في واشنطن.

وأمس الأربعاء، وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهد مبنى الكونغرس، اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا المبنى، حيث جاء الاقتحام أثناء انعقاد جلسة للكونغرس للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية وتأكيد اسم الرئيس الفائز ونائبه.

اقتحام مبنى الكونغرس

وأعلن رئيس شرطة واشنطن، عن مصرع 4 أشخاص واعتقال 52 آخرين خلال الاحتجاجات والاقتحامات التي شهدها مبنى الكونغرس، من بينهم شابة قُتلت جراء إطلاق نار، فيما تم تعليق اجتماع أعضاء الكونغرس لنحو 6 ساعات، قبل استئنافه لاحقا، مع نشر قوات الحرس الوطني وفرض حظر تجوال ليلي بواشنطن.

وفي تعليق له على الأحداث الدامية، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أن اقتحام مبنى الكونغرس من جانب مناصريه جاء نتيجة تجريد من وصفهم بـ”الوطنيين العظماء” من الفوز بالانتخابات.

وقال ترامب عبر “تويتر”: “هذه الأحداث تقع عندما يجرد الوطنيون العظماء، الذين عوملوا بطريقة سيئة وغير عادلة لوقت طويل، من فوز ساحق ومقدس بطريقة وحشية وغير قانونية”، مخاطبا مناصريه: “اذهبوا إلى منازلكم بحب وسلام، وتذكروا هذا اليوم إلى الأبد”.

وصادق الكونغرس الأميركي في جلسة مشتركة لمجلسيه، صباح اليوم الخميس، رسميا على فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

اقتحام مبنى الكونغرس

اقتحام مبنى الكونغرس

اقتحام مبنى الكونغرس

اقتحام مبنى الكونغرس

اقتحام مبنى الكونغرس

اقتحام مبنى الكونغرس

اقتحام مبنى الكونغرس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *