خارج الحدود، مغاربة العالم

صباح .. مغربية خطفت أنظار الهولنديين بإطعامها لليتامى والمشردين

تعمل صباح الخمليشي، مغربية ناهز عمرها الستين سنة، وتقيم بالديار الهولندية رفقة أسرتها، على إعداد طنجرات من الحجم الكبير من الأغذية بالمجان، لفائدة المشردين، ولإحدى دور الأيتام بحي Indische buurt، ضواحي العاصمة أمستردام.

السيدة صباح، احتلت واجهة الأحداث، وأعدت إحدى الجرائد المحلية ربورطاجا حول حياتها، وتفرغها للعمل الخيري، وقالت عنها بأنها عاشت ذكرى أليمة في حياتها، ويتعلق الأمر بحادثة سير خطيرة.

ولنسيان ذلك، تعمل صباح بشكل يومي في العمل الخيري، من خلال إعداد وجبات مجانية، تقوم بتوزيعها على دور الأيتام، وعلى المشردين، خاصة خلال هذه الفترة التي تزامنت مع جائحة كوفيد19.

في كل صبيحة، تقوم السيدة صباح الخمليشي بإعداد “طنجرتين” كبيرتين، ومع توالي الأيام وانتشار الخبر بين الساكنة، اضطرت إضافة “طنجرة” ثالثة، حتى تلبي طلبات المحتاجين الذين يقصدونها للحصول على الطعام.

وعن حياتها الشخصية، تحدثت الجريدة، عن زواجها الأول، والذي انتهى بوفاة زوجها متأثرا بمرض السرطان، وأنجبت معه أربعة أبناء، وبعد مرور مدة تزوجت للمرة الثانية، وانتقلت للعيش في بلدة جنوب العاصمة أمستردام، وأنجبت ثلاثة أبناء مع زوجها الثاني.

وفي إحدى رحلات العودة إلى المغرب سنة 2000، وقعت حادثة سير خطيرة لأسرتها التي كانت تتكون من تسعة أفراد، وفقدت طفلتين، وعاشت بسببها فترات عصيبة، وقررت الانفصال عن زوجها، وتعيش اليوم على الذكرى الأليمة لتلك الحادثة.

تقول صباح الخمليشي: “بقائي في المنزل جعلني أفكر كثيرا في الحادثة، ولذلك قررت التفرغ للعمل الخيري، وإعداد الأكل للمحتاجين، وفعلا وجدت أنني أنسى في كل مرة أقف فيها في المطبخ الواقعة الأليمة”.

بقيت صباح الخمليشي تعيش في وحدة قاتلة، إلى أن التقت بالفاعلة الجمعوية وردة المرابط، وهي عضوة نشيطة بجمعية Life & Style، وفي شهادة لها، تقول وردة: “صباح نموذج مثالي للمرأة المتطوعة، حيوية ونشاط دائم، تعرف خبايا المطبخ والطبخ”.

وأطلقت الجريدة نداء لكل المحسنين، لمساعدة صباح الخمليشي اليوم على اقتناء دراجة ثلاثية العجلات، والتي ستمكنها من نقل طنجراتها الكبيرة، مرة واحدة لمراكز اليتام، وحتى في جولاتها لتوزيع الاكل على المشردين والمتخلى عنهم بمدينتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *