وجهة نظر

السفير الأمريكي بالمغرب وكلمة الوداع

أثناء انتهاء مهمة السفير الأمريكي دافيد فيشير بالمغرب، أكد في كلمة الوداع على تشكراته لجلالة الملك الذي طور الصداقة الأمريكية المغربية، على أسس شراكة دائمة بين البلدين. معرجا على خصوصية المملكة المغربية المتصفة بجمالية متنوعة، والكرم المتميز عالميا.

مذكرا بالصداقة التاريخية التي جمعت البلدين على ممر التاريخ. مؤكدا على أن الشراكة بين البلدين أصبحت قوية جدا بالمقارنة بالماضي، وستتقوى في المستقبل. مبرزا أن مستقبل البلدين بين أيادي آمنة. لأنها تأكدت وترسخت. وأصبح كل طرف مقتنعا بالآخر.

وهو على ثقة بأن الرئيس الأمريكي الجديد جوبايدن سيعمل على تعيين الرجل المناسب لإتمام هذه العلاقة المتميزة. والتي ستحيي الأبعاد التاريخية التي عمرت أكثر من قرنيين.

إن الوكالة الأمريكية للتنمية، وضعت أكثر من 9.5 مليون دولار لمساعدة المغرب في مواجهة جائحة كورونا. أما على المستوى الأمني فالتنسيق بين البلدين أخذ أبعادا متقدمة، ومتقاربة. والمؤشر هو التوقيع الذي تم في أكتوبر من سنة 2020 بين البلدين والذي اعتبر خريطة الطريق لعشر سنوات ترمز للدفاع على الشراكة الاستراتيجية الأبعاد.

كما عرج السيد السفير على التعاون الثنائي بين البلدين تربويا وثقافيا في إطار الإنصاف للذاكرة الوطنية. والحماية من السرقة والإتلاف. باعتبارأن الثقافة المغربية غنية ومتنوعة، ويجب أن يعيش جيل المستقبل هذا الاشعاع الثقافي في شموليته.

واعتبر السيد السفير أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وسيادته الكاملة والشاملة على مناطقه الجنوبية نتيجة طبيعية لمسلسل متطور، لأن الإدارة الأمريكية كانت دوما تومن بحل سياسي لقضية الصحراء. وأدخلت المغرب في برامج الدعم والمساعدة. في إطار التنمية الطبيعية. والأطراف كلها مرتاحة لهذه النتيجة.

ويفتخر السيد فيشير بكونه أول سفير زار الصحراء المغربية. بعد التغيير رسميا للخريطة المغربية من قبل الإدارة الأمريكية لتعزيز السيادة الكاملة على أراضيه. وتحديد الحدود الحقيقية للدولة المغربية. في إطار الوحدة والسيادة الساكنة في قلوب جميع المغاربة.

كما أكد على مشروع الحكم الذاتي، وستعمل الإدارة الأمريكية مع الأمم المتحدة والأطراف المعنية من أجل الوصول إلى نتائج فاصلة ونهائية.

والدول الأوربية مقتنعة بأن الويات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل طي هذا الملف نهائيا. وهناك مسلسل يجب أن يستمر في هذا الاتجاه. معرجا في آخر كلمته على الصراع القائم بين إسرائيل وفلسطين، والذي يجب أن يحل بفطنة وذكاء وبلمسات ناعمة. في إطار إقامة دولتين، وللمغرب دول فعال في هذا المجال، وهذا ما تدعو له أغلبية الدول وعلى رأسها الدولة المغربية. وسنساند الأمم المتحدة في هذا الاتجاه. كما أكد على ذلك السفير المنتهية مهمته بالمملكة المغربية.

السؤال الجوهري: كيف ستتعامل الإدارة الجديدة التي يقودها الرئيس الأمريكي الجديد جو بيدان؟ لقد أكد الرئيس الجديد على وحدة أمريكا ولا يمكن إلا أن يدعم كل الدول التي تنشد الوحدة والاستقرار. والانتقال المرن من مرحلة إلى أخرى. خاصة في مرحلة دقيقة جدا يغلب عليها مواجهة وباء صحي خطير شغل الناس والطبيعة والمجتمع. وما ترتب عن ذلك من تداعيات على جميع المستويات. إنه كوفيد.19.

ولا شك ان الرئيس الأمريكي الجديد سيعمل على جمع الشمل وتوحيد الصف بعد الوقائع التي تمت بالبرلمان الأمريكي من قبل أنصار الرئيس السابق ترامب. ومن تم إن الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى انتقال سلس للسلطة يجب عليها أن تكون في مقدمة المدافعين على السيادة الوطنية لكل بلد في العالم حتى نضمن العيش المشترك للجميع في ظل معركة وبائية لا يدري العالم نهايتها. إذن مزيدا من الوحدة والمصالحة في العالم.

إن الولايات المتحدة اليوم في علاقتها مع المغرب يجب أن تعمل على إتمام مقتضيات الشراكة الاستراتيجية التي تشهد عليها السنون تلو السنين. واليوم تعيش البلدان لحظات دبلوماسية جديدة ومتطورة، لها انعكاسات عميقة على إفريقيا وخاصة المنطقة المغاربية والساحل جنوب الصحراء. مما سيتولد عنها قفزة نوعية للتنمية وإبراز الكفاءات، واستثمار الفرص.

ونؤكد أخيرا على أن المغرب متشبت بوحدته الترابية وسيادته على مناطقه الجنوبية، ويطرح مشروع الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية. والإعلان عن فتح قنصليات بالعيون والداخلة وتأييد أكثر من 70 دولة ما قام به المغرب بمعبر الكركرات واعتراف مجموعة من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بمشروع الحكم الذاتي والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء كل هذا وغيره مؤشر على مصداقية المغرب في طرحه للمشروع.

ونتمنى أن تنهي الأمم المتحدة هذا المشكل خاصة وأن الظروف متاحة اليوم أكثر من الماضي. وما تقوم به الجزائر من تدليس مستغلة الاتحاد الافريقي مع جنوب إفريقيا ما هو إلا هراء ولعب الكل أصبح يدركه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *