مجتمع

العمق تكشف خلفيات تشريد 120 عاملا بأرفود وصفقة بن لادن

بعد نشر جريدة “العمق” لخبر تشريد 120 عاملا وعاملة بأرفود، تعود جريدة العمق المغربي لكشف مزيد من التفاصيل حول هذه الملف، والذي توصلت الجريدة بمعطيات جديدة حوله، بالإضافة إلى شهادة لطرفين والوثائق المبرمة بينهما.

وفي السياق ذاته، استنكر ماهر الرويسي مستثمر تونسي، ما قام به “ع بح”، مدير “GIE” ذات النفع الاقتصادي العام بأرفود، من خرق للعقد المبرم بينهما، ومن تشويه للسمعة بين أبناء المدينة، وطرده من السكن، الذي اتفقا عليه منذ سريان الاتفاق، بوجود الشهود حسب قول ماهر المريسي، فيما نفى “ع بح”، كل كل التهامات التي وجهها وجهه له الرويسي ما صرح به الرويسي لـ “العمق”، كل التهامات التي وجهها له الرويسي.

وتعود تفاصيل مشكل القضية، منذ انتخابات 7 أكتوبر، حيث رفض المستثمر التونسي “م هـ”، أن يتحدث باسمه في الانتخابات وعلى أن مرشح حزب الاستقلال،  بالمنطقة هو من أتى به، للاستثمار بالمنطقة في مجال التمور، يقول الرويسي في اتصال هاتفي بجريدة “العمق”. وأضاف أن “ع بح”، قام بطردهم من فندقه، بعدما كان الاتفاق توفير السكن والمأكل والتنقل، الأمر الذي أخلفه “ع بح”، يضيف الرويسي، وهو ما نفاه “ع بح” في اتصال هاتفي الخميس 12يناير، وقال إن الأمر كان مجرد سوء تفاهم بين الطرفين، وأن المياه عادت لمجاريها.

دراسة المشروع

تعد تونس من بين أبرز الدول التي يشهد لها في إنتاج وتعليب التمور، وقد عمل المستثمر “م ر” على القيام بداراسة امتدت زهاء سنة من البحث والدراسة، بمنطقة تافيلالت أرفود، التي تعد من الواحات الأكثر إنتاجا للتمور وأجودها بالمغرب، وحيث إن له خبرة في هذا المجال عمل على البحث عن شراكة مع أحد المستثمرين بأرفود.

وضع اتفاق شراكة

 اتفق الطرفان على عقد شراكة بين المجموعة ذات النفع الاقتصادي ضفة زيز في شخص رئيسها، وشركة admbel sarl  الممثلة في شخص مسيرها القانوني، واتفقا على مجموعة من البنود نورد بعضها، والتفاصيل ضمن الوثائق الواردة بالمقال أدناه.

الطرف الثاني ( شركة أدمبيل) تثمين التمور عبر الإشراف على عملية التلفيف والتخزين، واقتناء كافة منتوج الطرف الأول “GIE”  من التمر، وتفير وحدة التبريد والتعليب المتواجدة بجماعة عرب الصباح غريس التابعة له وبكل مصاريف التخزين وتوفير الموارد البشرية اللازمة لذلك، توفير منتوج أعضائه من التمور حيث يتم تحديد سياسة التسعير ومعايير الجودة من طرف لجنة مكومة من رئيس المجموعة، ورئيس لجنة التسويق ومدير الوحدة وممثل الطرف الثاني، مع الأخذ بعين العتبار عدم لاتباين مع ثمن السوق وقبول الطرف الثاني لجودة التمور، وبيع جميع منتوج المجموعة من التمور للطرف الثاني.

الطرف الثاني يلتزم بالإشراف الفني على جميع الخدمات التي تنجز داخل وحدة التخزين والتبريد كما انه يلتزم بالإشراف التأطيري لأعضاء المجموعة في مجال انتاج التمور.

عقد شراكة مع المستثمر بن لادن

عد العقد الذي تم إبرامه مع المستثمر بن لادن، كأول عقد من نوعه في المغرب، في مجال إنتاج وتعليب الثمور، والذي قدر بـ 3 مليارات و37 مليون درهم، وتم الاتفاق على تقديم بن لادن ما مجموعه 1000 طن من التمور، حيث قدم بن لادن 600 مليون للرويسي كدفعة أولى.

انتخابات 7 أكتوبر وبداية الخلاف

بعد البداية شبه المتعثر كما صرح  ماهر الرويسي لجريدة “العمق”، عمل  رئيس “GIE”، على استغلالنا في حملته الانتخابية، وذلك بالقول أنه من جاء بنا كمستثمرين للمنطقة، إلا أنه ومع أن القانون يمنعنا أصلا من ممارسة السياسة داخل المغرب، فقد قمت ووضحت الأمر أمام الجموع التي كانت حاضرة، حيث قلت بأنني لم آت من أجل السياسة، وأنا هنا كمستثمر لم يأت بأحد.

الأمر الذي لم يتقبله “ع بح”، يضيف ماهر الرويس، للعمق، وهو ما جعله يطردنا من فندقه الذي كنا نقيم به، وسحب السيارة المقدمة لنا، وكان هذا أول خرق للاتفاق، حيث كان المتفق عليه توفير النقل والسكن والمأكل، وكنا في وضع حينها لا نحسد عليه، يضيف الرويسي، وما دام الاتفاق كان شفهيا ولم نكتبه كان الأمر صعب جدا، إلا أن الشهود الذين كانوا حاضرين حينها، تدخلوا وتم حل الأمر بعدها بصلح ودي بيننا.

تشويه السمعة وسحب السيارة الثانية

ومما زاد الطين بلة يقول الرويسي، متحسرا في تصريحه ل “العمق”، لم يكتف السيد “ع بح” بكل ما فعله بنا، بل بدأ بتشويه سمعتنا لدى جميع أبناء الساكنة، وذلك بخلق الأكاذيب، الأمر الذي نفاه “ع بح” في اتصال هاتفي مع جريدة “العمق”، الخميس 12 يناير، وقال الرويسي، إن “ع بح” أراد توريطنا مع الشرطة، حيث أوقفنا شرطي مرة ونحن نسير في الشارع الرئيسي لأرفود، وقال بأن السيارة مسروقة، وصاحبها وضع شكاية لدى السلطات، وبعدما اتجهنا لمخفر الشرطة، تفاجأنا بعدم وجود أي شركة، ولما سئل الشرطي عن من أخبره بتوقيف السيارة، قال لرئيسه بأنه جاءه هاتف فقام بتوقيفها، حيث أوقفنا بسيارة عادية، الأمر الذي نفاه “ع بح” في الاتصال ذاته، وقال بأنه الأمر لا يستحق الحديث عنه أصلا.

منع إخراج التمور

وفي عمل مفاجئ فاق كل التوقعات، يقول الرويسي، قام “ع بح”، بإغلاق وحدة التبريد وتغيير أقفالها، ومنعنا من إخراج التمور التي أخذ ثمنها وليس له الحق، في إغلاقها، وذلك بعدما أخبرناه بأننا نحتاج إلى وحدة تبريد جديدة لأن الوحدة الخاصة به لم تعد كافية، وأننا سنكتري وحدة ثانية بالريصاني (تبعد على أرفود ب20 كلم)، وهي تعمل الآن ويعمل بها أزيد من 100 عامل، وثان بأوفوس (تبعد على أرفود ب 35 كلم)، وفي اتصال ب “عبد البر بلحسان” حول الاتهامات التي اتهمه بها الرويسي، وما أكده أمين المال ل “GIE”، في اتصال ب”العمق” أكد عبر البر بلحسان، بأنه قام بإقفال وحدة التبريد، وأن ذلك كان من أجل إعادة عد التمور الموجودة بوحدة التبريد وليس غير ذلك.

تسليم 50 مليون

وأبرز الرويسي في اتصاله ب “العمق” أنه سلم ما قدره 50 مليون سنتيم لـ عبد البر بلحسان، لأجل تقديم قيمتها كثمر، إلا أنه ولحد الساعة لم يقدما لنا شيء، وأنه قام –عبد البر بلحسان- باقتراض 66 مليون باسم “GIE”، لذات الأمر أي تسليمها لنا كثمور كما نص الاتفاق، إلا أنه لم يقدم لنا إلا ما قيمته 18 مليون سنتيم، وأضاف الرويسي، أن عبد البر بلحسان ، وضع “GIE”، في وضع محرج، بعدما اقترض من البنك 400 مليون سنتيم، من أجل استخلاص العمال، الأمر الذي لم يفعله، ونحن من تكلف باستخلاصهم جميعا، وجلب صناديق وآلات من أجل العمل بها، إلا أنه لم يفعل شيء من كل هذا.

تشريد 120 عاملا وعاملة

وتسبب خرق الاتفاق المبرم، بين “GIE” ذات النفع الاقتصادي العام التي يرأسها عبد البر بلحسان، وتضم 34 جمعية وتعاونية مهتمة بإنتاج وتعليب التمور، وماهر الرويسي، وذلك بعد حوالي 6 أشهر من وضع الاتفاق يقول الرويسي، في تصريح “العمق”، في تشريد 120 عاملا وعاملا، كانوا يعيلون أسرهم، حيث كانوا يشتغلون معنا في تثمين وتعليب التمور.