سياسة

الربيع العربي.. الشنقيطي: هل يكون المغرب نموذجا لملكية يحتدى بها عربيا؟

قال المحلل السياسي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، إن الأنظمة العربية لم تهتم بالنمودج الإصلاحي الوقائي الذي عرفته بريطانيا عام 1688، باستثناء المحاولة التي بدأت في المغرب عام 2011.

وأوضح الشنقيطي، في مؤتمر للمجلس العربي حول الربيع العربي، إن “التغيير قادم، لكن هناك تحدي الزمن والثمن؛ ماهو الثمن الذي سيكلفه التغيير وكم من الوقت سيأخذ”.

واعتبر أن نموذج الثروة الإنجليزية “من أكبر الثورات التي غيرت وجه التاريج؛ منهج يمثل النموذج الإصلاحي الوقائي أو التلاقي بين الحكام والمحكومين في وسط الطريق ويكون الكل رابحا”.

واسترسل بأن الإصلاح الوقائي هو الذي حصل عام 1688 عندما قبلت الملكية في بريطانيا بمطالب الشعب ومطالب البرلمان وتحولت إلى ملكية دستورية، فنجحت الأسرة المالكة في الحفاظ على مكانتها ومجدها وأملاكها ونجح الشعب في الحصول على الكرامة والحرية وإدارة الشأن العام”.

وأشار إلى أن هذا النموذج اتبعته العشرات من الدول من الملكيات الدستورية الموجودة اليوم من كندا إلى ماليزيا، لكن لم تهتم به الدول العربية باستثناء المحاولة التي بدأت في المغرب عام 2011.

واعتبر أن ما يجري في المغرب منذ 2011، “محاولة مازال من الصعب اليوم الحكم على ثمارها، ليس من الواضح حتى الآن هل تنتهي باحتواء المخزن لمطالب الشعب أم تحقيق مصالحة حقيقية وأرضية مشتركة يفوز بها الطرفان، ويكون المغرب نموذجا للملكيات العربية يحتدى بها”.

وتحدث الشنقيطي أيضا عن نموذج الثورة الفرنسية، الذي وصفه بـ”الطريق الطويل في استنزاف الذات”، حيث استمرت الثورة الفرنسية 81 عاما في مسار دموي أليم، هذا المسار الأليم المستنزف للذات بدأ في سوريا وليبيا واليمن”.

وخلص إلى أن هذا المسار الدموي “سببه هو الثورة المضادة، هذه الاخيرة هي التي تحول الثورة من مسار إصلاحي منطقي إلى مواجهة هوجاء”.

“والذي يدرس الثورة المضادة الفرنسية يجدها نسخة طبق الأصل للثورة المضادة العربية”، يضيف الشنقيطي “متحزبون للنظام الملكي البائد، ومنفيون من رجالات النظام القديم، وملكيات أوروبية محيطة بفرنسا يصيبها الهلع، وثوار منقلبون على الثورة بعد ما لم تحقق لهم مطالبهم الأنانية”.

وتابع “كلهم يقفون صفا واحدا من أجل وأد الثورة.. وساعدهم على هذا الشطط الايديولوجي عند بعض الثوار وضعف خبرتهم”، داعيا إلى الاعتبار بهذا الدرس والبحث عن مخارج”.

وحسب الشنقيطي فإن الثورة المضادة تؤدي إلى ظاهرتين: الأولى هي “اغتيال الاعتدال”، أي توقيف المسار الإصلاحي للثورة وتحولها إلى راديكالية، والظاهرة الثانية هي “استيراد الثورة”، فالدول التي تحاول إيقاف الثورة في دول أخرى ينتهي بها المطاف إلى استيراد الثورة.

وقال إن أمام الثورات العربية ثلاثة مسارات، إما مسار استمرار الحرب المفتوحة لعقود و”هو اليم وخطير على المنطقة والعالم”، أو المسار الإصلاحي الوقائي، أو مسار “الانقلابات العسكرية الديمقراطية؛ وهو انحياز الجيوش للشعوب كما حدث في البرتغال عام 1976 وفي السودان 1985”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *