منتدى العمق

واقع الزواج

حين تستعدُّ للزواج…أي أنَّكَ ـ بفضل الله عز وجلَّ ـ تتوفر على عمل ولديك سكن، وباستطاعتك أن تُعيل أسرة صغيرة، فأنتَ في هذه اللحظة تبحث عن الإنسانة التي ستليقُ بك.

فمن الرجال مثلا من يضعُ الكرة في يد أسرته وهي تتكفل بالبحث ومنهم من يختارُ لنفسه.

ومنهم من يتكل على الله بعينين مغمضتين…فكل واحد له فكرته الخاصة به.

وفي الحقيقة، هناك فقط ثلاثة أنواع من النساء دون الحديث عن الأرامل والمطلقات لأن القليل من يرغب فيهن إلا إن كان ينتظر أن ينفقن عليه.

قُلنا أن هناك الفتاة المتدينة والفتاة العصرية -يتضارب فكرها بين الدين والعولمة -والفتاة المتحررة- في صورة غربية-
إذن، هنا يبقى عليك أن تختار من بين هذه الأنواع الثلاثة.

بالفعل هناك الكثير من الإشكاليات وأنتَ لوحدك تستطيع الاقتناع، بحيث لن يرغمك أحد.

ففي بعض الأحيان تتدخل الأسرة وتختارُ لك شريكة الحياة ولكن لا تنسَ أن هذا يستتبع مشاكل لا حلول لها إن كنتَ ستسكن أنتَ وزوجتك مع الأسرة. فغالبا ما تلجأ الأسر إلى فتيات يعرفن أنهن لن يرضين بالعيش تحت أوامر الأسرة، فتكون أنتَ مضطرا للرحيل والابتعاد. وهذا الأمر ينتج عنه مشاكل الكراء وتقزيم دخلك.

وفي بعض الأحيان يختار الرجل شريكة حياته لكن الأسرة ترفضها، فيضطر كذلك إلى اعتزال أسرته فتبدأ بينه وبينها مشاكل كذلك لا تنتهي.

المهم هو أن هناك دائما ثغرة لا يمكن تجنبها.فإن تزوجت فقيرة فمشكل، وإن تزوجتَ ميسورة فمشكلين.

هذا موضوع شاق لكننا سنخرج بنتجة ولو صغيرة.

فالشخص العصري ولو أنه يؤمن بالله ويصلي إلا أنه ينجرف في الكثير من الأحيان مع الشهوات. وكم من شخص تجده أصبح مؤمنا متشددا وينسى ماضيه الذي قضاهُ في المعاصي والمنكرات. وكم من فتاة تحصنت لكنها قد قامت من قبل بالخطايا.

إذن هذا الشخص العصري لا يفكر بتاتا في الزواج من متدينة مُحجبة. لماذا؟…سؤال صعب. لا أستطيع الجواب عليه. ربما لأن إيمانه ضعيف.

فهو إذن يبحث عن شيء غير محجوب عن النظر. يريد أن يرى تقاسيم الفتاة ولو أن هناك أخوات بالحجاب لايغطين وجوههن إلا أن الكثير من الرجال لا يجرؤون على اختيار هذا النوع. وأغلبُ من يتزوج بهذا النوع من النساء هم أولئك المتدينون المتشددون.

وهذا ما ألاحظه كثيرا وكم أحب أن تشرح لنا أخت محجبة نظرتها لهذا الشخص العصري حتى نزداد معرفة. نحن في هذا المقال تركنا الإغراءَات المادية، وننظر إلى الزواج العادي.

فهذا الشخص العصري حين يبحث، فهو في قرارة نفسه يعرف أن تلك الفتاة التي سيختار قد مرتْ ولو مرة في حياتها من تجربة عاطفية ونحن نعرف أن التجربة العاطفية لن تقتصر فقط على الرسائل الغرامية بل تتعداها إلى ما نعرف. إذن،فهو لن يدَّعي بأنه تزوج من إنسانة عفيفة،فكما يقول الشاعر: لكل شيء إذا ا تمَّ نقصانُ.

يبدو إذن أن هذه المسألة مفروغ منها أي أنك تتزوج حبيبة رجل سابق وآخر قد يتزوج بحبيبتك. هذه معادلة منطقية في عصرنا الحالي. فالفتيات العصريات توجد هذه الغريزة في طبعهن أي أنهن يُقِمن علاقات قبل الزواج لكنهن بعد الزواج قد يصلحن ويقنتن…ربما.

ولكن هناك من يختار ذلك النوع من الفتيات المتحررات بشكل مطلق. وفي أغلب الأحيان تكون هذه الفتيات ذوات حسن وجمال وأناقة ومتطلبات. المهم هو يضحي بكل شيء من أجل ذلك الجمال الذي يفتنه.

ما سنستنتجه من هذا المقال هو أن من يتزوج هو من يفرض على نفسه تلك الزوجة بذلك الشكل، وليس لأحد غيره أن يقنعه بالعكس.

فأنتَ ترى في إنسانة أنها لا تصلح للزواج وهو قد يرى بأن تلك الإنسانة هي حلمُ حياته، فهذا أمر عادي. وكم من شخص مثلا يتهكم على الآخرين لأنهم تزوجوا بنساء لسن في المستوى، لكنك قد تجد أن زوجته مثلا في ماضيها كان لها باع طويل في العلاقات الغرامية.

المسألة تكمُنُ إذن في اقتناع الشخص بتلك الإنسانة. والمشكل هو أن الإنسان قد يتزوج من إنسانة صالحة وربما لن يجد فيها ما تهواه نفسه. أنا لا أحث على الزواج من اللواتي لهن سمعة مشينة ولكني مقتنع بأن لكل شخص ذوقه.

لكن هناك مشكل، فالرجل حين يستعد للزواج دائما ما يبحث عن الإنسانة الصالحة لكنه قبل الزواج تجده فقط يفكر في إفساد بنات الأسر. فلماذا لا يفكر من قبل في أن يكون صالحا حتى يجد الإنسانة الصالحة؟

والعسير في الأمر هو أن الشاب العصري لا يمكن أن يصوم عن الزنا، وحتى ولو يفعل، فإننا نجد فتيات على حرف. إذْ ما أن يُغريها شاب حتى تقع في شباكه، والخلاصة هو أن الإثنين يتحملان عواقب أخطاء الماضي.

لكن يبقي أن الإنسانة المتدينة تمتاز بفكر مغاير لما أصبح يعج به العصر، فهي تخاف من ربها يوماً عبوسا قمطريرا.