سياسة

المرابط: قيادة الـ PJD فشلت سياسيا وحزبيا وما يقع دليل على فشل الحوار الداخلي

اعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية، والرئيس السابق للجنة المغاربة المقيمين بالخارج، عمر المرابط، أن القيادة الحالية للبيجيدي “فشلت بالمنطق السياسي الحزبي في لم الشمل وفي تشكيل أغلبية من المناضلين حولها، مشيرا إلى أن تدبير الشأن العام فالناخب وحده هو المؤهل لإصدار الأحكام.

وقال عضو المجلس الوطني للحزب والنائب السابق لعمدة مدينة “اتيس مونس” الفرنسية، إن “التقاطب هو التقاطب، والتنابز هو التنابز، وسكوت البعض لا يعني الرضا، وإنما يعني ألا تضع العصا في العجلة وألا تتهم بخلق الفتنة”، وفق تعبيره.

وتابع المرابط في مقال له على حسابه بموقع فيسبوك، قائلا: “ألا وإن الفتنة تحصيل حاصل، ووجود تيارات داخل الحزب لا ينكره إلا جاحد، فإنه لزم قول الحق وما سأقوله، بالتأكيد لن يرضي الطرفين”، حسب قوله.

وأوضح أن “فشل الأمانة العامة الحالية يأتي بسبب ضعف كاريزما الأمين العام ونائبه، وهذا لا يخفى على أحد، وقيل لي من العديد من الأجانب المتابعين للتجربة، وكنت أتمنى أن تؤول النيابة لرجل قوي في شخصيته، وهم موجودون حتى داخل الأمانة العامة الحالية”.

وأردف بالقول: “دليل ضعف الأمانة العامة هو خضوعها للتهديد وقيامها بالتسويف في ملفات عدة، كيف تقترح نقاشا عاما في موضوع تعلم مسبقا أن الأمر قد حسم فيه، يسمى هذا الضحك على الذقون”، وفق تعبيره.

بالمقابل، يرى المرابط أنه ليس لأحد حق الفيتو داخل الحزب ولو كان الأمين العام السابق أو رئيس الحكومة، معتبرا في هذا الصدد أن تهديد عبد الإله بنكيران للأمانة العامة “لا يليق”.

وأضاف: “مقامه ليس مقام كل الأعضاء، لكن هذا لا يسوغ له ذلك، بل إن موقفه هذا يعتبر un cas de jurisprudence، ومن ثمة سيطلق كل العنان لكل من أراد أن يتخذ نفس الموقف، طبعا من فعل هذا فلا ينتظر زيارة الأخ الأمين العام والوفد المرافق له، فليس كل واحد هو عبد الإله بنكيران”.

ومضى بالقول: “الأستاذ عبد الإله بنكيران له من المكانة ما يجعل دوره محوريا داخل الحزب، لكن للأسف يوجد من بين مناصريه شعبويون، كانوا سيكونون من أشد خصومه الآن لو كان على رأس المسؤولية”.

ووافق المرابط ما قاله رئيس المجلس الوطني للحزب، إدريس الأزمي، في نص استقالته من رئاسة برلمان الحزب، قائلا: “ما قاله صحيح وأوافقه فيه الرأي تماما، لكنه جاء في الوقت الميت ومتأخر جدا”.

وفي هذا الإطار، يشير المرابط إلى أن ما يقع بالحزب “دليل على فشل الحوار الوطني الداخلي، وقلتها كم مرة، كيف تريد لحوار أن ينجح في فرقة كرة قدم كبرشلونة مثلا واللاعب المتألق ميسي لم يشارك”.

ويرى القيادي ذاته، أن طريقة اختيار المشاركين في الحوار الوطني للحزب “كانت دليلا على فشله، فعوض إشراك الطاقات أشركنا الهيئات، واكتفينا بإشراك “رؤوس الفتنة” كما يعتبرهم البعض، ظنا منهم أنهم سيسكتون بعد ذلك”.

وأضاف: “كان لزاما اختيار اختصاصيين في الاستراتيجية واختيار المائة الأوائل من أعضاء المجلس الوطني وهم من اختارهم المؤتمر العام، ومن ثمة مخرجات الحوار الوطني لا تعتبر “شرعية” في نظري لأنها تمت بانتقائية غير مقبولة”.

ويقول المرابط إن “مرحلة الرعيل الأول استنفذت طاقتها، وبلغت مدى ما يمكن أن تصل إليه وقد نجحت نجاحا كبيرا بفضل الربيع العربي، لكن الحزب يحتاج إلى تجديد ليس في النخب فحسب بل في تجديد الخطاب السياسي والقيام بمراجعات فكرية وحضارية بل وحتى تنظيمية، وما يمكن الاستفادة من التجربة التركية في هذا الباب وما وقع بين أربكان رحمه الله وأردوغان”.

واعتبر أنه بالرغم من كون ما كتبه قد يعرضه لـ”السخط أو الملاحقة التنظيمية، فإنما أن عبد ضعيف، فإنني أؤكد أن على المناضلين المخلصين أن يبقوا ثابتين مثلهم مثل النخلة بقدر ضروب جذورها في الأعماق بقدر علوها وانفتاحها واستشرافها للمستقبل، وهذا هو بيت القصيد والسلام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *