أما بعد

أما بعد .. أوقفوا هذا الهراء

لعل عبارة “الهراء” أو “القرف”، إن صحت الترجمة، التي وصف بها بطل رياضة الكيك بوكسينغ ريكو فيرهوفن تحدي الشرطي المطرود من سلك الأمن له، هي الأقرب لوصف مستوى العبث الذي أصبح منتشرا في مواقع التواصل الاجتماعي، أبطاله أشخاص تحدوا القانون والأعراف والأخلاق وكل شيء.

الحديث هنا عن الحروب الضروس بين المدعو هشام ملولي وأولائك الذين تحدوه بعد تحديه لريكو، الأمر الذي تطور إلى “معارك” و”شجارات” يطلقون عليها “مباراة”، يتم تنظيمها في أماكن مغلقة وأخرى مفتوحة القاسم المشترك فيها أنها لا تصلح لأن تكون حلبة رياضة ولا يؤطرها قانون، وهو يطرح ألف سؤال عن دور وموقف الجامعات الرياضية التي تنظم وتؤطر هذا النوع من المباريات، وعن دور السلطات المختصة لمنع هذه المهازل التي من شأنها أن تتسبب في ما لا يحمد عقباه.

الأكثر من ذلك، تطرح التطورات المتسارعة لهذا “الهراء” أكثر من علامة استفهام عن دور القانون أمام المعارك الكلامية المنتشرة في الشبكات الاجتماعية، والتي يعمد فيها كل طرف إلى اقتراف مجموعة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون مثل السب والقذف والتهديد وغيرها..

ومن لا يعلم يمكنه أن يطلع في موقع “يوتيوب” على مقاطع عديدة للصراع بين ملولي ومن يقول عنه مدير أعماله من جهة، وبين ندى حاسي ونزار سبيتي من جهة أخرى، والتي وصل فيها العنف اللفظي إلى حد التهديد بشكل صريح بالاغتصاب والتعنيف والانتقام.

ويبقى السؤال الأهم: بأي ترخيص استطاع هؤلاء “المؤثرون” من مدينة إلى أخرى مفروض على داخلها أو الخارج منها التوفر على رخصة تنقل استثنائية، مثل مراكش وأكادير وطنجة؟ ومن منحهم هذه الرخصة؟ وكيف يستطيعون التنقل ليلا ليبحث أحدهم عن الآخر من أجل تهديده أو إخراسه؟ وأي دور للسلطات في مراقبة تحرك هؤلاء الناس علما أن كثيرا من خرجاتهم تكون موثقة بالبث المباشر في منصات فيسبوك أو إنستغرام؟ وهل الإجراءات التي تفرض على المغاربة إنهاء أنشطتهم اليومية دقائق بعد غروب الشمس تهم جميع المغاربة أم توجد استثناءات غير التي تحدث عنها بلاغ الحكومة؟

فإذا كان ريكو قد أجاب عن بداية القصة بتغريدته المختصرة “stop sending me this shit”، فإن القصة يجب أن تنتهي بتدخل من له الاختصاص لوقف هذه المهزلة قبل أن تتحول إلى ما هو أسوأ من الترجمة الدقيقة لعبارة ريكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *