خارج الحدود

مواجهات عنيفة بواشنطن خلال تنصيب الرئيس الأمريكي ترامب

فؤاد الفاتحي- متدرب

شهد اليوم الجمعة العاصمة واشنطن، مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن الأمريكية، خلال إجراء مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، وسط حالة استنفار أمني، وتوجس من توجهاته السياسية.

ورفع متظاهرون شعارات تطالب ترامب بالرحيل، حيث قاموا بتكسير واجهات المحال التجارية ومرافق عمومية، فيما أطلقت الشرطة عليهم الغاز لتفريقهم.

وكان ترامب قد وصل أمس، رفقة عقيلته “ميلانيا” إلى واشنطن، تمهيدا لمراسم التنصيب، التي ستبدأ اليوم، ومن المقرر أن يؤدي ترامب ونائبه مايك بنس اليمين الدستورية بين يدي المحكمة العليا، ثم سيلقي ترامب خطاب التنصيب.

وسيشارك في مراسم التنصيب نواب الكونغرس وقضاة المحكمة العليا ودبلوماسيين وعامة المواطنين، إلى جانب الرؤساء السابقين جيمي كارتر وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون، والمرشحة لسابقة هيلاري كلينتون.

وفي غضون ذلك، ألقى ترامب مساء أمس على هامش حفل فني في واشنطن، خطابا وعد فيه بتوحيد الشعب الأمريكي المنقسم حيال انتخابه رئيسا، كما كرر شعاره المعروف خلال حملته الانتخابية الرئاسية “جعل أمريكا عظيمة مجددا”.

ولتأمين هذا الحدث، شددت الشرطة الأمريكية إجراءاتها الأمنية في واشنطن، تحسبا لخروج الاحتجاجات المناهضة للرئيس الأمريكي الجديد عن السيطرة، ومن المتوقع أن يتوافد نحو مليون شخص من مؤيدي ترامب ومعارضيه إلى شوارع العاصمة الأمريكية.

وقد تناولت صحف أمريكية وبريطانية حدث تنصيب ترامب بتوجس، وقد صرح الكاتب بصحيفة واشنطن بوست يوجين روبنسون، إنه لم ير في حياته رئيسا جديدا لأمريكا يُستقبل بحماسة منقطعة النظير، وبخوف ونفور كبيرين في الوقت نفسه، مثلما يُستقبل تنصيب الرئيس الأمريكي اليوم، مضيفا أنه لا أحد يعلم الكيفية التي ستكون عليها إدارة ترامب، وذكر أن الرئيس الجديد يختلف عن كل الرؤساء السابقين، ووصف فترة حكمه بالقفزة في الظلام، موضحا أن الرجل ليس لديه أيديولوجية ثابتة، ولا خبرة سابقة في الحكم ولا في الخدمة العامة مدنية كانت أم عسكرية.

في المقابل، ركزت الصحافة البريطانية الصادرة اليوم الجمعة اهتمامها على تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، وتوقعات مآل الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة حكمه.

وكتبت ّ”تايمز” في افتتاحيتها أن نوعا جديدا من رئاسة الولايات المتحدة سيبدأ، وأن المخاطر مرتفعة، لكن ستكون هناك مكافآت أيضا إذا كان ترامب على استعداد للعمل وفق المشورة والفطرة السليمة.

وعلقت الصحيفة، بأن الأمر قد يستغرق نحو خمس ساعات فقط، لنقل المتعلقات الشخصية لأسرة ترامب إلى البيت الأبيض، لكنه بالتأكيد سوف يستغرق وقتا أطول بكثير، لمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد متسرعا واستفزازيا كما كان رئيسا منتخبا، وحتى إذا كان كذلك، فإن نجاحه غير مستبعد.

وفي السياق ذاته، حث مقال بصحيفة إندبندانت كل الأمريكيين على إرغام أنفسهم على مشاهدة مراسم تنصيب ترمب، لمعرفة المزيد عن هذه الشخصية المروعة التي على وشك الإمساك بمقاليد الحكم بعد يوم التنصيب.

وقال كاتب المقال، ناش ريجينز، إنه لا أحد في كامل قواه العقلية يريد مشاهدة ترامب، وهو يتسلم مفاتيح البيت الأبيض، حتى أن مشاهير هوليود اختاروا تجنب ما يعتبرونه عادة مناسبة استثنائية يحرص الجميع على حضورها، وسيقاطعها الديمقراطيون، كما أن الليبراليين يستعدون لإقامة فعاليات وتظاهرات مضادة بإجراءات يائسة.

ورأى الكاتب أن الديمقراطية أكثر هشاشة بكثير مما يجب أن نعترف به، وأن العالم الغربي يحب التباهي بدساتيره، وإجراءاته البرلمانية، والتظاهر بأنها قلاع حصينة للحرية، لكن الواقع هو أن الأمر لا يحتاج سوى أصغر شرخ في صرح الديمقراطية ليتهاوى.