مغاربة العالم

نجمة أودادا .. مغربية تحدت الصعاب وأثبتت نفسها في عالم المال والأعمال ببلاد “العم سام”

اختار لها والدها مصطفى أودادا، اسم “نجمة” وكذلك كانت، حيث سطع نجمها في عالم المل والأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية، وحققت حلمه وحلمها أيضا، في أن تصبح مديرة بنك بواشنطن، قبل أن تباغته المنية سنة 2018، تاركا ابنته تواصل التألق ببلاد المهجر وتشريف المملكة.

أطلقت نجمة صرختها الأولى بمدينة الدار البيضاء، إلا أن أصولها صحراوية، فامتزج في شخصيتها إصرار البيضاويين وذكاء أمازيغ آيت بوعشرة، وجعل منها امرأة استثنائية تحدت كل الصعاب لتحقيق حلمها وحلم والدها.

فبعد مسار دراسي ناجح بالمغرب، تُوج بحصولها على شهادة البكالوريا، هاجرت نجمة أودادا برفقة زوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2004. وآنذاك قررت أن تبدأ مسارا دراسيا جديدا مغايرا لما درسته بالمغرب، وتتخصص في عالم المال والأعمال.

في حديثها مع جريدة “العمق”، تؤكد نجمة التي سطع نجمها في عالم المال والأعمال ببلاد العم سام، أنها لم تكن تفكر يوما في الهجرة خارج الوطن، بالرغم من أن حلمها منذ الصغر كان هو العمل بواشنطن.

في البداية واجهت نجمة صعوبات كثيرة وهي تحط الرحال في أرض ما وراء المحيط الأطلسي، فقد كان الاندماج في المجتمع الأمريكي المتعدد الأجناس والمتنوع الثقافات أمرا صعبا للغاية بالنسبة لها، خصوصا وأنها لم تكن تتقن اللغة الانجليزية، لكن سرعان ما تتذكر وصايا والدها وحلمها وهي صغيرة، فتستجمع قواها وتواجه هذه الصعوبات بإرادة وحزم نساء سوس.

“كان هدفي هو استكمال دراستي وأن أحصل على وظيفة محترمة”، تضيف نجمة أودادا التي درست بجامعة “ديفراي”، وتوجت مسار تحصيلها الناجح بالحصول على شهادة ماجستير في إدارة المشاريع، مما مكنها من الحصول على وظيفة في أحد الأبناك بالعاصمة واشنطن.

لم تخف نجمة، أنها كانت ضحية للعنصرية والتمييز و”الحُكرة” في عملها، كيف لا وهي مغربية ومسلمة، وتقول في هذا الصدد لجريدة “العمق”، “كنت أؤدي صلواتي في السر أثناء تواجدي في العمل، حتى لا يراني أحد من زملائي أو مدير البنك الذي يكره الإسلام والمسلمين”.

وحده الإسلام لم يكن سببا في العراقيل التي يضعها مدير البنك أمام نجمة، بل أيضا كفاءتها في العمل، “لم يكن يريدني أن أتقدم في عملي، لكن بالجد والعمل ولأنني في بلاد تحترم الكفاءة تمكنت من الوصول إلى هدفي، والترقية من موظفة عادية إلى مديرة بنك مشرفة على فرع واحد”، تضيف المتحدثة.

تحدت نجمة كل العراقيل التي صادفتها في طريقها لتحقيق طموحها، فبعد تعيينها مديرة بنك مشرفة على فرع واحد، واصلت تسلق سلم النجاح بالولايات المتحدة الأمريكية، وتمت ترقيتها لتكون مديرة بنك يشرف على 8 فروع إلى 12 فرعا، كما أنها تستعد لكتابة قصة نجاح جديدة في مجال العقارات.

ولم تخف المتحدثة، رغبتها في العودة إلى أرض الوطن واستثمار تجربتها وما تعلمته في الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، وفي هذا الإطار تشير نجمة إلى أنها تدعم الأنشطة المغربية في أمريكا، والتي كان آخرها مبادرة “يوم المغرب في واشنطن” الذي احتفى بمدينة زاكورة في العام 2019.

نجمة أودادا كغيرها من المغربيات، لم تستكن للعراقيل التي صادفتها، بل رفعت التحدي، وواجهت المستحيل؛ من أجل كتابة قصة نجاح، تكون إلهامًا للكثير من المغربيات، ودافعًا للسعي وراء تحقيق أحلامهم وأهدافهن، مؤكدة أن المرأة المغربية بإمكانها العطاء في أي مجتمع وفي أي بيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *