الجزائر تحرض إسبانيا على اتخاذ موقف عدائي من مغربية الصحراء

واصلت الجزائر مناوراتها ضد المغرب، حيث حاول وزير خارجتها، صبري بوقدوم، خلال زيارة قام بها لإسبانيا، إقحام هذه الأخيرة في النزاع، حيث طالبها بموقف أكثر وضوحا من النزاع حول الصحراء المغربية.

وقام وزير الخارجية الجزائري بزيارة إلى إسبانيا، الاثنين الماضي، حيث التقى برئيس الحكومة بيدرو سانشيز، ووزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، واستغل هذه الزيارة ليطلق انتقادات تجاه المغرب.

وردا على سؤال لصحيفة “إلباييس”، حول ما أذا كانت لإسبانيا مكانة فاعل في الصراع حول الصحراء، أجاب بوقدوم، بأنه لا يمكن لإسبانيا التنصل من مسؤوليتها التاريخية، قبل أن يضيف: “يجب أن تكون أكثر وضوحا”.

وأضاف وزير خارجية الجزائر، بأن إسبانيا لا يمكنها أن تختبئ وراء الأمم المتحدة، بل لديها مسؤولية خاصة، ويجب أن تتدخل، مضيفا بالقول: “أعلم أن الأمر معقد، لكن لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو لـ40 عاما أخرى”.

وأشار بوقادوم في قمابلة مع “إلباييس” إلى أن هناك خرقا لوقف إطلاق النار، ومعارك وموت، دون أن يشير إلى مسؤولية الجبهة الانفصالية في ذلك، مضيفا، “هذه قضية يجب أن نتعامل معها بجدية أكبر. نتخذ قرارًا ، ثم قرارًا آخر … لا يقودنا إلى شيء ، فقط إلى الحصار ونعرف بالفعل من الذي يعرقل. بعض الدول تقضي وقتها في الإهانة”.

وكان المغرب قد دعا الجزائر إلى تحمل المسؤولية في ما وصفه بـ”المسلسل السياسي” للصحراء، حيث اتهم وزير الخارجية ناصر بوريطة الجزائر بتعبئة كل مؤسساتها للإدلاء بتصريحات حول الصحراء المغربية، قائلا “أصبحت الجزائر تُولي أهمية أكبر للصحراء من شؤونها الداخلية وحتى قضية فلسطين”.

وتابع بوريطة أن “الجزائر تعتبر قضية الصحراء المغربية قضيتها الوطنية الأولى، وعبأت كل المؤسسات الرسمية للإدلاء بتصريحات وصل عددها مؤخرا إلى حوالي 50 تصريحا، صادرة عن الحكومة ورئاسة الجمهورية والجيش والأحزاب والبرلمان والأئمة”.

واعتبر الوزير المغربي، في ندوة مخصصة لنتائج الدورة العادية الرابعة والثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي، أن هذا الاهتمام المتزايد بالصحراء “يُسائل الجزائر بالدرجة الأولى، لأنها تدّعي أنها ملاحظ وتدافع عن مبادئ”، مضيفا “لم نر مثل هذه التعبئة حول أي قضية دولية، ولا حتى قضية فلسطين، ولا حتى القضايا الداخلية التي تهم الجزائريين”.