منوعات

الدكتور المصري غانم يناقش مع طلبة كلية أصول الدين بتطوان سؤال الحرية وأصولها في الاجتماع الإسلامي

احتضنت كلية أصول الدين بتطوان مساء يوم الخميس 8 أبريل 2021م، محاضرة علمية (عن بعد) ضمن سلسلة الأنشطة العلمية والثقافية لهذا الموسم الجامعي (2020-2021)، من تنظيم شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة، بتنسيق مع ماستر الفكر المقاصدي والاجتماعي في السياق المعاصر.

وقد كانت هذه المحاضرة في موضوع “سؤال الحرية وأصولها في الاجتماع الإسلامي” ألقاها فضيلة الدكتور إبراهيم البيومي غانم أستاذ العلوم السياسية، ومستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، وقد سير أعمالها د. عبد الغني يحياوي (أستاذ الفقه وأصوله بكلية أصول الدين بتطوان).

وافتٌتحت هذه الأمسية الثقافية بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الطالب حسن حسني، ثم كلمة ترحيبية من طرف السيد المسير، حيث تقدم بالشكر الجزيل للأستاذ المحاضر على تلبيته الدعوة، كما تقدم بالشكر الجزيل للسيد عميد الكلية د. محمد التمسماني، ولنائبيه ذ. زين العابدين الحسيني، و د. عبد العزيز الرحموني، و لرئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة د. أحمد الفراك، ولمنسق ماستر الفكر المقاصدي والاجتماعي في السياق المعاصر د. عبد الله الشارف، ولمنسق اللجنة الثقافية د. الزبير الدرغازي، ولكل من يتابع المحاضرة.

ثم تناول الكلمة د. أحمد الفراك ليذكر بسياق المحاضرة وأهدافها، ويجدد الترحيب بالأستاذ المحاضر، معتبرا أن سؤال الحرية يكاد يختزل الأسئلة الكبرى التي تُطرح على العقل المسلم اليوم وهو يتشوف إلى مستقبل أفضل. كما رحب من جهته أيضا د. عبد الله الشارف بالضيف الكريم وشكره على عمله العلمي الأكاديمي.

وبعد هذه المقدمات الترحيبية تفضل د. عبد الغني يحياوي بالتعريف بالدكتور ابراهيم البيومي غانم الذي يُعَد قامة من أهل العلم والمعرفة، وتشهد له مؤلفاته الزاخرة وعطاؤه العلمي والمعرفي، وبعد تعداد جملة من مؤلفاته على سبيل المثال لا الحصر، أعطى السيد المسير الكلمة للدكتور إبراهيم البيومي غانم الذي أشاد بالمجهودات القيمة التي تقوم بها كلية أصول الدين بتطوان، وشكر كل الأساتذة والعلماء على استقبالهم الطيب.

وبين أن موضوع هذه المحاضرة الذي هو: “سؤال الحرية وأصولها في الاجتماع الإسلامي” يكتسي أهمية بالغة في واقعنا المعاصر وفي استشراف المستقبل، وأنه من الأسئلة الجوهرية في معناها ومبناها، وفي أصولها وفروعها، وذلك لكون الحرية هي واحدة من كبريات القضايا التي شغلت الفكر الإسلامي، والاجتماع الإنساني بصفة عامة، وأنها مبحث أصيل لا هامشي في الاجتماع الحضاري.

وبين أن البحث في الحرية والتأليف فيها يعتريه نقص شديد وأن هذه الفجوة تفتح المجال أمام الفكر الغربي، فرغم الدراسات السابقة إلا أنها تعد قليلة بالنظر إلى ما يشكله مفهوم الحرية، وإلى ملامحها في الرؤية الإسلامية، وأن هذه المؤلفات لا تستوعب كل الجوانب المنطوية عليها فكرة الحرية بالمعنى الشمولي. كما بين فضيلة الدكتور المحاضر أن الحرية بالمعنى اللغوي تعني نفي سيطرة الغير على النفس، وأنها من الناحية الاجتماعية في التاريخ المعرفي تؤكد على الكرم والشجاعة وعزة النفس في مقابل الاستعباد والرق.

ثم تطرق إلى سؤال محوري وهو: كيف نبحث في مفهوم الحرية في المصادر الإسلامية مبينا أن أول مبحث لها في علم الكلام هو مبحث التوحيد، وأن كلمة التوحيد لا إله إلا الله تشكل أول تدريب في المنظور السياسي وهو المعارضة وعدم الامتثال لما هو معهود ومتوارث، وأنها تهزم كل أشكال الاستبداد والطغيان.

واستطرد كلامه بإعطاء أمثلة أخرى في مسائل البيوع وفي أبواب التكافل الاجتماعي، وفي مباحث العلة والسبب في أصول الفقه. كما تطرق لمفهوم الحرية عند المتصوفة الذين يرون أنها مقام يوصل إلى طريق الله بقطع العلائق بالكائنات، ووضح أيضا أن وجود الحرية بارز بوضوح في الشعر العربي أيضا، مشيرا إلى الأصول الثمانية للحرية .

وقد بين الدكتور إبراهيم أنه استفاد من كتاب عبد الله العروي المتعلق بمفهوم الحرية، إلا أنه انتقده لكونه لم يأت بموضوعات الحرية كما هي في الفكر الإسلامي، ولم يتنبه إلى التوحيد وأصول الفقه ومبدأ الشورى والتضامن الاجتماعي.

بعد ذلك تقدم الأستاذ عبد الغني يحياوي ليشكر الضيف الكريم على محاضرته القيمة والماتعة غي موضوع الحرية وتطبيقاته وعن أصوله الثمانية، وفتح باب النقاش أمام السادة الأساتذة والطلبة، فتقدم كل من د. أحمد الفراك ود. عبد الله الشارف ود. عبد العزيز الرحموني للتنويه بالمحاضرة، كما تفضل الأستاذ المحاضر بالإجابة عن الأسئلة التي طرحت عليه من طرف المتدخلين.

وفي الختام جدد د. يحياوي امتنانه للدكتور إبراهيم البيومي غانم ولكافة المشاركين في فعالية هذه المحاضرة.

* إعداد الطالبة الباحثة: نادية الإسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *