سياسة

“فورساتين” يكشف ملابسات وفاة “ولد البندير” أبرز قادة ميليشيات البوليساريو

كشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي “فورساتين” ملاباسات مقتل “الداه البندير خطاري برهاه” قائد ما يسمى بـ”درك” البوليساريو، قائلا إن قادة الجبهة هم من دفعوه إلى حتفه.على يد القوات المسلحة الملكية المغربية.

وأوضح المنتدى في تقرير أن خلافات عميقة شبّت بين قياديي الجبهة حول طريقة تدبير حربهم المزعومة على المغرب، واستغلالها “لتصفية الحسابات مع سهولة نسبتها للمغرب”.

واعتبر أن هذه الخلافات كانت نتائجها وخيمة، حيث تجلت أولى مظاهرها في مقتل ولد البندير، و”تلتها مظاهر أخرى من قبيل :التخبط في تحديد مكان وفاته، وطريقة استهدافه ، مرورا بإعلان وفاته عبر وكالة الأنباء الصحراوية ( الموقع الرسمي المخول بنشر الأخبار العسكرية) ، ثم حذف الخبر بعد ذلك دون مبرر”.

وقال التقرير إن ولد البندير، الذي وصفه بالخبير في الهندسة العسكرية، رفض تنفيذ عملية ميدانية قرب الجدار الأمني، وحذر من خطورتها، ووصف الاختراق بالمستحيل، لكنه اصطدم مع عدد من القيادات العسكرية ودخل في مشاداة مباشرة مع محمد لمين ولد البوهالي قائد “اللواء الاحتياطي”، خلال اجتماعات ما يسمى بـ”هيأة الأركان العسكرية”، حيث كانت الجبهة تبحث عن انتصار كانت تبحث على وجه السرعة عن انتصار “يساعد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من موقع قوة “.

“لم تقبل قيادة البوليساريو مبرراته ، وأمرته بتطبيق الأوامر مهما كلف الثمن.. وانطلق في تنفيذ الأمر مجبرا وهو يعرف تمام المعرفة أنه ذاهب إلى حتفه”، يقول “فورساتين”.

وتساءل المصدر ذاته: لماذا ضحت قيادة الجبهة الانفصالية بمسؤول عسكري بارز رغم ثقتها في رأيه؟ وما علاقة وفاته بما يدور من صراع داخلي بين الأجنحة العسكرية؟

وقال “فورساتين” إن مؤامرة تحاك منذ مدة لإقبار “الدرك الصحراوي”، أبرز أهم أجهزة الجبهة الانفصالية، مشيرا إلى أنه منذ تولي ابراهيم غالي منصب الأمين العام ، “بدأت خيوط المؤامرة تتشعب وتتشابك، وتفرعت لتصل إلى القلب النابض لمؤسسة الدرك، وقيادته ، فانطلقت حملة التهميش والتضييق، والإهمال حد الإقصاء من حضور اللقاءات الرسمية، والمشاركة في البعثات الخارجية”.

وأضاف أن سلسلة “دفن الدرك” بدأت بظهور تشكيلات عسكرية لا تخضع للمؤسسات الأمنية بالبوليساريو، تتحكم في دواليب المخيمات، ثم تلتها مرحلة “تشويه الدرك، بتشكيل عصابة ترتدي زي الدرك، كانت تعترض سبيل الناس وساكنة الأرياف والسيارات خارج المخيمات، وتصادر ممتلكاتهم وتستولي على سياراتهم عنوة”، وكان عناصرها ملثمين.

“بعد مرحلة التشويه التي استمرت طويلا، وتلتها مراحل أخرى.. بدأت مرحلة جديدة، من الحد من أعداد المنتمين لقوات الدرك لصالح الشرطة الوطنية.. قبل أن تخرج أوامر بإبعاد قوات الدرك عن المخيمات، والاقتصار على وجودها في مناطق محددة، وإلحاق كل تشكيلاتها بالناحية الأولى، وهو ما جعل المنتسبين لجهاز الدرك يعيشون حالة من التخبط والفوضى ، والتهميش، وبدأت سلسلة من المشاكل التي لا تنتهي”، يضيف “فورساتين”.

وكشف المصدر أن الصراع تعاظم بين “الدرك” و”الشرطة”، حيث دشنت الأخيرة حملة من اضطهادات لعناصر الدرك، ما تسبب في مواجهات دامية بين عناصر الجهازين.

كل هذه العوامل حسب المصدر ذاته مرغت سمعة “الدرك” في التراب، فشرعت قياداته في البحث عن بدائل والخروج بسرعة وطلب التنقل، أو التعيين في مراكز أخرى داخل ما يسمى بـ”وزارة الدفاع” ، أو المهام العسكرية الأخرى طلبا للخروج من “مستنقع الدرك قبل الغرق، ليتفاجأ القادة البارزون بجهاز الدرك أن القرار بإقبار مؤسسة الدرك أو إضعافه في أحسن الأحوال، يراد منه أيضا إضعاف قادته، وإذلالهم ، ودفعهم للخروج بفضائح أو تهم جاهزة، أو توريطهم في قضايا ذات بعد إقليمي مرتبط بالإتجار بالمخدرات وتسهيل عمل المهربين”.

وخلص المنتدى إلى أن مقتل ولد البندير، يطرح الكثير من التساؤلات، ويخفي “حقائق لا يمكن أن يتم عزلها عن الواقع والصراع الدائر لإزاحة قادة عسكريين بارزين ، آن أوان قطافهم، ولا يمكن إخراجها عن سياق لعبة المفاوضات والدعوة للجلوس الى طاولة المفاوضات من طرف قيادة البوليساريو، وما تستدعيه من خلق نقاش عام داخلي وخارجي لم تنفع معه البلاغات العسكرية، والحرب المحدودة المفعولية، فكان لزاما خلق حدث أكبر يعطي نفسا لتلك المفاوضات، مهما تكن التضحيات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *