سياسة

العلام: الذي أعد الدستور شتت السلطة ولا نعرف مراكز القرار

قال أستاذ العلوم السياسية عبد الرحيم العلام، إن الذي أعد الدستور بالمغرب “يتميز بذكاء سلبي حاد، فهو جعل السلطة مشتّة، ولعب لعبة الاختفاء والظهور بشكل ماكر جدا”، معتبرا أن الباحثين عن مراكز السلطة لم يعودوا يعرفون مراكزها.

وكتب العلام في تدوينة له على حسابه بفيسبوك: “تُحاول جاهدا أن تتبّع خيوط الفعل السياسي في المغرب، وتبحث في مراكز السلطة، لكنك عبثا تحاول، وعلى السراب تقبض؛ فإذا ما التمست الأمر في الوثيقة الدستورية ستجد أن الذي أعدّها يتميز بذكاء سلبي حاد، فهو جعل السلطة مشتّة، ولعب لعبة الاختفاء والظهور بشكل ماكر جدا”.

وأضاف أنه عندما تضبط صاحب السلطة الحقيقية متلبّسا بالاستحواذ سرعان ما تجده يختفي وراء “كومبارس” ويتذرّع بأنه مجرد “حكم”، وعندما تجد الكومبارس متلبسا باللهو، سرعان ما يواجهك نص آخر يخبرك بأنه “لهوٌ مشروع”، وفق تعبيره.

وتابع قوله: “أما إذا التمست الأمر من خلال الممارسة السياسية، فإن النتيجة تكاد تكون صِفريّة، فإذا تتبعت الخيوط نحو “دهاليز القصور” تجد أن السلطة الحقيقة تقبع هناك، لكنها لا تريد أن تظهر على هذا النحوي، وإنما توحي لك بأنها مجرد “مثل أعلى”، وأنها في موقع “الأب”، ثم تحيلك على أصحاب السلطة في المراتب الدنيا”.

المحلل السياسي أضاف: “لكنك ما إن تذهب لتبحث عن السلطة في مواقعها السفلى حتى تكتشف إما أنك تركت مركز القوة في مكان آخر أو أن عليك أن تبحث عنها “خارج البلد”، لكن المشكل أن المتوهمين لتملك السلطة “يتجبّهون” ويصرّون على أنهم فعلا يمتلكون ما يجعل منهم “سادة أمرهم”، والحال أنهم مجرد “أدمينات” أضافهم الأدمين الأصلي لمساعدته على تدبير “الصفحة” لكنهم عندما يريدون تعديل بعض “الأمور الجوهرية”، يكتشفون أن “الأدمين الأصلي” إما أنه سحب منهم تفويض تدبير الصفحة أو أنه لا يسمح لهم إلا بالمراقبة و”حذف” كل من سولت له نفسه بأن يعبث بـ “صفحة” الأدمين صاحب الحق الأصلي المتوارث أبا عن جد، وهكذا يعتقد الأدمين الثانوي بأنه شريك حقيقي في تدبير الصفحة، لكن ولشدّة غبائه نسي أن “كلمة السر” توجد عند صاحب الصفحة الأصلي الذي يُفضل أن يُطلع عليها “الخارج” الذي يزوده بـ “الصبيب” على أن يمنحها للاهثين وراء السرّاب”، حسب التدوينة ذاتها.