المغرب العميق، مجتمع

مشاريع استثمارية فوق عيون “تيفوناسين” تهدد واحة كلميمة بالزوال

تعيش مدينة كلميمة، بإقليم الرشيدية، غليان بسبب تفويت 900 هكتار من الأراضي لمستثمرين بينهم برلمانيين لإقامة مشاريع فلاحية قرب عيون “تيفوناسين”، حيث تتخوف الساكنة من أن تتسبب هذه المشاريع في أزمة عطش بواحة كلميمة وتؤدي بهم إلى هجرة جماعية.

وقال مصدر حقوقي بالمنطقة لجريدة “العمق”، إن حالة غليان تسود منذ أيام وسط ساكنة المنطقة، بعد إقدام مستثمرين على حفر آبار على مستوى عالية عيون “تيفوناسين” المزود الرئيسي لواحة كلميمة التي تضم 3 جماعات، بالمياه، مضيفا أن من شأن هذا السلوك أن يتسبب في جفاف هذه العيون.

وبحسب المصدر ذاته، فإن نواب الجماعات السلالية بالمنطقة اعترضوا على هذه المشاريع، وأن مجموعة من جمعيات المجتمع المدني تستعد لإصدار بيانات تستنكر هذا السلوك، مشيرا إلى أنه تم توقيف هذه المشاريع إلى غاية تقديم المستثمرين لحجج تؤكد بأن حفر الآبار لن يؤثر على الفرشة المائية بالمنطقة.

وأبرز مصدر الجريدة، أن هذه المشاريع تقع فوق عيون “تيفوناسين” وأن استمرارها قد يؤدي إلى تكرار تجارب وقعت في تنجداد وزاكورة، وأدت إلى أزمة عطش، تسببت في احتجاجات وغليان اجتماعي بهذه المناطق، مضيفا أن الواحة هي مصدر رزق ساكنة المنطقة وأن استنزاف المياه هو قتل جماعي للواحة ودفع للساكنة إلى الهجرة.

وطالب الحقوقي المذكور، السلطات المحلية بكلميمة بعدم منح المستثمرين الرخص لإقامة المشاريع فوق عيون “تيفوناسين” التي يستفيد منها الآلاف من ساكنة 3 جماعات، وهي كلميمة، وغريس العلوي، وغريس السفلي.

وفي السياق ذاته، عقد مطلع أبريل، اجتماع بمقر دائرة كلميمة، حيث التزمت وكالة الحوض المائي بإنجاز تقرير مفصل وأولي على الحالة الراهنة والمعطيات التقنية الخاصة بالعلاقة السببية بيت إنجاز الأثقاب المائية ومدى تأثيرها على عين تفوناسين مع موافاة السلطة المحلية بهذا التقرير داخل أجل لا يتعدى 15 يوما.

وجاء في محضر الاجتماع، الذي تتوفر “العمق” على نسخة منه، أنه في حالة عدم إثبات أي تأثير مباشر في الوقت الراهن فإن المرخص له بناء على الفصل الثامن من قرار الترخيص ملزم بالإدلاء بالمقاطع الجيولوجية وتقرير نهاية الأشغال والضخ التجريبي وبطاقة تقنية للصبيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *