سياسة

حزب يصف “النزوح الجماعي” بالفنيدق بـ”الفاجعة” ويطالب الدولة بوقف “النزيف”

وصف حزب النهج الديمقراطي، إقدام عدد من الشبان والقاصرين المغاربة، على إلقاء أنفسهم بالبحر من أجل الوصول إلى مدينة سبتة المحتلة سباحةً، بـ”الفاجعة الجديدة”، مشيرا إلى أنه يتوقع “الأسوء”، مطالبا باتخاذ “تدابير استعجالية من أجل وقف هذا النزيف.

وقالت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن الشباب المغربي “انسدت امامه الآفاق جراء السياسة الطبقية التفقيرية والتجويعية التي تطبقها الدولة المغربية تحت ذريعة قانون الطوارئ الصحي”.

وحمل الحزب “المسؤولية الكاملة عن كل الفواجع الناجمة عن “الهجرة السرية” عبر البحر والتي أودت بالمئات من الشهداء غرقا إلى الدولة”، مطالبا بالتدخل الفوري من أجل توفير العمل المنتج لهؤلاء الشباب ومحاربة التهميش والتفقير لهذه المناطق في الشمال وباقي المناطق المهمشة بالمغرب.

ونفذ العشرات من الشباب والقاصرين، هروبا جماعيا من سواحل الفنيدق، يومي السبت والأحد، نحو سبتة المحتلة، متحدين سوء الأحوال الجوية، ما أدى إلى غرق شخص، وإنقاذ آخرين.

وكشفت وسائل إعلام محلية بمدينة سبتة، أن حوالي 70 مهاجرا مغربيا، تمكنوا من من الوصول سباحة إلى المدينة المحتلة بعد أزيد من ساعتين من السباحة، حيث تدخل عناصر الحرس المدني الإسباني لانتشالهم من أمواج البحر العاتية، فيما لا يُعرف مصير آخرين ممن انقطعت أخبارهم.

وفي نفس السياق، أفادت وسائل إعلام إسبانية، أن شبان آخرين أقدموا أمس الإثنين على محاولتين للهجرة السرية سباحةً نحو سبتة المحتلة، غير أن السلطات المغربية أحبطت العمليتين، فيما تمكن بضعة أشخاص من الفرار والوصول إلى المدينة المحتلة.

وودَّعت مدينة الفنيدق، أمس الإثنين، العربي كريكش الذي قضى غرقا أثناء محاولته الوصول إلى المدينة المحتلة، وذلك بعد يوم واحد من تشييع جثمان الشاب سليمان الحليمي بمدينة طنجة، والذي قضى بدوره غرقا أثناء محاولته الوصول إلى سبتة على متن قارب مطاطي رفقة اثنين من أصدقائه، لا يزال أحدهما في عداد المفقودين.

والعربي كريكش متزوج وأب لطفلة صغيرة، يبلغ من العمر 38 عاما، كان من ممتهني التهريب المعيشي، قبل أن يعمل في مطعم بالمدينة بعد إغلاق معبر باب سبتة، إلا أن الإجراءات الحكومية لمواجهة كورونا خلال رمضان جعلته عاطلا عن العمل.

وخلفت صورة جثة الشاب سليمان الحليمي ابن مدينة طنجة، بعدما لفظته أمواج البحر بشاطئ الفنيدق وهو يرتدي سترة نجاة برتقالية، حالة من الحزن والآلم على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما اختفى الراحل رفقة صديقين له على متن “قارب للموت” قبل أيام.

وتداول نشطاء تدوينة مؤثرة للراحل نشرها على حسابه بموقع فيسبوك، وضع فيها صورة له داخل قارب مطاطي داخل محل للحلاقة، وأرفقها بتعليق جاء فيه: “أنا خائف يا أمي بأني لن أراك مجددا، فأنا لم أضمن حتى الوصول، فكيف سأضمن لك الرجوع”.

ووفق المصادر ذاتها، فإن المغرب أحبط محاولة هجرة حوالي 40 شابا من الفنيدق، أمس الإثنين، وسط حراسة أمنية مشددة بشواطئ المدينة ودوريات للبحرية الملكية والدرك الملكي البحري التي مكنت من إنقاذ خمسة شباب كانوا يواجهون خطر الغرق.

إلى ذلك، فتحت الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمفوضية الأمن بمدينة الفنيدق، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، أول أمس الأحد، وذلك لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات تنظيم محاولة جماعية للهجرة غير المشروعة عبر المسالك البحرية انطلاقا من أحد شواطئ المدينة.

ووفق مصدر أمني، فقد مكنت التدخلات الميدانية التي باشرتها عناصر القوة العمومية المكلفة بحراسة الشواطىء، وكذا عمليات التمشيط بالغابات المجاورة، من توقيف 14 مرشحا للهجرة غير المشروعة، من بينهم 5 قاصرين، وذلك عندما كانوا يحاولون مغادرة سواحل الفنيدق سباحة في اتجاه مدينة سبتة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *