مجتمع

شبيبة “الجماعة”: الهروب الجماعي نحو سبتة سببه تجاهل السلطات لمطالب الساكنة

قالت شبيبة العدل والإحسان بالشمال، إن تنامي “الهروب الجماعي” نحو الضفة الأخرى يرجع بالأساس إلى “تجاهل السلطات لمطالب ساكنة المنطقة، وفشل المشروع التنموي بهذه الأقاليم بشكل عام، وإلى إغلاق معبر باب سبتة المحتلة بشكل خاص”.

وانتقدت شبيبة “الجماعة” تعامل السلطات مع الساكنة “بعقلية أمنية غارقة في السلطوية، وقد تابعنا الاعتقالات الجائرة التي استهدفت الشباب المحتج سابقا، كما تابعنا الاعتداء الوحشي والشنيع لأحد أفراد القوات المساعدة بشاطئ الفنيدق على أحد المرشحين للهجرة، وهي نماذج عاكسة لتلك السياسة”.

وقال بلاغ للشبيبة، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن الأقاليم الشمالية “تعيش هذه الأيام على وقع مآسي وفواجع متتالية، حيث شهدت مدينة الفنيدق خلال هذا الأسبوع محاولات غير مسبوقة للهجرة الجماعية عن طريق السباحة نحو مدينة سبتة المحتلة في وضح النهار”.

وأشارت إلى أن هذه المشاهد تمت “أمام أنظار العالم هربا من جحيم الفقر والبطالة والحكرة. وهو الأمر الذي خلف غرق بعضهم رحمة الله عليهم. في حين تمكن آخرون من الوصول إلى الثغر المحتل وفق ما تداولته منابر وصفحات إعلامية محلية ودولية”.

وترى الشبيبة أن “الهروب الجماعي إلى المجهول يسائل عجز الدولة عن إيجاد بدائل حقيقية لهذه الطاقات الشابة، مما يدفعها إلى خيار ركوب أمواج البحر وتعريض أرواحها للموت المحقق في سبيل البحث عن لقمة العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، كما يكشف زيف برامج الدعم المخصص للمتضررين من تداعيات إنهاء التهريب المعيشي”.

واعتبرت أن “هذه الفواجع وسابقاتها ما هي إلا حلقة من حلقات مسلسل حزين تعيشه المنطقة عنوانها التهميش والتفقير والبطالة”، داعية الجهات المعنية إلى ضرورة توفير فرص شغل لشباب المنطقة وإحداث مشاريع تنموية حقيقية، لاسيما وأن ما تزخر به الجهة من خيرات ومؤهلات تجعل تحقيق هذا المطلب ممكن جدا.

وحملت المسؤولية للدولة بكافة مؤسساتها في هذه الحوادث المأساوية وما آلت إليه الأوضاع بالمنطقة “جراء سياسات صم الآذان في وجه نداءات أبناء المنطقة، خاصة بعد قرار إغلاق المعبر الحدودي لسبتة المحتلة التي كانت تعتبر متنفسا اقتصاديا مهما لآلاف الأسر دون مراعاة ما يستلزمه القرار من إيجاد بدائل اقتصادية واجتماعية”.

ووجهت شبيبة العدل والإحسان بالشمال، دعوتها إلى من أسمتهم “كل الأحرار والفضلاء من أبناء المنطقة وكل الفعاليات الشبابية بالجهة، من أجل توحيد ورص الصفوف في إطار جبهة شبابية لرفع الحيف، ومواجهة سياسات التفقير والتهميش”، وفق تعبير البلاغ ذاته.

وعادت ظاهرة الهجرة السرية إلى الواجهة من جديد، حيث أثارت مشاهد هجرة جماعية بالسباحة من مدينة الفنيدق في اتجاه سبتة المحتلة، جدلا واسعا، خاصة بعد وفاة أحد أبناء الفنيدق وتسليم باقي المهاجرين الذين وصلوا إلى سبتة للسلطات المغربية.

وقررت النيابة العامة بمدينة تطوان، أمس الأربعاء، متابعة 23 شخصا ضمن الدفعة الأولى من المهاجرين الذين دخلوا إلى سبتة المحتلة سباحةً في حالة سراح، حيث سلمت السلطات الإسبانية نظيرتها المغربية 63 شخصا ضمن دفعتين عبر معبر باب سبتة، الأولى ليلة أول أمس الثلاثاء، والثانية صباح أمس الأربعاء.

وودَّعت مدينة الفنيدق، يوم الإثنين، العربي كريكش الذي قضى غرقا أثناء محاولته الوصول إلى المدينة المحتلة، وذلك بعد يوم واحد من تشييع جثمان الشاب سليمان الحليمي بمدينة طنجة، والذي قضى بدوره غرقا أثناء محاولته الوصول إلى سبتة على متن قارب مطاطي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *