مجتمع

جمعية “فاعل خير” ببني ملال.. رمضانيات رغم أنف الجائحة

أزيد من 60 وجبة إفطار

قبيل آذان المغرب بدقائق، يتجند شباب جمعية فاعل خير بني ملال، لتوصيل الإفطار الرمضاني، إلى من ينتظرونه في وقته، سواء في الشارع أو المستشفيات أو المؤسسات الطلابية أو غيرها.

قررت جمعية فاعل خير، إحدى الجمعيات الرائدة في العمل الاجتماعي والتضامني، اعتماد صيغة استثنائية تماشيا مع ظروف الجائحة، بحيث تقوم بتوصيل وجبات الإفطار إلى منازل ومقرات عمل الأشخاص المستفيدين، مع احترام التدابير الصحية.

وكانت هذه المؤسسة الخيرية، قبل الجائحة تُوزع أزيد من 200 وجبة إفطار ضمن موائد الرحمان، ورغم الوضعية الوبائية لم تستسلم، بل ظلت حاضرة في الميدان، مبرزة دور جمعيات المجتمع المدني في تخفيف وطأة الحاجة.

يقول مصعب بودحين إن “جمعية فاعل خير توزع أزيد من 60 وجبة يومية، على الأشخاص في المستشفيات، الطلبة في كلية الآداب والعلوم، الأسر المعوزة، الذين يتخذون دور الصفيح مسكناً لهم، إلى جانب المرابطين في الصفوف الأولى”.

ويستطرد بوحدين، رئيس الجمعية: “يبدأ الأعضاء نشاطهم في الصباح، وعددهم أزيد من ستون عضواً، حيث يتوزعون إلى مجموعات صغيرة، لتسهيل تحضير وجبات الإفطار، الذي تختلف مكوناته من يوم لآخر”.

وحول طريقة الحصول على المساعدات، يوضح الفاعل الجمعوي، في تصريح للعمق المغربي، أن “هناك مساعدات الأعضاء سواء العينية أو المادية، مساعدات المحسنين، إلى جانب تبرعات أصحاب المحلات التجارية”.

أقوى رمضانيات في تاريخ الجمعية

اعتبرت زينب امكروز، مسؤولة التكوين والمشاريع بالجمعية، أن “الاشتغال في ظل التدابير الاحترازية تحدي كبير”، مبرزة أن “رمضانيات هذا العام كانت الأقوى في تاريخ الجمعية، لأننا استطعنا مساعدة فئات مجتمعية عدة”.

وتروي زينب امكروز، وهي إطار في الوكالة العقارية، عن تفاصيل هذه التجربة، وتقول إنه “بعد توزيع الإفطار، أحس بطاقة إيجابية لا تترجم بالكلمات، هو شعور يحسه كل من يعيش هذه اللحظات الإنسانية”.

وتنوه امكروز، في تصريح للعمق المغربي، بالعمل العظيم التي تقوم به الجمعية، بحيث تساهم في فعل الخير، خاصة خلال شهر رمضان، الذي لا تستثني أي محتاج من الاستفادة من هذا العمل الخيري”.

وتتذكر زينب قصة سيدة تعاني من مرض نادر تعيش بالغديرة، منطقة شعبية ببني ملال قائلة إنها “رغم المنزل الهش التي تسكنه، لكن تفوح منه رائحة الحب والامتنان والبساطة، التي تجعلك تريد البقاء فيه مدة أطول”.

وتضيف زينب، التي التحقت بالجمعية عام 2016، أنه “رغم حاجتها الشديدة، إلا أنها إنسانة قنوعة برزقها، مؤكدة أن “هذه الفئة هي التي يجب أن نبحث عنها ونقدم لها يد المساعدة”.

وأضافت مسؤولة التكوين والمشاريع بالجمعية أنه “ليس سهلاً أن تكون في بيتك حتى يصلك رزقك”، مردفة أن “هذا الأمر جعلني أتأكد أن الرزق بيد الله وحده، وما لك لن يذهب لغيرك”.

تتويج المجموعة المتميزة في الإفطار

تتميز رمضانيات فاعل خير، المنظمة في نسختها الثامنة، بتتويج المجموعة المتميزة في تقديم الإفطار اليومي، تحفيزا وتشجيعا للأعضاء، الذين يضحون بجهدهم ووقتهم في سبيل إطعام المحتاجين.

ويوضح مصعب بودحين أن “الجمعية تشتغل بطريقة المجموعات، بحيث كل مجموعة تعد الإفطار في يوم محدد”، موضحا أن هذه “الطريقة تساعدنا على تقسيم الجهد بين الأعضاء بطريقة عادلة”.

ويضيف بودحين أن “الجمعية تنظم مسابقة بين المجموعات للتنافس بينهم وفي نهاية رمضان تفوز مجموعة واحدة بناء على المساهمات المالية أو العينية، والإبداع في تقديم الإفطار إلى جانب الأنشطة الموازية”.

ومن جانبها تورد زينب أمكروز أن “تجربة فاعل خير جعلتني قنوعة وإنسانية في تعامل مع الآخرين، موردة أن “العمل التطوعي يربي على ثقافة المساعدة والمشاركة”.

وختمت حديثها قائلة: “رغم تضحيتها بالإفطار مع العائلة، والتعب الذي تحسه نهاية كل يوم، إلا أنها فخورة بنفسها، لأنها تقدم خدمة إنسانية كبيرة في هذا الوقت الصعب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *