سياسة

حكومة سبتة تتخذ 4 قرارات بعد “الزحف الجماعي” للمغاربة والعمدة يدعو لـ”رد قوي”

انتهى الاجتماع الطارئ الذي عقده وفد الحكومة في سبتة، مساء اليوم الإثنين، إلى اتخاذ 4 قرارات مستعجلة لمواجهة “الزحف الجماعي” لمهاجرين مغاربة دخلوا إلى المدينة، اليوم، فيما طالب رئيس الحكومة المحلية، من السلطات الإسبانية التحرك من أجل “رد قوي ومتناسب على الوضع الحالي”.

وقرر الوفد الحكومي تشكيل لجنة تنسيقية مكونة من قوات وأجهزة الأمن والشرطة المحلية، وأعضاء القيادة العامة للجيش الإسباني بسبتة، من أجل السيطرة على جميع النقاط الحساسة في المدينة والحفاظ على النظام في الشوارع.

كما قرر الاجتماع تعزيز تواجد قوات الحرس المدني على الحدود مع الفنيدق، ووضع حواجز في السياج الحديدي البحري ومحيطه، فيما قرر وضع ملعب “بينوليال” رهن إشارة المهاجرين المغاربة البالغين الموجودين في الشارع، مقابل تخصيص المستودعات التجارية بتراخال للقاصرين.

اقرأ أيضا: ارتفاع عدد المغاربة الذين وصلوا لسبتة إلى 5000 والجيش ينزل للشوارع 

وطالب الوفد الحكومي من سكان المدينة التزام الهدوء، مشددا على أن “جميع الإجراءات الضرورية سيتم تنفيذها بالتنسيق مع الحكومة الإسبانية، من أجل السيطرة على الوضع الحالي والعودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب وقت ممكن”.

وفي أول خروج إعلامي له، طالب رئيس حكومة سبتة المحتلة، “خوان فيفاس”، من الحكومة الإسبانية بـ”رد قوي ومتناسب على الحادثة التي عشناها اليوم”، مشيرا إلى أن أزيد من 5000 شخص تمكنوا من الدخول إلى سبتة سباحة وسيرا على الأقدام.

اقرأ أيضا: وزيرة خارجية إسبانيا تتهم المغرب بالمخاطرة بالقاصرين ردا على استقبال مدريد لغالي 

وأشار إلى أنه أجرى محادثات مع الحكومة الإسبانية، ومندوب الحكومة، ووزير الداخلية، وأيضًا مع وزير الإدارة العامة، قائلا: “آمل أن يكون هناك رد قوي ومتناسب على الوضع الذي عشناه اليوم”.

وقال فيفاس في تصريح صحفي: “كنت رئيسًا لمدة 20 عامًا، وموظفًا حكوميًا لمدة 40 عامًا، وعمري 68 عامًا، ولم يسبق أن عشت أياما صعبة مثل هذه”، معتبرا أن سبتة تعيش “لحظة المسؤولية، ويتعين على إسبانيا الخروج من هذا الوضع”.

اقرأ أيضا: استمرار توافد المئات إلى الحدود مع سبتة.. والأمن المغربي يضع حواجز حديدية 

واعتبر فيفاس أن الأمر لا يتعلق فقط بمسألة الهجرة السرية، بل بإعادة الحياة الطبيعية إلى سبتة وعلى الحدود مع الفنيدق، قائلا: “لقد طلبت في إطار ممارسة العمل الدبلوماسي، باستخدام جميع الوسائل والموارد المتاحة لإعادة الوضع إلى طبيعته، من خلال الإدارات الوزارية المختلفة والجيش أيضا”.

وحدد عمدة المدينة  أهداف تحرك الحكومة المحلية، في إعادة إرساء النظام في المدينة، ومنع انهيار السياج الحدودي المحيط بالبحر، مضيفا: “على مر التاريخ شهدت سبتة أحداثًا صعبة للغاية، وهذا من أصعب الأحداث التي مرت بها، ولكن بالشجاعة والقدرة على مقاومة ما وقع ستعود الحياة إلى طبيعتها”.

إلى ذلك، اتهمت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، المغرب بالمخاطرة بحياة القاصرين كردة فعل على استقبال مدريد لإبراهيم غالي، زعيم بجهة “البوليساريو” الانفصالية، وذلك في تعليق لها على دخول أزيد من 5000 مغربي إلى مدينة سبتة المحتلة، بينهم حوالي 1500 قاصر.

وقالت مسؤولة الديبوماسية الإسبانية في تصريح لوكالة الأنباء “إيفي”، إنها أجرت اتصالا بالسلطات المغربية، دون أن تكشف مضمون النقاش الذي دار بين الطرفين، معتبرة أن مسؤولية مراقبة الحدود تبقى مشتركة بين الاتحاد الأوربي ودول شمال إفريقيا، ومن بينها المغرب، وفق تعبيرها.

وأشارت لايا إلى أن حكومة مدريد ستقوم بترحيل المهاجرين الذين دخلوا إلى سبتة بطريقة غير شرعية إلى بلدهم، كاشفة أن إسبانيا سترسل 200 من عناصر الأمن إلى سبتة لتعزيز الوضع الأمني.

وأضافت بالقول: “لا أستطيع أن أتصور أن حياة الشباب والقاصرين الذين سبحوا نحو سبتة، اليوم الإثنين، كانت معرضة للخطر بسبب “استجابتنا لنداء إنساني”، في إشارة منها إلى دخول زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا.

ولا يزال المئات من الشبان المغاربة والمهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، يتوافدون على مدينة الفنيدق، سيرا على الأقدام، قادمين من مدن تطوان والمضيق والفنيدق وطنجة، وذلك من أجل الوصول إلى الحدود مع مدينة سبتة المحتلة في محاولة لدخولها إسوة بأزيد من 5 آلاف شخص تمكنوا من ذلك، اليوم الإثنين.

وكشف محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في اتصال لجريدة “العمق”، أن الأجهزة الأمنية المغربية تحركت ليلة اليوم، وقامت بتعزيز تواجدها على الحدود مع سبتة، ووضعت حواجز حديدية من أجل منع وصول مزيد من الراغبين في الهجرة نحو سبتة، بعدما غابت عن المشهد طيلة اليوم.

وكشفت وسائل إعلام إسبانية، أن عدد المغاربة الذين تمكنوا من دخول مدينة سبتة، اليوم الإثنين، ضمن هجرة جماعية غير مسبوقة، تجاوز 5000 شخص، بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها، وذلك منذ الفجر اليوم وإلى غاية اللحظة، بينهم زهاء 1500 قاصر.

ووفق ما أوردته صحيفة “منارة سبتة”، فإن الجيش الإسباني يعيش حالة استنفار من أجل تقديم الدعم اللوجستي الذي طلبته الحكومة المحلية، بسبب عدم قدرة المستودعات التجارية المغلقة المتواجدة في منطقة تراخال الحدودية على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن أفراد الجيش نزلوا إلى الشوارع وشرعوا في توفير أسرّة بطابقين لاستيعاب المهاجرين، في حين عززت الثكنات العسكرية المتواجدة في المدينة من احتياطاتها الأمنية، كإجراء احترازي، فيما تحاول السلطات المحلية تجميع المهاجرين من أجل البحث عن أماكن لإيوائهم.

وحسب الفيديوهات المتداولة، ومن بينها مقاطع بث مباشر على موقع فيسبوك، فإن الآلاف تمكنوا من دخول المدينة بعد اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين الفنيدق وسبتة من جانب البحر، والسياج الفاصل بين بليونش وسبتة، فيما تمكن آخرون من الوصول سباحةً وعلى متن قوارب مطاطية.

وترى وسائل إعلام إسبانية، أن سهولة وصول المهاجرين إلى سبتة وعدم تدخل السلطات المغربية كما كانت تفعل سابقا، يأتي كرد فعل من المغرب على أزمة استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية.

وتعتبر مشاهد الهجرة التي تعرفها مدينتي طنجة والفنيدق ومنطقة بليونش، من أكبر عمليات الهجرة الجماعية نحو سبتة منذ سنوات، كما تأتي بعد أيام من مشاهد الهجرة الجماعية سباحةً، والتي خلفت مصرع شخص ومتابعة الناجين الذين تم ترحيلهم إلى المغرب قضائيا.

واعتبرت صحيفة “منارة سبتة”، أن ما وقع هذا اليوم “سيُسجل في التاريخ باعتباره واحدا من أخطر أزمات الهجرة السرية التي شهدتها إسبانيا على الإطلاق”، مضيفة أن الحدود مع الفنيدق “انهارت عمليا”.

وأوضحت أن الوضع خرج عن السيطرة والأمن الإسباني لا يستطيع فعل أي شيء لوقف هذا “الزحف”، مشيرة إلى أن المدينة لا تحتمل مزيدا من الأعداد الذي تتوافد تباعا منذ الصباح الباكر، والتي لم تشهد سبتة له مثيلا من قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *