مجتمع

أسرة بالفنيدق تقاضي الحرس الإسباني بعد وفاة ابنها.. ومرصد: قتل متعمد لمهاجر أعزل (فيديو)

قررت أسرة الشاب المغربي صابر عزوز (20 عاما) بمدينة الفنيدق، مقاضاة الحرس المدني الإسباني بتهمة قتل ابنها عمدا أثناء محاولته الهجرة السرية سباحةً إلى مدينة سبتة المحتلة، وذلك بعدما لفظت أمواج البحر، مساء أمس الخميس، جثة الراحل.

ولفظ الشاب المغربي أنفاسه الأخيرة غرقًا، وذلك حوالي الساعة الرابعة والنصف من يوم أمس، حينما كان يحاول العبور سباحةً بين سواحل الفنيدق وسبتة المحتلة، وهي ثاني حالة وفاة خلال الهجرة الجماعية غير المسبوقة صوب سبتة، بعد تسجيل حالة وفاة يوم الإثنين المنصرم.

وتتهم أسرة الراحل صابر عزوز، عناصر الحرس المدني الإسباني بقتله بشكل متعمد، عبر استعمالها العنف غير المشروع تجاه شخص أعزل وسط البحر، كاشفة أن ملابسه كانت تحمل أثار دماء عند انتشال جثته.

مرصد الشمال لحقوق الإنسان دخل على خط الموضوع، واعتبر أن استعمال السلطات الإسبانية العنف تجاه الشاب الراحل هو “انتهاك للاتفاقيات والمواثيق الدولية والأوروبية لحقوق الإنسان، وتطور خطير في التعامل مع المهاجرين والهجرة بجنوب البحر الأبيض المتوسط”.

المرصد الذي توصل بطلب مؤازرة من أسرة الشاب صابر عزوز، طالب بكشف “حيثيات القتل المتعمد لمهاجر غير نظامي أعزل كان يصارع أمواج البحر من طرف السلطات الإسبانية بالمدينة المحتلة”.

ودعا المرصد في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، المنظمات الحقوقية الدولية إلى الضغط على إسبانيا من أجل احترام المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، فيما يخص احترام حقوق المهاجرين غير نظاميين.

وحمل المرصد الحكومة المغربية المسؤولية فيما يخص “سياساتها الفاشلة في توفير العيش الكريم لمواطنيها من جهة، وتوظيفها لورقة الهجرة غير نظامية -باعتبارها قضية ذات أبعاد إنسانية- من أجل تحقيق أهداف ومكاسب سياسية من جهة أخرى”.

اقرأ أيضا: حشود ومطاردات واقتحام للحدود.. “العمق” تنقل مشاهد من معبر سبتة (فيديوهات وصور) 

وأمس الخميس، عاد الهدوء إلى الحدود بين مدينة الفنيدق وسبتة المحتلة، بعد 3 أيام مضطربة كادت تعصف بالعلاقات بين المغرب وإسبانيا، فيما عاد أزيد من 6 آلاف مهاجر مغربي إلى أرض الوطن، من أصل حوالي 8000 دخلوا إلى المدينة المحتلة منذ فجر الإثنين المنصرم.

وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت بمدينة الفنيدق، مساء الأربعاء، بين مئات من الشبان والقاصرين الراغبين في الوصول إلى سبتة المحتلة، وبين أجهزة الأمن المغربية، قرب الحدود مع سبتة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجانبين، وتكسير عدد من السيارات.

ووفق أرقام وزارة الداخلية الإسبانية، فإن ما مجموعه 6000 مهاجر من أصل حوالي 8000 دخلوا سبتة منذ يوم الاثنين الماضي، عادوا إلى المغرب خلال 48 ساعة فقط، أغلبهم عاد بشكل طوعي.

اقرأ أيضا: لماذا يريد الشباب الهجرة نحو سبتة؟.. إجابات صادمة من مهاجرين مغاربة (فيديو) 

ولا تزال عناصر الحرس المدني والشرطة الوطنية والوحدات العسكرية الإسبانية منتشرة في الشاطئ المتاخم للحدود مع الفنيدق، تحسبا لأي محاولات أخرى لدخول سبتة، في حين تواصل قوات الأمن والقوات المساعدة بالمغرب عملياتها على الحدود لإبعاد المهاجرين.

وبخصوص القاصرين الذين يفوق عددهم 1500 شخص، أفادت السلطات الإسبانية بسبتة بأنها شرعت في نقلهم من المستودعات التجارية بترخال إلى مراكز متفرقة بالمدينة، فيما تدرس السلطات إمكانية نقل أزيد من 200 منهم إلى مراكز داخل التراب الإسباني.

في غضون ذلك، أطلقت السلطات الإسبانية رقما للطوارئ مخصص للعائلات المغربية التي تبحث عن أطفالها القاصرين الذين دخلوا إلى سبتة بمفردهم، وذلك على رقم الهاتف 956.51.24.13، فيما لا يزال عدد منهم يتجولون في شوارع المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *