مجتمع

“حامل العطر”.. قصة بائع عطور شاب شحذ السجن همته يعمل بالممكن ويتشبث بالطموح (فيديو)

على حاملة خشبية يضع حامل العطر (عبد الله لهاتا)، ابن مدينة مراكش، قنينات عطر فرنسية وشرقية، يجوب بها شوارع مراكش بحثا عن قوت يومه. قبل أن تقطع فترة سجنية تجارته بسبب قضائه سنة ونصف على خلفية قضايا الإرهاب والتطرف.

يروي لهاتا، في لقاء مصور مع جريدة “العمق”، أن بداياته في بيع العطور، كانت سنة 2012، وبطريقة عادية، من خلال شراء قارورات عطر ومسك مصنعة ومركبة، ثم إعادة بيعها أمام المساجد.

ويضيف أنه فيما بعد حاول تطوير مشروعة الصغير، “وأصبحت أقتني الزيوت العطرية، وأعد العطور في المنزل داخل ورشتي الخاصة، عوض شرائها بالجملة”.

وقال إن تجربته بالسجن استفاد منها كثيرا، وكانت أهم المراحل في حياته. يقول عبد الله “تم الحكم علي بسنتين، ثم خففت استئنافيا لسنة ونصف،على ذمة  قضايا الإرهاب والتطرف بسجن سلا”.

ويزيد قائلا: “أنا أرى هذه المحنة من جانبها الإيجابي أكثر، فقد استطعت خلالها أن أراجع نفسي أكثر وأكثر، وجددت قناعاتي، ووعيت جيدا بأن التطرف والتشدد بعيد كل البعد عن الدين الإسلامي الذي هو دين وسطية واعتدال”. 

واسترسل المتحدث أن تغيير أفكاره الخاظئة، جاء بفضل الاحتكاك بموظفي المؤسسة السجنية التي قضى عقوبته فيها، والأطر والأساتذة الذين يقومون بحملات توعوية للسجناء والمعتقلين في مثل هذه القضايا، “إضافة إلى أنني وجدت أياد ممدودة من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج”، يقول عبد الله.

وأضاف في ذات اللقاء، ناصحا الشباب لتجنب الوقوع في فخ التطرف والتشدد، “أنصح الشباب بأن يأخذوا دينهم من مصادر موثوقة، في المرحلة الأولى، ثم أن يلتزموا عن علم ودراسة ووعي، في المرحلة الثانية، لأن أغلب المعتقلين في هذا الباب، لديهم مستويات تعليمية بسيطة ومتوسطة، وأن لا يكونوا لقمة صائغة لأي جهة من الجهات المتطرفة والمتشددة”.

هذا ويطمح عبد الله إلى أن يطور مشروعه الخاص، بعد أن راكم زبناء راتبين يترواح عددهم حوالي الثلاثين زبونا، سواء عبر شراكة أو إنجاز محل خاص به في بيع العطور، قائلا في هذا الصدد: “أحب هذه المهنة”، مستشهدا بقول عمر ابن الخطاب، “لو اخترت أن أبيع شيئا، لاخترت أن أبيع العطر، إن لم أحصل على ربحه، حصلت على ريحه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *